زاد الاردن الاخباري -
يعتقد الأستاذ الدكتور مهند أحمد القضاة ، المدرس في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ، أننا في الأردن ، تجاوزنا مرحلة الانتشار المجتمعي في وباء كورونا، إلى مرحلة جديدة ستكون أصعب وأخطر، وهي مرحلة الضغط على القطاع الصحي، وهي مرحلة تتطلب إجراءات جريئة وسريعة، وقد تكون متغيرة حسب مؤشرات الواقع الصحي، كي لا ندخل في نفق مرحلة مظلمة، ولكي لا تنقلنا نهاية هذا النفق إلى مرحلة انهيار القطاع الصحي الذي طالما فاخرنا فيه لسنوات، واستطاع ان يتماسك، ويتعاضد رغم صعوبة الأسابيع الماضية التي عشناها.
وأضاف أن المؤشرات والأرقام التي يُعلن عنها تثبت أننا دخلنا مرحلة الضغط على القطاع الصحي سريعاً، دون الدخول في مرحلة رمادية تسمح للقطاع الطبي بالتقاط الأنفاس، أو إعادة برمجة البروتوكولات الصحية لتتناسب مع الواقع الجديد؛ فقد ارتفعت نسبة الفحوصات (الإيجابية) تصاعدياً منذ أيام، وقد وصلت إلى أرقام عالمية؛ وصلت قريباً من 20% ، صاحبها أيضاً وللأسف ارتفاعٌ غير مسبوق في أعداد الوفيات اليومية. وعلى صعيد آخر فقد أعلنت معظم المستشفيات العامة، خلال هذه المرحلة توقف تقديم الخدمة العلاجية المبرمجة مسبقاً في العيادات والعمليات، لتوفير أسرة فيها لحالات مرضى الكورونا، باستثناء الحالات الطارئة، وقد صرحت الحكومة الجديدة أن وزارة الصحة ليست لعلاج المصابين بكورونا فقط، وأن الارتقاء بالخدمات الصحية يجب أن يسير مع رفع الإمكانيات الصحية لمواجهة هذه الجائحة.
و تابع الدكتور القضاة ، أنه من العلامات الدالة بوضوح على دخولنا في مرحلة الضغط على القطاع الصحي، الإصابات العالية، وغير المسبوقة في الكوادر الطبية، وأن بعضهم وضعه الصحي أصبح في حالة حرجة. وقد سجلنا للأسف حالة وفاة في خطوط الدفاع الأولى من الزملاء الاختصاصيين، وفي كوادر بعض التخصصات التي يصعب تعويضها، وفي وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى خبراتهم التراكمية الطويلة.
وإشار الى شائعات وتحليلات، وربما اتهامات انتشرت في اليومين الماضيين عن توفر جهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم الـ (ECMO) في المملكة، الجهاز الذي وصفه البعض أنه المنقذة للحياة في حالة وجود فيروس كورونا، وأن عدم توفرها سابقاً كان هو السبب الرئيس لارتفاع نسبة الوفيات في غرف العناية الحثيثة في الأردن، وهذه الإشاعات والأخبار المضللة هي أيضاً من العلامات المؤشرة على دخولنا في مرحلة الضغط على القطاع الصحي، حيث تغيب المعلومة العلمية الدقيقة، ويتأخر الخطاب الرسمي عن تقديم أرقام وحقائق، تدحض فيها الإشاعة، وتثبت للمواطن؛ وهو الشريك الرئيس في مواجهة جائحة كورونا المعلومة الطبية الوطنية الصحيحة.
وبين ان ما سمعه من زملاء يثق بهم وبخبراتهم، وما نُشر في أدبيات الطب، وفقاً للبراهين الطبية؛ يُشير أن هذه الأجهزة متوفرة في القطاع الطبي الأردني العام والخاص، وأننا نملك كوادر طبية مؤهلة للتعامل معه، إلا أن هذه الأجهزة ليست أجهزة سحرية قادرة على إبعاد شبح الوفيات عن الحالات الحرجة في غرف العناية الحثيثة .
وأوضح ان ما هو مطلوب منا في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة، أن نقف بثبات خلف الجيش الأبيض، ومساعدته ورفع معنوياته، كما هو مطلوب من الجهات الصحية الرسمية، أن تخاطب المواطن بخطاب علمي وطني دقيق، يُعري كل الشائعات، ويزيد ثقة والتزام المواطن بالتعليمات الصحية.
وختم الدكتور القضاة حديثع فقال : فنجاتنا بأيدينا، وبالتزامنا بالإجراءات الصحية الوقائية، والتباعد الجسدي عن بعضنا البعض قدر الإمكان، راجياً السلام للجميع، وأن يبعد الله عنا مخاطر هذه الجائحة فعنوان المرحلة محبتنا في تباعدنا.