الأمن الناعم والأمن الخشن
تابعنا وبكل اهتمام المؤتمر الصحفي لمدير الأمن العام والذي تحدث فيه عن أحداث يوم الجمعة وعن السفليين وهذا ليس خطأ إملائي بل هو اشتقاق من كلمة (سفلة) وهنا لا احبذ تسميتها بأحداث الزرقاء تلك المحافظة الجميلة العزيزة بأهلها والتي ارتبط اسمها بالجيش الأردني العربي الباسل.
مااعجبني فعلا كلمة الباشا ابن هزاع عندما قال أننا نتعامل مع جميع المسيرات والاعتصامات بطريقة (الأمن الناعم) وقد كانت هذه الطريقة مجدية جدا بالتعامل مع كل المسيرات والاعتصامات التي شهدتها المملكة مؤخرا, ولكن هل يفهم هؤلاء ماذا يعني ذلك لأنهم يعتقدون ان (النعومة) هي خوف وان الأمن العام غير قادر على حماية نفسه وحماية أرواح الناس وممتلكاتهم متناسين أن الأردن كله امن عام وان الصبر قد بدأ ينفذ فقد مل الناس كثرة الحركات وأسمائها وأفكارها وما ترمي إليه وما تريده من وراء هذه المسيرات التي إذا لم تضبط فستؤدي بالبلاد إلى الهاوية.
كل مره كانت الحجة أن (بلطجية) قد قاموا باستفزاز المعتصمين أو المطالبين بالإصلاح وان الأمن العام قد تعاون معهم ولكن في هذه المرة لم نشاهد (بلطجية) بل شاهدنا (ارهابيين) بالثياب الأفغانية يحملون كل أنواع الأسلحة البيضاء ويتمترسون فوق المباني حاملين الأعلام الخضراء يلوحون بها وبالسيوف وكأننا نشاهد فيلم على قناة (ام بي سي اكشن).
عناصر الاتصال مرسل ورسالة ومتلقي فالمرسل هو من يقوم بالمسيرات والاعتصامات والرسالة هي الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمتلقي هي الحكومة وعلى مدى سبعة عشر اسبوعا أرسلنا الرسالة فتلقتها الحكومة وبدأت فعلا وبتوجيهات من جلالة الملك بمسيرة الإصلاح ومحاربة الفساد فهل نعطي الحكومة (عطوة) لنرى ماذا ستفعل.
رسالة (السفليين) ومن ورائهم يوم الجمعة ليست موجهة للحكومة وهي أيضا ليست رسالة للمطالبة بالإصلاح بل هي رسالة واضحة لكل الأردنيين أن هناك مجموعة تتربص بهذا الوطن وتريد جره إلى التهلكة, ولا اعرف ماهو رأي حركات 24 و15 و22 والأخوان المسلمين وغيرهم بماجرى فهل سنحمل (البلطجية) أيضا هذه المرة أسباب ماجرى لأنني سأرفع (عقالي) احتراما للبلطجة والبلطجيين الذين كانت تدفعهم الغيرة للحفاظ على امن هذا الوطن واستقراره.
وهنا أطالب كمواطن أردني بنشر أسماء من تم اعتقالهم من هذه المجموعات لنعرف من هم وماهي اصولهم فهم قطعا ليس مواطنين أردنيين ولا ينتمون لهذا الوطن وأطالب أيضا بالعودة إلى الأمن (الخشن) للتعامل مع كل من تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن واستقراره وان تعلمنا الحكومة إذا أصبحت عاجزة عن فرض هيبتها وسيطرتها على هؤلاء العصابات فالأردن به من أهله من يحميه وسنحمل أكفاننا على أيدينا دفاعا عن هذا الوطن.
منتسبي الأمن العام وجميع أجهزة الدولة الأردنية هم أبناءنا وأبناء هذا الوطن وليس مرتزقة جاءت بهم ألدوله من القمر وان أي اعتداء عليهم هو اعتداء على كل الأردنيين وإذا عجزت الحكومة على أن تفعَل واجباتهم وتصرف لهم جرعات (الخشونة) فلتقل لنا ذلك وسيرى هؤلاء العابثين المندسين ماهو الوجه الآخر للأردني الطيب المتسامح, فكل من يخرج الآن في مسيرات بعد أن وصلت الرسالة المطالبة بالإصلاح هو مندس ومخرب ومفسد وينوي في نفسه الشر لهذا البلد وأهله فالفساد والمفسدين أصبحوا أهون علينا من هؤلاء المخربين الحاقدين الجاحدين فالمفسد قد عبث بجيوبنا ولكن هؤلاء يعبثون بأرواحنا وأمننا واستقرارنا ولكن يجب أن يعلموا أننا شعب صبور وحليم ويجب أن لايمتحنوا صبرنا وحلمنا فليتقوا الله وليجنبوا هذا البلد الآمن شر الفتنة .
هلال العجارمه