أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وزير خارجية إسبانيا: نحن لا نبيع أسلحة لإسرائيل إصابتان بنيران مسيرة إسرائيلية بمنطقة المواصي المعارضة السورية تعلن دخولها أول أحياء مدينة حلب الأردن .. مناطق لن تصلها المياه الأسبوع القادم لمدة 72 ساعة غوتيريش: الأمم المتحدة ستواصل التضامن مع الشعب الفلسطيني فيفا يعلن قائمة المرشحين لجوائز (ذا بيست) تراجع مخيف .. هل تعرض مبابي للسحر من بوغبا حقاً؟ الشوبكي يسأل عن ضريبة الكاز تباين‭ ‬في أسعار النفط عالميا الذهب يرتفع عالميا وسط تراجع الدولار الصحة العالمية تحذّر من “نقص حادّ” في المواد الأساسية شمال غزة وكالة الطاقة الذرية: إيران تخطط لتوسع جديد في تخصيب اليورانيوم بريطانيا تتعهد بتقديم 2.5 مليار دولار لصندوق بالبنك الدولي لمساعدة الدول الفقيرة جمعية البنوك: آلية تخفيض الفائدة هي ذاتها المتبعة برفعها الأردن: هل يُمكن أن تتساقط الثلوج بالأيام الأخيرة من الخريف؟ الفاو: الأردن حافظ على معدلات تضخم غذائي منخفضة الأردن .. 49 مليون دينار موازنة وزارة النقل في 2025 قلق إسرائيلي من خطط نتنياهو في غزة بني مصطفى: نعمل لتحسين جودة الحياة للمواطن المعارضة السورية تعلن السيطرة على ريف حلب الغربي
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الوحدة الشعبية وازنة .. وتؤكد حق العودة.

الوحدة الشعبية وازنة .. وتؤكد حق العودة.

16-04-2011 03:10 AM

الوحدة الشعبية وازنة.. وتؤكد حق العودة.


بقلم: عبدالناصر الزعبي

الأردنيون لا يرغبون بالمساس بمشاعر الفلسطينيين، لاعتبارات منها.. طيبة الإنسان الأردني وطبعه الكريم. ثم إن شعورهم بالرابط الأخوي العربي والإسلامي فيما بينهم.. معززا بخصوصية التوأمة الأردنية والفطرة الوحدوية، يجعلهم معنيون بالمشاعر الفلسطينية بقدر سلامتهم كلهم.

وعندما نجد تحذيرات الساسة من مخاطر المساس بما يسمى "الوحدة الوطنية" بداعي "السلم الاجتماعي" هو دليل على عدم قدرة كل الأطراف تحديد ما يريدون من مفردات سليمة، تشير ببراءة لمخاوفهم دون إلحاق أي ضرر بأمنهم القومي والوجودي المصيري.

الحديث الأردني الفلسطيني حول الهوية الشخصية والوحدة الوطنية التي لا تتعارض مع مصوغات السلم الاجتماعي هو حديث صحي بوجود إسرائيل التي تبحث عن تفعيل وسائل القضاء على الطرفين الذين اغفلا وحدة مصيرهما أمام المشاريع الصهيونية المرحلية التكتيكية أو على المدى البعيد الإستراتيجية منها.
ولثبوت إرادة الخلط ــ الخبيثة و الممنهجة ــ بمفاهيم مصطلحات "الوحدة الوطنية" و"الوحدة الشعبية" ولخطر سوقنا إلى مقصلة المشروع الصهيوني الاستراتيجي سوقا!! بإقصاء مفهوم مصطلح "وحدة المصير" عن المسار السياسي بين الشعبيين، بحيث يجب أن لا يخدعنا مشروع إسرائيل التكتيكي والمسمى "الوطن البديل" على انه المشروع النهائي. لان إسرائيل لن تقف عند حدود منعتنا أو تراخينا.. حتى تحقق ـ بضنها ـ مشروعها الأكبر ودولتها الكبرى بين النهرين. ثم يجب أن نتذكر أن أراضي الأردن مقدسة لإسرائيل لن تفرط بها لصالح الوطن البديل المزعوم. وهنا يجب أن نتذكر دائما أن إسرائيل لا تريد البديل للفلسطينيين، بل تريد أن تجتثهم وتوأدهم أحياء. وبمفهوم الوطن البديل الخادع، تريد إسرائيل تكتيكيا أن توهم الأردنيين بعداء الفلسطينيين وجحودهم لهم وتكالبهم على الأردن.. وتريد بضنها أن تسلب ما تبقى من إرادة الصمود الفلسطيني وتجعلهم يتعلقون بمشروع الخلاص الوهمي. وضنا منها: تكون جعلت الشعبين التوأمين عدوين لدودين فيقتتلا.. وتقدم هي الحل لاحقا بان تضع يدها على الأرض والعرض، فهذا الكيان اجتثاثي، استيطاني احتلالي توسعي.

ولان الشعبين التوأمين.. يوجد فيهم من عاش فترة لا تنسى، ويتذكر مشاهد التآخي، واللحمة التاريخية، عند حصول النكبة والنزوح، وعند اللجوء الجماعي، فجدتي خبزت لشهرين متتاليين لعشرة اسر فلسطينية لاجئة استقرت في حاكورتها وحينها لم تتقبل جدتي مشاركة النازحات أن يخبزن معها.. كرما منها، وبقيت اللاجئات تشاركها النوم بالدار، التي أخلاها جدي، لينام مع اللاجئين في الحاكورة، حتى رحلوا إلى المخيم، ومنذ أكثر من أربعين عاما لم تنقطع خلالها زياراتهم الودودة له حتى توفاه الله. ورغم ما جرى لجدي بحوادث أيلول في السبعين من القرن الماضي عندما قتل ابنه وطفلين لأخيه بحادث لغم زرع على درب مزرعته، وحينها منعت جدتي أبي ــ لوازعها الديني ــ من الانتقام لأخيه بقتل المارة من المنظمة بقولها له: "والله لو كنت عالمة بأنك تعرف من هو قاتل أخيك، بشكل محدد، ولم تنتقم له، لقطعت الثدي الذي أرضعك، ولكنك لا تعرف من القاتل، فلا يجوز لك الانتقام من برئ"، ولاتزان جدي.. كان يدرك تماما أن حوادث السبعين كانت صراع قيادات، بفتنة خبيثة أقحموا فيها الشعبين، فلا ناقة لهما فيها ولا جمل، ولم يكن المقصود القتال بين الشعبين بقدر ما كانت عبث بوحدة شعبين، وسلمهما الاجتماعي الذي غيب.. لمأرب عرفاتية، نازع فيها الحسين ملكه. وللأسف لا زلنا مطية لمصطلح الوحدة الوطنية الذي يفت عضد السلم الاجتماعي، لمجانبته الصواب الكامن بالوحدة الشعبية، الوازنة للوحدة الوطنية، والتي تحفظ الحقوق، وتقيم الواجبات، وتؤكد حق العودة.. على الدوام، وتزيل الألغام من مسارنا النضالي النهضوي الوحدوي.

لا يوجد ما يعيب ان يكون هناك ميثاق وطني أردني يؤسس على مخرجات المؤتمرات الوطنية الأردنية التاريخية بالإضافة للميثاق الوطني الأردني لعام 1993م ليشتمل على بند يتكاتف مع البند الخامس في الميثاق الوطني الفلسطيني"*1*" الذي صاغته القوى والشخصيات الوطنية الفلسطينية قبل عقود لتعزيز صمودهم ووحدتهم الوطنية الضرورية في مواجهة العدو الصهيوني الغاشم"*2*".
فان الهوية الواضحة للشخصية الوطنية الفلسطينية تشكل عنصر الممانعة والمقاومة الطبيعيتين لأي مشروع توسعي احتلالي اجتثاثي، وهذا يتطلب من الأردنيين أنفسهم ــ لتعزيز الموقف الفلسطيني الكفاحي ــ أن يعرفوا الهوية الشخصية الأردنية، كونه مطلب مصيري للأمن القومي الأردني، وللوجود الفلسطيني.
فبعمقنا القومي العربي نريد للفسيفسائية العربية المتشكلة من الأوطان العربية بنكهاتها وتكامليتها ان نؤكد الوحدة الشعبية للأوطان العربية كلٍ بهوية شخصيته الوطنية لتشكل فسيفسائية لا تقبل الجمال إلا مكتملة بحيث تجمعها الوحدة الشعبية وتفصلها الوحدة الوطنية.

مهم ان نتذكر دائما الهوية العربية والإسلامية التي تتعرض لهجمة إسرائيلية منذ تطهير المدينة المنور وخيبر منهم، فلا زالوا يعودون إلينا بمشاريعهم الصهيونية، التي يتضح فيها الصراع الوجودي الراسخ في أذهان أتباع الحركات والديانات اليهودية، الذين كرسوا وجدانهم لاجتثاث العروبة والإسلام، كما دأبت الصهاينة على تأكيدها ذلك غدرا تارة واحتلالا تارة أخرى، كما في الصورة الفلسطينية الموجعة.
وأصبحت مشاهد هتك وإجهاض المشاريع النهضوية العربية المتكررة منذ الحرب العالمية الأولى، سوى تأكيدا على ان الدم العربي والمسلم، له نفس الطعم والمذاق لدى العدو الأزلي والغاشم، فالصهيوني لا يفرق بين دمائنا ويريدها كلها بعدما أحلها لهم حبرهم.
ليحققوا ضنا منهم مشاريعهم الحاقدة بعيدة المنال، والتي أبقت على دمنا منهمرا وعلى مشاريعنا النهضوية معطلة.

لهذا يتوجب أن نوزن مصطلح "وحدة المصير" ونضعه للعيان شاهدا لوجهتهم السياسية. فالعطاء الذي قدمته كل المنظمات الفلسطينية والتضحيات العربية في المجهود الحربي والعسكري والسياسي والاجتماعي، يحتاج إلى توجه أردني حقيقي لاستكمال الدور الذي بدء مشواره الشهيد كايد عبيدات، مرورا بمن بعده حتى اليوم.

فتعالوا إلى كلمة سواء..
لنجعل من الوحدة الشعبية وازنة للوحدة الوطنية بالحقوق والواجبات.
ولنكون جنبا إلى جنب في مواجهة صهيون وليس وجها لوجه في يد صهيون وأعوانها.
ودعونا نؤسس لمسار العمل السياسي على إستراتيجية وحدة المصير.
ففي هذا ضمانة للسلم الاجتماعي، الذي ننشد تحققه بنزع لغم الوحدة الوطنية!!؟


................................................................................

الملاحظات:-

بنود من الميثاق الوطني الفلسطيني.. تم صياغتها عام 1968م ونلاحظ انه واضحا ومحددا للهوية الفلسطينية.
* 1 *المادة 5: الفلسطينيون هم المواطنون العرب الذين كانوا يقيمون إقامة عادية في فلسطين حتى عام 1947 سواء من اخرج منها أو بقي فيها، وكل من ولد لأب عربي فلسطيني بعد هذا التاريخ داخل فلسطين أو خارجها هو فلسطيني.
* 2 *المادة 11: يكون للفلسطينيين ثلاثة شعارات: الوحدة الوطنية، والتعبئة القومية، والتحرير.

بنود من الميثاق الوطني الأردني.. نلاحظ أن البند المخصص للهوية ميع تعريف الهوية الشخصية الأردنية!!؟
* 3 *خامسا : الحضارة العربية الإسلامية المنفتحة على الحضارة الإنسانية هي قوام هوية الشعب الأردني الوطنية والقومية وركيزة من ركائز وحدته واستقلاله وتقدمه في مواجهة الانقسام والتبعية والغزو الثقافي بجميع أشكاله وهى منبع القيم الأصيلة التي يسعى المجتمع الأردني إلى ترسيخها بالعلم والمعرفة والتربية السليمة والقدوة الصالحة .

* 4 *ونقترح تعديل البند أعلاه ليصبح كالتالي: : الأردنيون هم المواطنون العرب والمسلمين الذين كانوا يقيمون إقامة عادية في الأردن ما قبل عام 1946 عام الاستقلال، وكل من ولد لأب عربي أو مسلم أردني بعد هذا التاريخ داخل الأردن أو خارجها هو أردني.


عضو الحركة الوطنية الأردنية / جناح جرش

naser840@gmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع