بسم الله الرحمن الرحيم
نداء السلف الصالح للخلف …
بقلم:رجا البــدور
ما رأيته بشخصي, وراءه الكثير مما حدث في محافظة الزرقاء, من هوج وموج, غير ملتزم لا دينياً ولا وطنياً, ممن يدعون أنهم يسيرون على هدى السلف الصالح!! وسيكون طرح المقال بطريقة أدبية إسلامية .
نعم نحن نعلم انه مطلوب من المسلم أن يكون قوياً بعقله وجسده, ومطلوب أن يكون غليظاً على الآخر في أوقات الحروب …الخ , لكن أن يكون قوياً على مقدرات بلده , أن يكون همجياً عنيفاً اتجاه إخوانه الذين كانوا معه قبل قليل من الحدث, يصلون في مسجد واحد , والكل كان يرفع يديه يقول آمين بعد دعاء الإمام, في أن يجنب الله هذا البلد وأهله الفتن ما ظهر منها وما بطن, وما أن يخرج الناس وإذ بنا نرى الخناجر والسكاكين والسيوف , نعم السيوف, تجرد من أغمادها بعد أن صدئت …!!, يا الهي ماذا يحدث, لماذا لم ينبهنا احد أن هناك غزوة إسلامية على الكفار!! , وكيف ذلك السنا أهلا للجهاد !! السنا رجال!! وكيف استعد وتحضر إخوة لنا, و جاءوا من كل حدب ينسلون إلى مسجد عمر بن الخطاب بالزرقاء, وبدون أن نعلم .
على كل الأحوال نظرنا وغيرنا, فلم نجد أبا جهل بالمقابل, لم نرى أبو لهب وعبدالله ابن أبي وأعوانهم, كل الذين رأيناه إخوة لنا من أفراد الأمن العام, ممن يقضون عطلتهم الأسبوعية (الجمعة والسبت) مثقلين بمهماتهم العسكرية من خوذة , حذاء طويل , بهذا الجو الصيفي لننعم نحن بالأمن والأمان .
هل هؤلاء هم المقصود بالسيوف والخناجر وقضبان الحديد!! ( لعمرك لقد أرتني الأيام , ما لم ترني الأحلام )
لا أعرف كيف يجوز لنا أن نطلق على أنفسنا نحن الخلف… بأننا نسير على هدى السلف الصالح, كيف ذلك بعد أن نقل للمستشفى 83ضابط وفرد من إخواننا في الأمن العام, لا أعرف بأي وجه سنقابل ربنا, وماهية حجتنا أمامه في هذه الأحداث , وعزاؤنا الوحيد هو قول رسولنا الهاشمي صلى الله عليه وسلم بما معناه: أنها ستكون هناك فتن اسود من قطع الليل المظلم , فأن لم تكن فتنة أن يطعن الأخ أخاه وأمام الناس فما هي هذه الفتن؟.
يا أخواني وأخواتي, لقد أرسى لنا السلف الصالح القواعد الفقهية التي يجب أن نسير عليها منها قاعدة شهيرة تقول : درء الأذى الأكبر بالأذى الأصغر ,وقاعدة أخرى مفادها (درء المفاسد أولى من جلب المنافع ) ونستميح العذر من القارئ الكريم بالتفصيل .
مشهور ومعلوم للجميع أن هناك قضايا فساد مالي وإداري وطلبنا من الجهاز الحكومي سرعة البث بهذه القضايا للعموم ,حتى رأس الدولة حفظه الله, زاد على ما طلبنا وغيرنا, انه وأن كان الفساد في ديوانه يجب أن يظهر ويحاسب مرتكبيه, وهذا لا يكون بالأستقواء على الوطن ومقدراته, ولا يكون كرد فعل لخلاف شخصي ما بين رجل له وزن في حزب معين, ورئيس الحكومة مثلاً فيكون رد الفعل لهذا الخلاف أننا لا نريد الرئيس , وانه غير مؤهل ليقود الإصلاح, وكنتيجة لذلك, المسيرات والاعتصامات الجمعية, والتي قلنا رأينا فيها في مقالات سابقة متوفرة على الشبكة ,حتى الأستاذ امجد قورشه الذي نحترم, في رسالته لجلالة الملك قال : أن رجال الأمن العام هم الذين اعتدوا على الجماهير من الرجال والنساء في حادثة دوار الداخلية, ولم يقل لنا وهو متخصص, ما هو الحكم الشرعي بالاعتصامات والمظاهرات؟!
ولم يقل لنا رأي الإسلام في خروج المرأة, وسهرها خارج بيت أبيها أو زوجها والاختلاط مع الرجال تحضيراً للمسيرات والاعتصامات!
أخي ,أختي :
المطلوب وبسرعة من الحكماء وأهل الحل والعقد, في بلدنا الطيب وضع خارطة موقوتة للمطالب الإصلاحية, مع تحديد الأولويات بالإصلاح, ثم العمل على الإصلاح ,وتعطى الحكومة الفرصة الكاملة لإحداث الإصلاح .
يا أخواني ويا أخواتي أن الفساد أذى ولكن الفتنة أذى أكبر,
أن مكافحة الفساد هو جلب لمنفعة, ولكن مكافحة الفتنة وانقسام الصفوف هو درء لمفسدة عظيمة , وقد فسر العلماء من السلف الصالح هذه القاعدة (درء المفاسد أولى من جلب المصالح ) انه لو القي إليك شيء طيب مثلاً برتقالة أو قطف عنب , وبنفس الوقت القي عليك قضيب من حديد, فالعقل والشرع يقول لك ابعد عن الأذى, ومن ثم تستطيع أن تأخذ المنفعة, ولا يوجد عاقل يقول غير ذلك.
أخواني لا يجوز لنا أن نكابر, ونقول لا لن يكون هناك انقسام وشرخ في الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد, والواقع العملي يقول لنا أن أبناءنا من الأمن العام والأجهزة الأخرى قد أرهقوا من تصرفاتنا ومسيراتنا, الواقع يقول لنا أن 83 فرد من أخواننا وكنتيجة83 عائلة أردنية وأقاربهم, قد أرعبوا في يوم واحد, الواقع يقول أن الفتنة تطل برأسها بين الحين والأخر , وهناك من له مصلحة في إيقاظها من المندسين بين أبناء الشعب الواحد, والذين أطلقنا عليهم في مقالات سابقة (الشرذمة) , الواقع يقول أن على المثقفين والعلماء واجب توعية الناس بقواعد دينهم , ومحبة قيادتهم الهاشمية, وانتمائهم لثرى بلدهم , وتحذيرهم من مآلات مسيراتهم واعتصاماتهم,الواقع يقول أن أحد علماء السلفين قد قال في أحدى محاضراته أن الغسالة الكهربائية هي شيء محدث وبالتالي هي بدعة , وعندما سألته أنا شخصياً ألم تتزوج أنت, قال بلى, وأنا أكنى أبا عبدالله , فقلت له عند الزواج, بماذا كتب المأذون عقد الزواج أليس بقلم حبر على ورق ؟أليس ذلك بمحدث كما تتدعي, عندها قال لي هذه ضرورة , والضرورات تبيح المحظورات, فقلت أليس من الضرورة أن تكون هناك غسالة لام عندها من العائلة العدد كذا , أليس اليسر والتخفيف عن الناس من مقاصد الشرع.
المتوقع من الجميع, أن ينهض كلاً بدوره اتجاه بلده, وأن نريح أولادنا بالأجهزة الأمنية, وأن نخفف الكلف المادية المصروفة على هذه الأمور, المتوقع من الحكومة الأسرع بالإجراءات , وأصدقكم القول, لا أعرف كيف نسمي أنفسنا أخوان مسلمين أو سلفيين أو وطنيين , غريبة هي أوضاعنا , مستغربة هي أعمالنا, وقد قال علماء من الأخوة الأجانب , الذين اسلموا بعد قناعة منهم بهذا الدين الحنيف الحمد لله أننا أسلمنا قبل أن نرى المسلمين .
نطالب الجهاز الأمني أن يكون أكثر حزماً , مع تفعيل جهاز الأمن الوقائي, والإجراءات المسبقة, وان لا ننتظر بحيث يكون الإجراء الأمني كردة فعل, متعذرين بالديمقراطية وحقوق الإنسان.. الخ.
حمى الله بلدنا من كل فتنة, وأبعدنا الله عز وجل عن كل ضالة مضلة, وحفظ علينا نعمة الأمن والأمان, بظل قيادة هاشمية يقودها ناصر الأقصى والمقدسات الإسلامية وولي عهده الأمين وإلى اللقاء.
rjaalbedoor@yahoo.com