تتزامن تغريدة جلالة الملك عبدالله الثاني في ذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام في الوقت الذي يواجهه المسلمون في العالم من هجوم منظم على مشاعرهم ، عبر الإساءة لرموزهم الدينية المتمثلة في شخص النبي محمد رسول المحبة والسلام ، حيث جاءت هذه الاساءات تحت عنوان حرية التعبير ، وإننا على قناعة راسخة بأن هذا الهجوم على الرموز الدينية مهما كانت ، من شأنه أن يغذي مشاعر الكراهية والفرقة لنيل مكاسب سياسية حزبية تخدم طرف من الأطراف ولو على حساب العلاقات الدولية والخلاف بين شعوب الأمم .
ولعلّ تذكير جلالة الملك عبدالله الثاني بالآيتين الكريمتين ، وإنك لعلى خلق عظيم ، وإنا كفيناك المستهزئين ، كان أبلغ رد على أولئك المسيئين وتعبير عن استياء جلالته البالغ من هذا التصرف الأحمق ، حيث يحمل التذكير بالآيتين مضامين شاملة ورافضة لممارسة الاساءات بحق نبي الأمه محمد عليه السلام ، وإننا في الاردن هذا البلد الذي ينعم بالأمن والاستقرار ويشكل أهله من مسلمين ومسيحيين نموذجا فريدا من الوئام والمحبة والعيش المشترك ، نسجل إدانتنا عن إدانتهم لتلك الممارسات التي تسيئ لعموم الأديان كافة ، وهدفها أولا وأخيرا اشعال روح الكراهية بين الناس وتقويض الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لنشر ثقافة التسامح والسلام بين شعوب العالم ، كما تمثل هذه الاساءات من خلال استمرار نشر الرسوم
الكاريكاتوريه تطاولا على تعاليم شريعتنا السمحاء الرافضة للتمييز والعنصرية التي لا تخدم أصلا العلاقات القوية بين الشعوب الإسلامية وشعب فرنسا الصديق .
ونحن في الاردن السائرون على نهج قيادتنا الهاشمية النبوية المباركه ، فإن جهود دولتنا منصبة دائما وأبدا نحو تعزيز الثقافة والتسامح والحوار بين الثقافات والأديان ، والسعي للسلام والتعايش ونبذ خطابات الكراهية وإثارة الضغائن واحترام الأديان ورفض كل الشعارات الدنيئة التي تنادي بها المجموعات المتطرفة هنا وهناك لأجل وقوع نزاعات دينية بين الشعوب .
ونذكّر كذلك بأن الاسلام هو دين الرحمه وأن ما يجمعنا في وطننا هو القيم المشتركه البعيدة كل البعد عما يقوم به بعض الشواذ الخارجين على الأعراف والقيم من شتّى الملل والشعوب ، ونحن والحمدلله في الاردن نعيش في بلد معطاء لا يعرف الفرقة أبدا ، نعيش به في ظل مواطنة تجمع ولا تفرق ، كما نؤمن ان المسيحيين في أردننا هم جزء أصيل من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وشركاء مع إخوتهم المسلمين في بناء حضارة بلدهم ، ولنا الحق دائما ان نباهي ونفتخر بنموذج العيش المشترك الذي رسخته بيننا قيادتنا الهاشمية الحكيمه .