علاوة شادر وعلوّ السمع
عبدالناصر هياجنه
====
(علاوة شادر)
لا أكتب هنا عن واقعة بعينها، ولكنني أريد أن أُسجّل اعجابي وافتخاري بمستوى الطب في الأردن وبالأطباء الأردنيين المبدعين، فقد سطرّوا بحروف الفخر والإنسانية الانجاز تلو الانجاز، وحققوا السبق في كثيرٍ من ميادين الطب، ومن هذه الانجازات على سبيل المثال لا الحصر، إجراء عملياتٍ جراحيةٍ ناجحةٍ لمرضى خارج غرف العمليات المعقمة والمكُيّفة، بل تحت الشوادر في ظروفٍ غير مثاليةٍ في أفغانستان المنكوبة بالحرب والتطرف والمؤامرة. الغريب أن حالة مرضيّة – محلَ خلافٍ - لمواطنٍ أردني يتم التعامل معها وكأننا لا نستطيع توفير شادر كما هو الحال في أفغانستان! يا الله،، متى نقتنع بأن لدينا كفاءات وصروح طبية يُشار لها بالبنان؟.
"باي ذا وي"، أُعلنُ تأييدي المطلق لمطالب الأطباء الأردنيين بإقرار نظامٍ خاصٍ يُحسّن ظروفهم المعيشية، وأقترح إضافة مطالبةٍ جديدةٍ وهي "علاوة شادر" تُصرف لكل طبيب أردني متميز يتحدى الظروف ويُحقق الإنجاز، ويُخفف آلام الناس ولو تحت الشوادر.
***
(علوّ السمع)
طبياً يُعرف طول النظر بالحالة التي يرى فيها الشخصُ الاشياء البعيدة اوضح مما يرى الاشياء القريبة، وهي حالةٌ غريبة بصرياً، فالأصل أن القريب أوضح من البعيد. وفي محاولة لإسقاط المسألة على حاسة السمع، نرى أن الحكومةَ باتت تعاني مما قد يُسمى بعلوّ السمع الذي يعني قدرة الحكومة على سماع الأصوات العالية فقط، أما الأصوات الهادئة والطبيعية فهي لا تسمعها أو بتسمعها و"بتطنّش". لذا يُرجى من الجميع ممَنْ يرغبون بإيصال أصواتهم إلى أسماع الحكومة رفع اصواتهم وإثارة الكثير من الضجيج. جربوا! فماذا ستخسرون؟