زاد الاردن الاخباري -
أكد نقباء ونقابيون في الشأن الصحي أن المنظومة الصحية في الأردن تواجه خطرا، وأن الأردن في معركة صحية أمام عدو خفي، داعين إلى "الاهتمام بالكوادر الطبية والتمريضية بشكل أكبر وعدم السماح بانهيار منظومة الجيش الأبيض”.
ودعا هؤلاء، في تصريحات له وزارة الصحة الى أن "تدق ناقوس الخطر، خاصة وأن خط الدفاع الأول بدأ يعاني بعد تفشي الفيروس بين كوادره، بعد ان خطف أرواح أطباء استشاريين”، مؤكدين ضرورة وضع خطة استراتيجية تحمي هذه الكوادر.
وكان القائم بأعمال نقيب الأطباء محمد رسول الطراونة، اكد ارتفاع حصيلة وفيات الأطباء في المملكة جراء فيروس كورونا الى 8 خلال الاسبوع الماضي، إضافة الى مئات الاصابات بين الكوادر الطبية خلال الفترة القليلة الماضية، مبينا أن حماية الكوادر الطبية هي "جزء من الواجب الوطني للتعامل مع كورونا ويتطلب المزيد من مستلزمات الحماية الشخصية بحيث تكون متوفرة بشكل مستمر”.
وأشار إلى أن الضغط الكبير على الاطباء والكوادر الطبية اضعف تركيزهم، مؤكدا أن "حماية المواطنين لأنفسهم من الفيروس بمثابة حماية للأطباء كونهم خط الدفاع الاول تجاه المرض”.
وفي هذا الصدد، أوضح نقيب الأطباء الأسبق أحمد العرموطي، أن الكوادر الطبية والتمريضية العاملة في المستشفيات "تتعرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا بنسبة اكبر من أي شخص عادي نظرا لتعاملهم المباشر مع المصابين المؤكدين باستمرار”.
وقال إن من واجب وزارة الصحة ومستشفيات القطاع الخاص، توفير وسائل حماية شخصية للكوادر الطبية سواء فيما يتعلق بمستلزمات حماية الوجه أو الكمامات أو القفازات والمواد المعقمة.
ودعا العرموطي الى "تحديد عدد ساعات العمل للأطباء، حيث لا يجوز أن يعمل اي طبيب لأكثر من 8 ساعات متواصلة في أقسام الطوارئ التي تعاني اكتظاظا من المرضى، واقتصار ساعات العمل لكل طبيب أو ممرض في هذه الأقسام على أربع ساعات”، مؤكدا أهمية "تحديد عدد المرضى الذين سيتعامل معهم الطبيب بعدد معين، وعدم السماح له بمعاينة او فحص أكثر من 80 مريضا كما يجري الآن، من أجل التخفيف من الاختلاط ووقت التعرض”.
وطالب بـ”إيجاد آلية لمنع التزاحم بين المرضى في المستشفيات الحكومية، خاصة وأنه لا توجد طرق لمعرفة من المريض المصاب من غير المصاب، وهو ما يؤدي الى تعريض الباقين لخطر الإصابة ونقل العدوى للكوادر الطبية والتمريضية”.
وأكد العرموطي أن على وزارة الصحة "رفد القطاع الطبي بكوادر طبية وتمريضية بشكل عاجل، وعزل مرضى كورونا بأقسام بعيدة عن المستشفيات وعيادتها ضمن شروط طبية محددة محليا ودوليا”.
وشدد على منع زيارات الأهالي لذويهم المرضى إن كانوا مرضى عاديين أو مصابين بكورونا، ووقف العمل بعيادات الاختصاص الخارجية وإيجاد آلية صحيحة وسليمة لصرف العلاجات للأمراض المزمنة للمرضى.
من جانبه، قال نقيب الممرضين والممرضات والقابلات القانونيات خالد ربابعة، إن "هناك ضعفا واضحا في إدارة الأزمة داخل القطاع الصحي، وتخبطا واضحا في القرارات مع غياب الخطط الاستراتيجية”.
وأشار إلى”تفعيل ضباط منع العدوى وتسليم الأمور للأشخاص القادرين على التعامل مع فيروس كورونا، وفصل كوادر الإسعاف والطوارئ عن باقي الكوادر الطبية والتمريضية بحيث لا يتم الاختلاط بينهم، وفصل المرضى الذي يحصلون على علاجاتهم الشهرية عن المستشفى وعياداتها، مع إمكانية صرف الأدوية لثلاثة أشهر وليس شهرا”.
واقترح ربابعة "التخفيف من عمل الكوادر الطبية والتمريضية عبر منحهم إجازات لمدة أسبوعين وتأمين فرق احتياط وذلك لعدم إصابتهم بالإرهاق والتعب”، منتقدا غياب خطة واحدة تخص كل المنظومة الصحية في المملكة.
وربط بين "إصابة الكوادر الصحية، ووجود اخطاء وعجز اداري والفشل في وضع سياسات وتطبيق البروتوكولات وتأمين بيئة العمل آمنة”، منتقدا "إصرار وزارة الصحة على عدم إشراك الشركاء الاستراتيجيين، وهم النقابات الصحية، التي تعاني تغييبا واضحا ومقصودا في الخطط والبرامج الصحية”.
وشدد ربابعة على أن الأردن يمر بمعركة تتعلق بالمنظومة الصحية شأنه في ذلك شأن باقي دول العالم، وعلى الأطراف المعنية تجنيد كل الإمكانات لتجنب الوصول الى مرحلة الخطر.
فيما اعتبر عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، مظفر الجلامدة، أن زيادة عدد الإصابات والوفيات بين الكوادر الطبية "يدل على ضعف الإجراءات التي تتبعها الوزارة مع نقص في مستلزمات الوقاية للجيش الأبيض الذي يفترض أن يكون مسلحا بأفضل التجهيزات الصحية”.
وأضاف، ان عدم تنظيم دخول المرضى لأقسام الطوارئ والأقسام الأخرى في المستشفيات، وعدم وجود بروتوكول واضح لفحص كل مريض بحاجة إلى عملية او إدخال إلى المستشفى أدى إلى انتقال الفيروس من المرضى للكادر الطبي في الكثير من الحالات.
وأوضح الجلامدة أن من الضروري وقف عمل العيادات في المستشفيات والعمليات اليومية غير الطارئة، لتخفيف الضغط عن الكوادر الطبية الذين أصبحوا مصابين او مخالطين، مشيرا إلى أن قلة اعداد الكوادر الطبية في المستشفيات تجعلهم يبذلون أكثر من طاقتهم وتزداد حتمالات إصابتهم بالفيروس.
ولفت إلى ان الوقت الآن ليس في صالح الجسم الطبي في المملكة، وأن "شهورا كثيرة ضاعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبث شعارات لا أساس لها”، داعيا إلى العمل جديا لحماية الكوادر الطبية للحفاظ على الجيش أبيض كخط دفاع أول في وجه الوباء.
وأكد الجلامدة أن المعركة اليوم هي معركة صحية، وأن المطلوب من الحكومة تجيير كل إمكاناتها لدعم القطاع الصحي بالتعيين والدعم المالي والمعنوي، خاصة وأن إصابات الكادر الطبي أصبحت في الآونة الأخيرة مقلقة.
وأكد أنه عندما يخسر القطاع الطبي أطباء تخدير وباطنية، فهذا يدل على أن الجسم الطبي بات في خطر كبير، ويدعو إلى التحرك بسرعة وجدية لوقف هذه الخسائر بمختلف الطرق.