عاطف الكيلاني ( الأردن ) السبت 16/4 /2011 م ...
بداية وللتوضيح والتأكيد ... أنا هنا لن أتكلم عن الدين الإسلامي أو عن أيّ دين ... إذ شتان ما بين فلسفة الأديان والقيم العليا و( مكارم الأخلاق ) التي تدعو لها جميع الأديان وما بين ما يقوم به بعض أعضاء التنظيمات التي جعلت من الدين ( الإسلامي أو غيره ) ستارا وقناعا تختفي وراءه ، لتعمل على خلخلة المجتمعات العربية والإسلامية وغيرها ... ومن حق المواطن العربي أن يتساءل : ماذا يريد هؤلاء من مدعي ( السلفية والسلفية الجهادية تحديدا ) ؟ ... وإلى أين يريدون الوصول ، وكيف ؟ ... ففي الأردن كما في فلسطين وفي كل أرجاء العالم العربي ... بل والعالم ككل ، هم ،هم .... لا فكر ولا استيعاب ولا أي قدرة على النقاش الموضوعي حول أية قضية تهم هذه المجتمعات ... سلاحهم السكين والبلطة والعصا ، وقد يحتاج الأمر لأن يحملوا السلاح في مواجهة المجتمع ... كل المجتمع بكل مكوناته ... من أبسط الأمور عندهم تجريد الإنسان من حقه الطبيعي في الحياة ... يقتلون الإنسان بنفس البساطة التي يتنفسون بها الهواء ... بعيدون عن السلوك الحضاري لإنسان القرن الحادي والعشرين بعد الأرض عن السماء ... هم القضاة والجلادون في نفس الوقت ... يكفرون الدولة والمجتمع وكل العالم ، ويحتكرون الإسلام كما احتكروا الحقيقة من قبل ... ينفسون عن حقدهم على المجتمعات بالقتل لمجرد القتل ، ويوهمون الناس أنهم إنما يفعلون ذلك لمرضاة الله ... ولا أدري عن أيّ إله يتكلمون ، إلا إذا كان لهم إلها خاصا بهم لا نعرفه ... إذ أن إله الكون الذي يعبده كل البشر ، لا يرضى أن يقتل مواطن إيطالي يترك بلده وعائلته وأطفاله ويأتي الى فلسطين التي لا تربطه بها أي رابطة ، إلا الرابطة الإنسانية ... يأتي ليتضامن مع شعبها وليقف الى جانب ما هو مقتنع به أنه الحق ... أيّ إله يقبل فعلتهم الشنيعة والهمجية بقتل هذا الصحافي الإيطالي ؟ ... وهل يرضي ربنا أن يتظاهر بعضهم في مدينة الزرقاء الأردنية حاملين الأسلحة البيضاء على مختلف أنواعها ؟ ... ألا يجهضون بأفعالهم الشريرة هذه كل ما راكمته سنوات النضال الحقيقي لمختلف فئات وطبقات المجتمع الأردني وقواه الحيّة ضد هيمنة التحالف الطبقي الحاكم على مقدرات الأردن وشعبه ؟ ...
احترموا عقول الناس أيها الإسلامويون ... إنكم تثبتون في كل مرة أنكم متخلفون ليس فقط عن الحراك السياسي في أماكن تواجدكم ، بل أيضا عن ركب الإنسانية بمفهومها الأوسع ... أنتم بفكركم المريض هذا ، لا تنتمون الى الحضارة الإنسانية ... بل أنتم وبكل صراحة ، عبء ثقيل جدا عليها ... إن محاربة هذه الجماعات هي واجب شرعي ومهمة وطنية وأخلاقية ... ابحثوا لكم عن كوكب آخر ( غير أرضنا ) لتقيموا عليها النظام الذي تريدون ... إذ ليس لكم مكان بيننا ... أنتم مرضى وفكركم سقيم ... والله من وراء القصد ...