محكمة أمن المواطن !

معتصم مفلح القضاة

 

لا أدري كيف يمكن للأوطان أن تكون بأمان، إذا كان عمادها يعيش بحالة من الخوف والجوع؟ وإذا كان أساسُ الوطن أصلاً قد قام على المواطن والأرض وجاء بعد ذلك القانون ليحمي الأرض ومن يعيش عليها بالدرجة الأولى.

أقول هذا ونحن ما زلنا نسمع حتى اللحظة بتوقيف وتحويل والتحقيق مع أشخاص في محاكم أمن الدولة، وبين الحين والآخر يظهر علينا اسم هذه المحكمة كبعبع في بعض الأحيان، وكشماعة في أحيان أُخر، إذ أن أغلب القضايا التي تحوّل إلى هذه المحاكم في عالمنا العربي توحي بالتخريب والإساءة إلى الوطن بشكلٍ أو بآخر.

إن المهم في العالم المتحضر الذي لا بد أن ندخل إلى ميدانه شئنا أم أبينا، أن تستبدل هذه المحاكم بمحاكم أمن المواطن، لتضع نصب عينها الدفاع عن حقوق المواطنين وتقف بجرأة ضد كل من تسبب ويتسبب بإيقاض مضاجع عماد الوطن وسنده وأقوى لبناته.

فأي مواطن يسئ إلى وطنه ويتآمر ضده؟؟ غير ذاك الذي لا يشعر بالانتماء الحقيقي له، وذاك الذي يشعر أن من يقيم القانون قد سلبه حقه، وتآمر عليه، لينقلب كرهه لهؤلاء إلى غصة يدفع ثمنها الوطن غالياً!

إن حاجتنا لمحاكم أمن المواطن ستدفعنا للتخلي عن محاكم أمن الدولة، لأن المواطن الذي يشعر بالراحة والاستقرار في وطنه، ويعرف أن هناك من يطالب بحقه ويدافع عنه، بل ويقف في وجه من يسئ له ولكرامته، هذا المواطن الذي يشعر بهذا الشعور سيكِنُّ كل الاحترام  والإجلال للوطن وجميع أركانه الأمنية، وسيكون هو الشرطي والمخبر والجندي الذي يضحي بدمه وروحة من أجل الوطن، وسيجعل الموت حليف كل من يمس شعرة في رأس الوطن.

هنا بدأت المشكلة وهنا تنتهي، فهل من معتبر؟

ainjanna@hotmail.com