الكاتب الصحفي زياد البطاينه - لما كان المستقبل العظيم لاتصنعه إلا الرجال الرجال ذوو النفوس العظيمة، والعقول النيّرة والضمائر الحية، والإرادات الخيّرة والسواعد القوية ،المستقبل الذي يصنعه الرجال الرجال المؤمنين والمحبين والمنتمين له .... فإنّه من غير المقبول أن ننشد ا مستقبلا واعدا خيرا ونحن نجلس على دكه المتفرجين نصفق لهذا ونزمر لذاك وننتقد لاجل النقد لا..لاجل التصويب والتحديث ونهرف ونتملق ونتزجلق . وكأنالوطن ليس يسكن في ضمائرنا وقلوبنا وكان الأمر لايعنينا ولا هو من مسؤوليتنا، و ننساق بقصد أو غير قصد وراءالسياسيون وتجار الأزمات لنزيدهم جاها فوق جاه و غنىً فوق غنى.. ونضعف من جدران الوطن الذي هو ذاتنا وشرفنا وكرامتنا
واتسائل مثل غيري من المنتمين بصدق لوطن احببناه وبايعناه ان نفديه بالمهج ....أما تعلّمنا أن الاستسلام للمرض يشل الحياة، ويقتل الأمل، ويطفئ نور السعادة، وأنَّ الدواء حتى ولو كان بالكيّ، يعيدُ الألق إلى نفوسنا، والرجاحة إلى عقولنا، والنشوة إلى أرواحنا، والنشاط إلى ضمائرنا؟!
وكان علينا ان نسال انفسنا ...اليس للوطن في اعناقنا دين ؟؟؟ اليس له علينا واجب ؟؟؟
فهل يستحق منا هذا الوطن كل هذا ان نجلس على دكه المتفرجين نطبل لهذا ونزمر لذاك ونصفق لهذا ونهلل لذاك نرحب ونودع وكل منهما له طقوسه التي لاتتوائم ولا تتناغم مع هذا الحب الكبير للوطن الكبير وذاك الواجب ولا الصالح العام ولنعترف ان الكثير منا مقصر بالحقوق.. ولانسال عن الواجبات
فهذا زمن الشدة لازمن الرخاء زمن الخبرات والتجارب الناجحه لا المغامرات زمن العمل لاالسفرات وشمات الهوا على حساب الوطن زمن الذي يعطي اكثر مما ياخذ.. وهكذا هي النفوس النبيله ...
ومطلوب منا ان يستعيد وطننا عافيته وروحه الوطنية الوثابه روح الرواد الاوائل المؤسسين لبلدنا
حتى بتنا نشعر بالقلق مما يجري حولنا ولانملك الاجابه الشافية للعديد من الاسئله.... وفي بلدنا تنام الف والف خليه لحساب تلك الجهه او تلك قد تتحرك في اي لحظة في خدمه اسيادها ومخططاتهم ونحن ننام بالعسل....في بلد حكاها الله من كل شر ومنحها قياده شرعيه سياسيه ودينيه احببناها واحبتنا وحفظنا الكريم من كل شر وانعم علينا حتى غدى وطننا جنه الله على ارضه محميه مصانه امنه مستقرة يملؤ جوانبها الحب ويغلفها الكبرياء فلما اصبح هم البعض جمع المال وانتقاد السياسات والتنظير.
قديما قال احد الحكماء انه في الأزمات تُختبر النفوسُ، وتُكشف المعادن، وتعرفُ العقول، وتُمتحنُ الضمائر، وفيها أيضاً ينقسم الناس إلى راغب في الحل أو معرقل له، أو متفرج ينتظر، أو هارب يختبئ في دهاليز الظلام مانحاً نفسه إجازة يخلد فيها إلى حلمٍ كاذبٍ يدغدغ روحه الهائمة في فضاء اللامسؤولية واللامبالاة،….. أو تاجرٍ دفن إنسانيته في مستنقع الغش والاحتكار وتحوّل إلى رجلٍ آلي خالٍ من المشاعر والعواطف والأحاسيس، تحركهُ رغبة جامحة للثراء الفاحش ولو على حساب بسمة الأطفال وحياتهم وقوت الأسر الفقيرة واحتياجاتها،…. أو منافقٍ يلعبُ على الحبلين، ظاهره عكس باطنه، يقتنص الفرص ويصطاد في الماء العكر مسخّراً كلَّ مواهبه الشيطانية للضرر والأذية والانتقام وبث الشائعات التي تثبط الهمم، وتزكي نار الفتنة، وتضلل العقول، وتخلخل بنيان المجتمع وتخدر إرادته المصممة على تجاوز المحن وتُدخله في ضبابية الشك والحيرة
نعم إننا مطالبون اليوم واكثر من اي وقت مضى وكلٌّ من موقعه بتحصين مجتمعنا من رجس الباحثين عن الكراسي والمناصب والدراهم والمغانم،... شياطين الظلمة الذين يتسللون إلينا عبر بعض الأمراض المتوارثة..... وان الاوان لكي نتعرف الى ماحولنا ومااوصلنا لهذا الحال الذي لانحسد عليه والذي لم يمنحنا الا البطاله والفقر والمرض والاتكاليه. لانه لايعقل أن نتركها تفتك بأرواحنا وعقولنا ونحن ندعي الوعي والنضج والادراك والمعرفه والارادة والقوه كما ان الدواء لهذا الحال بين أيدينا ولايحتاج استخراجه إلا إلى الجرأة والمصارحة والمكاشفه وإرادة الشفاء من كل
ماحط علينا ؟
نعم نحن مقصرون بحق أنفسنا وأولادنا ومجتمعنا ووطننا، فمن… لايقول كلمة الحق مقصّر، ومن يهادن الأفاكين والمنافقين مقصّر، ومن لايتعالى عن الصغائر ويتعلم أن الحياة عزةٌ وكرامة وأمانة وصدق مقصّر....ومن لايخرج من ظلمة الغريزة إلى نور العقل مقصّر....، ومن يدّخر جهداً في حماية وطنه وإعلاء شأنه وصون سيادته واستقلال قراره مقصّر..... ،ومن تتقاذفه الأهواء وتستعبده العادات البالية والتقاليد الزائفة مقصّر
وبعد هل نرضى ان يظل الوطن مكشر وزعلان وهو الاغلى والاحلى ويظلوا يتهموننا اننا لانضحك للرغيف الساخنونحن السعداء والكرماء واهل النخوه ... واليوم مدعوون لاختيارالقيادات التي تدغع بالمسيرة نحو الامام بثبات وصدق لالاختيار عصى للدواليب لعرقله المسيرة وفهمكم كفايه فالمرحله تتطلب منا ابراز الوعي والنضج بالاختيار وتغليب العام على الخاص ليظل الاردن العظيم كما اراده الهاشميين البررة سورا منيعا وحضنا دافئا ومنار علم واشعاع وعطاء.... نمارس حقنا باختيار حر يغلب فيه العام على الخاص