كم من جميل قبحته صفاته ، وكم من قبيح جملته أخلاقه !!
بقلم : دانا جهـاد ـ طالبة جامعية
مسألة الحسن والجمال ؛ مسألة نسبية يختلف معظم الناس في الحكم عليها . وقليل منهم فقط من يستطيع قياسها بطريقة صحيحة ، بعد أن ثبت أن كثيرا منهم ينخدعون بمظاهرها الخارجية ويفتتنون بها .!!
لهذا؛ فالجمــال ياإخوان وياأخوات ليس بعين طرفــها الحــور، ولا بخــد كزهــرة الروض يبتســــم ،وليس هو بقــد كغصــن البــان معتــدل ، ولا بوجــه كبــدر التــم يبتســــم . إن الجمــال جمال تسمــو الأنــام بـــه العلــم والفضــل والأدب والكــــرم .فلا يزيـــن الفـــتى إلا شــمائلـه والتي بها بين الناس يحتــــرم. تبقــى طول الدهــر تذكــارا تخلــده كمـا تخلــد فــي تاريخهــا الأمـــم. يلــوح إليـك منـها المجــد والشمـــم.إن الجمال معادن ومناقب أورثن مجدا. وليس هو بأثواب تزيننا ولابحلى تحلينا ، وإنما هو الأخلاق و العلم والأدب.
فالأخلاق إذن هي الأساس الذي يجب أن يُقيّم بها الإنسان للحكم على مدى جماله الحقيقي ، فالجميل جميل بروحه وبنفسه وجوهره وداخله وبطبائعه وبحسن معاشرته ، وليس بجمال شكله الخارجي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ـ ( أدبني ربي فأحسن تأديبي )، وقال أيضا : ـ (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). علما أنه صلى الله عليه وسلم ؛ كان قد جمع بين نوعي الجمال ؛ الجمال الخلقي والخُلُقي.، فكان جميل الخلقة والخلق ؛ فبلغ بهما كمال الحسن والجمال.
ولو ترك لي أنا شخصيا أمر حرية الخيار والإختيار بينهما ، فإني سوف لن أتردد لحظة في اختيار جمال الأخلاق والروح والعقل لأنه هو في رأيي الجمال الأبقى والأدوم على الدوام ، ولأنه هو الجمال الذي يزداد مع الأيام جمالا ؛ فبالعلم والخلق الرفيع والعفة والأدب الرفيع تسمو الشمائل وتعلو المنازل وتكبر الهمم .
أما الجمال الشكلي الخارجي فهو في نظري ؛ جمال زائف يزول مع الأيام ؛ إذ أنه لايستمر طويلا ، ويظل يقل تدريجيا ، ويستمر في النقص والتناقص مع الزمن من خلال تقدم الإنسان في العمر.
ولو جاز لأي منكم سؤالي عن صفات جمال الرجل ، وعن صفات جمال المرأة ؛ فإنه يمكن لي القول : أن جمال الرجل الحقيقي يكون في رزانته وحسن أخلاقه ، وفي رجاحة عقله وفي كرمه و شهامته ، و في رجولته وفي كبريائه وفي قوة شخصيته، وفي سعة علمه واتساع ثقافته ، وفي جرأته على قول الحقيقة ، وفي شجاعته في الحق. و فى صدقه ووقاره ،وفي احترامه لنفسه ولذاته وللآخرين من حوله.
أما جمال المرأة الحقيقي فهو لايختلف كثرا عن جمال الرجل لأنه يكمن أيضا في حسن أخلاقها وعفافها ، وحيائها ، وطهارتها ، ونقائها ، وبمحافظتها على شرفها وشرف عائلتها ، وبتمسكها بالفضيلة و بنبيل الصفات ،وليس في شكلها فقط. وياحبذا لو كانت تجمع بين نوعي الجمال لكانت بالفعل هي الحورية التي يتمناها ويحلم بها كل رجل جميل الأخلاق حسن الصفات كريم النفس.
آملة منكم النظر دائما في جوهر الأمور والإبتعاد عن قشورها وسفافها ، وعدم الإنخداع بالمظهر الخارجي !! لأنه ثبت لي فعلا أنه كم هناك من إنسان قبيح الشكل دميم المنظر؛ لكن.. جملته أخلاقه ومناقبه !!، وكم هناك من إنسان صارخ الجمال فاتن المنظر؛ لكن.. قبحته تصرفاته وصفاته.!!
جعلني الله واياكم أجمعين من المتحلين بالحسن والجمال ظاهرا وباطنا دائما وأبدا بإذن الله تعالى .
دانــــــــا جهــــــاد
طالبة جامعية ـ كلية الهندسة
dana.jehad@hotmail.com