ارحموا هالبلد وارحمونا
منذ اكثر من سبعة عشره اسبوعا والاعتصامات والمظاهرات لا زالت مستمرة نفس الاشخاص ونفس الجهات المنظمه الشعارات هي نفسها لا جديد والمطالب لم تتغير وكم تمنينا ان نسمع شيء جديد لنوافق من ينظم هذه الاعتصامات على افعالهم ونشد على ايديهم، والمراقب لكل هذه المظاهرات يرى ان سقف المطالب بدأ بسيطا ومن ثم بدأ يرتفع حتى وصل الى مطالب غير مقبوله وغير منطقيه ومستفزه ولا يمكن للشعب الاردني القبول بها تحت اي ظرف من الظروف وخاصة تلك الفئه الصامته لغاية الان والتي لم تتحرك او يعلوا صوتها ولا زالت صابره حتى يحين الموعد فاللصبر حدود كما يقولون .
والخوف كل الخوف ان لا تنتهي كل هذه الامور كما نشتهي ونحب فمع استمرار تلك الاعتصامات والمظاهرات بشكل اسبوعي وفي اماكن مختلفه من عمان ومن ثم ما رأيناه من اعتصامات في محافظات اردنيه قد تؤدي لا سمح الله الى الانجرار الى ما لا نحب ويقع المحظور فمن جهة هناك العديد من المواطنين قد ثضرروا من هذه الاعتصامات وانقطعت ارزاقهم وخاصة ان معظم ما يجري يكون يوم الجمعه وهو اليوم الذي تنشط به الحركة التجاريه وخاصة اصحاب المحال التجاريه في وسط البلد واصحاب البسطات الخارجين للعمل من اجل لقمة العيش والذي لا يهمهم كثيرا في بعض الاحيان ما يسمعون من شعارات لان لقمة العيش عندهم هي الاولى وايضا الجهود الجبارة التي يقوم بها جهاز الامن العام والاجهزه الاخرى في الحفاظ على الامن والسلم وحماية المعتصمين والذين ولغاية الان لم يهئنوا بيوم جمعه مع اولادهم للتنزه والترويح عن النفس مثل باقي خلق الله وهذا بالضروره سيؤدي الى مزيدا من التشنج والعصبيه لانهم بالنهاية بشر وقد تصل الامور لا سمح الله الى مرحلة صعبة قد يفقدون السيطره على انفسهم ويقع المحظور ايضا وبالنهاية الكل خسران .
الا يعرف منظموا الاعتصامات ان قطاعات كثيره في الاردن قد توقفت او انها على وشك الافلاس فمثلا قطاع السياحه والذي يشغل الالاف من الشباب الاردني في الفنادق والمطاعم او من يعمل في مكاتب سياحيه او كدليل سياحي وخاصة اذا ما علمنا ان الدخل السياحي في السنه الماضيه يزيد عن ملياري دولار وهذا رقم كبير ومهم جدا وخاصة هنا في الاردن وهل يعلم منظموا الاعتصامات ان هناك فنادق في عمان والبتراء ووادي موسى قد اغلقت واضطر اصحابها الى فصل موظفيها والذي يصل اعدادهم بالمئات كون جميع المجموعات السياحيه قد الغت حجوزاتها الى الاردن بسبب ما يشهده الاردن من اعتصامات كل اسبوع عداك عن الوضع في الدول العربيه الاخرى وخاصة اذا ما علمنا ان الاجانب لديهم ثقة كبيره في اعلامهم الذي يحذرهم من السفر الى منطقتنا مع انه كان لدينا فرصة ذهبيه ان نستغل الاوضاع حولنا لنصبح منطقة جاذبه للسياح ، فمن يتحمل ذنب هؤلاء الموظفين وعائلاتهم وهل هذا هو الاصلاح الذي نطالب به.
ما جرى في محافظة الزرقاء يوم امس لهو خير دليل على ما تحدثنا به مجموعة تحمل فكرا معينا خرجت الى الاعتصام بحماية رجال الامن العام ولكن النية مبيته لاثارة الفوضى والخراب وكانوا مستعدين لذلك بحمل اسلحه بيضاء حيث بدأو في استفزاز المواطنين الامنين الذين لا ذنب لهم خرجوا لقضاء حاجياتهم وعند محاولة الامن حماية المواطنين تعرضت لهم هذه المجموعة بالضرب والطعن هل هذا هو الاصلاح السياسي المنشود وهل نحن نتعامل بهذه الطريقه مع الحرية والديمقراطيه وهل هذا هو فهمنا المحدود بالاعتصامات ام ان الموضوع لا يتعلق لا باصلاحات ولا بمكافحة فساد بقدر ما يتعلق بالتدمير والخراب واثارة الذعر بنفوس المواطنين وتخيلوا ان احدنا كان برفقة عائلته وتعرض لهذا الموقف ماذا ستكون ردة فعله .
شهدنا في الايام الاخيره المئات من اعتصامات لبعض موظفي الدوله والنقابات والقطاع الخاص الكل يحاول استغلال هذه الفرصه الذهبية للحصول على منافع اما مادية او انتخابيه او لاي اغراض اخرى ولا يتعلق الموضوع لا باصلاح السياسي او اقتصادي مع ان المطالب يمكن ان تحل بالحوار وليس بالاعتصام وتعطيل مصالح الناس او الاضرار بحياتهم واخص بالذات اعتصام نقابة الاطباء الذي دخل يومه الثالث علما بأن الموضوع الان في ديوان التشريع والامور تسير بالاتجاه الصحيح ولكن الاعتصام والاضراب عن العمل لا زال مستمرا فهذا ما لا يجوز فمهنة الطب انسانيه اولا واخيرا.
لجنة الحوار لا زالت تناقش المواضيع المطروحه وهي بحاجه الى مزيدا من الوقت لانجازها والخروج بتوصيات مناسبه تؤسس الى مرحله جديده في العمل السياسي والحزبي وايضا هناك جدية في اداء الحكومه واصرار ودعم من رأس الدوله على المضي قدما بالعملية الاصلاحية التي باتت اكثر من ضرورية ، وعليه فلا يجب ان نبقى على نفس الاصرار والتعنت في الخروج بمزيد من الاعتصامات والمظاهرات في الايام القادمه فارحموا هذا البلد وارحمونا.