زاد الاردن الاخباري -
يصادف غدًا 29 من أكتوبر/تشرين الأول اليوم العالمي لمرض الصدفية، وذلك بهدف تسليط الضوء على ملايين المصابين بهذا المرض في مختلف أنحاء العالم والدعوة إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة على جميع المستويات من أجل تمكين المرضى من الحصول على الرعاية الصحية ونشر الوعي الصحي.
الصـدفية هو مرض جلدي شائع يؤثر على الدورة الحياتية لخلايا الجلد، نتيجة الصدفية تتراكم الخلايا على سطح الجلد بسرعة لتشكل قشوراً فضية سميكة وطبقات مثيرة للحكة، جافّة وحمراء، تسبب الألم أحياناً.
الصدفية مرض عنيد، يستمر لفترة طويلة (مرض مزمن)، هناك فترات تتحسن فيها أعراض الصدفية وتخفّ، بينما يشتد مرض الصدفية في فترات أخرى.
بالنسبة لبعض المرضى، الصدفية لا يتعدى كونه مصدر إزعاج. أما بالنسبة للبعض الآخر، فمن الممكن أن تسبب العجز، وخصوصا عندما تكون مرتبطة بالتهاب المفاصل (Arthritis).
لا شفاء من مرض الصدفية، لكن علاج الصدفية يمكن أن يحقق تحسناً كبيراً. كما إن اتخاذ التدابير الخاصة بنمط الحياة، مثل استخدام مَرْهم الكورتيزون، تعريض الجلد لأشعة الشمس الطبيعية باعتدال وبطريقة خاضعة للرقابة، من شأنه أن يؤدي إلى تحسن أعراض الصدفية.
أعراض الصدفية:
طبقات حمراء على الجلد، تكسوها قشور فضية اللون
نقاط صغيرة مغطاة بالقشور (شائع بين الأطفال)
جلد جاف، متصدّع ونازف في بعض الأحيان
حكّة، حرقة أو ألم
أظافر سميكة، مُغْلَظـَّة، مثلومة أو مليئة بالندوب
تورّم وتيبّس المفاصل.
أنواع الصدفية
1- صدفية الطبقات (Plaque Psoriasis):
هو النوع الأكثر انتشارا. يسبب رقائق (طبقات رقيقة) من الجلد الجاف، متقشّرة، حمراء ومغطاة بقشور فضية.
هذه الرقائق مثيرة للحكة ومؤلمة في بعض الأحيان، ويمكن أن تظهر في أي مكان في الجسم، بما في ذلك الأعضاء التناسلية والأنسجة الرخوة داخل الفم.
قد يظهر عدد قليل من هذه الرقائق وقد يكون عددها كبيرا، وفي الحالات الشديدة يتصدع الجلد حول المفاصل وينزف.
2- صدفية الأظافر (Nail psoriasis):
يمكن أن تظهر على أصابع اليدين والقدمين، تسبب ندوبا، نموا غير طبيعي وتغيّراً في لون الأظافر.
قد تصبح الأظافر المصابة بالصدفية فضفاضة، حتى إلى درجة الانحلال والخروج من مكانها. وفي الحالات الشديدة تتفتّت الأظافر.
3- الصدفية القـَطْـْرَوِيّة (Guttate psoriasis):
هذا النوع من المرض يصيب، أساسا، الأشخاص دون سن الـ 30 عاما، وهو يظهر عادة جراء عدوى جرثومية، مثل الجراثيم العِقـْديّة (ستربتوكوكوس - Streptococcus) التي تصيب الحلق.
في هذا النوع تظهر طبقات صغيرة، كأنها قطرات، على الظهر والذراعين والساقين وفروة الرأس.
هذه الطبقات تكون مكسوّة بقشور رقيقة وغير سميكة، مثل الطبقات العادية. وفي بعض الحالات، تظهر نوبة واحدة ثم تختفي من تلقاء نفسها، بينما تتكرر النوبات في حالات أخرى، لا سيما لدى الأشخاص المصابين بتلوث مزمن في مجاري التنفس.
4- صدفيّة الثنيات (أو: الصدفية العكسيّة - Inverse psoriasis / Flexural psoriasis):
غالباً ما تظهر في الأُرْبِيَّة (بين الفخذين - Groin)، في الحفرتين الإبطيّتين (تحت الإبطين - Armpit)، تحت الثديين وحول الأعضاء التناسلية.
تتميز صدفية الثنيّات بنشوء مناطق حمراء وملتهبة في الجلد، وهي أكثر شيوعا لدى الأشخاص البدينين، وتزداد سوءاً نتيجة الاحتكاك والتعرق.
5- الصدفيّة البَثـْرِيّة (Pustular psoriasis):
هذا نوع غير شائع من المرض. يمكن أن يظهر في مناطق واسعة من الجسم (صدفيّة بثريّة شاملة)، أو في مناطق صغيرة على اليدين والقدمين أو أطراف الأصابع.
هذا النوع يتطور عادة بسرعة، إذ تظهر بثور (حويصلات) مليئة بالقيح بعد ساعات فقط من احمرار الجلد وتحسّسه.
تجف هذه البثور في غضون يوم أو اثنين، لكن يمكن أن تعاود الظهور مرة أخرى كل بضعة أيام أو بضعة أسابيع.
يمكن للصدفية البَثريّة أن تسبب الحمى، القشعريرة، الحكة الشديدة والتعب.
6- الصَدَفِيَّةٌ المُحَمِّرةٌ للجِلْد (Erythrodermic psoriasis):
هذا هو النوع الأقل شيوعا من المرض. وهو يمكن أن يؤدي إلى تغطية الجسم كله بطفح جلدي أحمر ومتقشر، قد يسبب الحكة أو الحرق الشديد.
يمكن أن يظهر هذا النوع نتيجة لحروق الشمس الشديدة، أو نتيجة لتناول الكورتيكوستيرويدات (هورمونات ستيرويديّة - Corticosteroids) أو أدوية أخرى، كما يمكن أن يتطور من أي نوع آخر من الصدفية لم تتم معالجته بشكل صحيح وكما ينبغي.
7- صدفية التهاب المفاصل (أو: الْتِهابُ المَفْصِلِ في الصَّدَفِيَّة - Psoriatic arthritis):
تتميز بظهور التهاب المفاصل المصحوب بالألم والتورم في المفاصل.
وقد يسبّب هذا النوع من المرض، أيضا، التهابا في العين، مثل التهاب ملتحمة العين. وتتراوح الأعراض بين خفيفة وحادّة.
كما يمكن أن يسبب هذا النوع من الصدفيّة تصلبا وضررا جسيما في المفاصل، قد يؤدي في أخطر الحالات إلى حدوث تشوه دائم.
مضاعفات الصدفية:
جلد سميك وتلوّثات في الجلد، ناجمة عن الحكة في محاولة لتخفيف الشعور بالقرص
اختلال توازن السوائل واختلال توازن الكهارل (الشوارد الكهربائية - Electrolytes) في الحالات الشديدة من الصدفية البثريّة
احترام ذاتي منخفض
اكتئاب
توتر
قلق
عزلة اجتماعية.
علاج الصدفية:
1- العلاجات الموضعية
كريمات ومراهم للدهن على الجلد، معدّة للاستعمال الذاتي، ناجعة في معالجة الحالات الخفيفة حتى المتوسطة من الصدفية.
في الحالات الأكثر حدّة من الصدفية، يتم دمج العلاج بالكريمات مع الأدوية الفموية، أو مع العلاج بالضوء.
مستحضرات العلاج الموضعي للصدفية تشمل:
كورتيكوستيرويدات (هورمونات ستيرويديّة - Corticosteroids) للعلاج الموضعي
نظائر فيتامين د
أَنثرالين (دواء جلديّ - Anthralin)
رتينويدات (ريتينالِيُّ الشَّكْل، شبه راتينيّ –Retinoid: أدوية مشتقة من فيتامين أ)،
مثبطات كالسينيورين (بروتين لمفيّ – Calcineurin)
حمض الساليسيليك (Salicylic acid)
قطران الفحم
كريمات للترطيب.
2- المعالجة بالضوء (phototherapy، أو: المعالَجَة الضوئية - Light therapy)
كما يوحي اسمه، هذا النوع من علاج الصدفية يتم باستخدام الضوء فوق البنفسجي (الأشعة فوق البنفسجية)، سواء الطبيعي منه أو الصناعي. الوسيلة الأبسط والأسهل للعلاج بالضوء هي بتعريض الجلد لأشعة الشمس الطبيعي بشكل معتدل.
وثمة طرق أخرى من المعالجة بالضوء تشمل استخدام الأشعة فوق البنفسجية A الصناعية (UVA) أو الأشعة فوق البنفسجية B الخفيفة (UVB)، كعلاج وحيد أو بالدمج مع علاج الصدفية بالأدوية.
أشعة الشمس
المعالجة بالضوء UVB
المعالجة بـ UVB بمدى ضيق من الترددات
المداواة الكيميائية الضوئية (Photochemotherapy - PUVA)، أو سورالين (مستخلص نباتي محسس للشمس – Psoralen) سوية مع أشعة فوق بنفسجية UVA) A)
ليزر إكسيمر (excimer laser)
علاج ضوئي مدمج.
3- أدوية فموية
في الحالات الحادة من الصدفية، أو في الحالات التي لا تجدي فيها أنواع أخرى من العلاجات نفعا، قد يصف الطبيب أدوية فمويّة (عن طريق الفم)، أو عن طريق الحقن:
رتينويدات (ريتينالِيُّ الشَّكْل، شبه راتينيّ – Retinoid: أدوية مشتقة من فيتامين أ)
سيكلوسبورين (Cyclosporin)
ميثوتريكسات (Methotrexate)
أدوية تؤثر على عمل جهاز المناعة (بيولوجية).
اختيار نوع علاج الصدفية:
صحيح أن الأطباء يقررون نوع العلاج الملائم للصدفية طبقا لنوع المرض، درجة حدّته والمناطق المصابة في الجلد، لكن النهج التقليدي يقضي بأن يُبدَأ العلاج بأنواع العلاجات الخفيفة، مثل الكريمات والأشعة فوق البنفسجية (المعالجة بالضوء)، وفقط بعد ذلك يتم الانتقال والتقدم إلى علاج أكثر حدة وتأثيراً، إذا اقتضت الحاجة.
الغاية من ذلك هي الاهتداء إلى الطريقة الأكثر فاعلية في إبطاء عملية تبدّل الخلايا، مع المخاطرة بالتعرض إلى أقل ما أمكن من الأعراض الجانبية.
هناك العديد من الخيارات لمعالجة الصدفية، لكن العثور على العلاج الفعال والناجع يشكل، في بعض الأحيان، تحدياَ حقيقياً.
فهذا المرض غير متوقع ولا يمكن التنبؤ به، يتأرجح بحركة دائرية بين تحسن وتفاقم، بشكل عشوائي.
كذلك تأثير العلاج غير متوقع ولا يمكن التنبؤ به، إذ إن علاجا ما قد يكون نافعا وناجعا لمريض معين، بينما لا يكون كذلك بالنسبة لمريض آخر.
مع مرور الوقت يطور الجلد مقاومة ذاتية للعديد من العلاجات، مما قد يجعل العلاجات الأقوى تنطوي على آثار جانبية خطيرة للغاية.
ينبغي التشاور مع طبيب أمراض جلدية حول سبل العلاج المتاحة، وخصوصا عندما لا يطرأ أي تحسن بعد استخدام علاج معين، أو عندما تظهر آثار جانبية جدية.
بإمكان الطبيب ملاءمة البرنامج العلاجيّ أو تغيير التوجّه، لضمان معالجة الأعراض بالطريقة المثلى.
العلاجات البديلة
هناك العديد من الطرق البديلة لمعالجة الصدفية، بما في ذلك التغذية الخاصة، الكريمات، الإضافات الغذائية والأعشاب الطبية.
يدعي البعض بأن هذه الطرق ناجعة في معالجة الصدفية، بينما لم تثبت نجاعة معظمها. هناك العديد من طرق العلاج البديلة التي تعتبر آمنة، ويمكنها أن تساعد على تقليل بعض علامات وأعراض المرض، مثل الحكة والقشرة:
الأَلـُوَّة الطبيعية (نوع من نبات الصبر - Aloe Vera)
كريم كابسياسين (Capsaicin، وهي المادة اللاذعة المسؤولة عن حرارة الفلفل الحار)