ميديل إيست آي: كيف وجد الأردن نفسه في قلب الجائحة بعد أن كان "انموذجا"؟

ميديل إيست آي: كيف وجد الأردن نفسه في قلب الجائحة بعد أن كان "انموذجا"؟

زاد الاردن الاخباري -

تناول موقع ميدل إيست آي البريطاني في تقرير للزميل محمد العرسان، الانتكاسة التي تعرض لها الأردن في تصديه الجائحة كورونا بعد أن كانت المملكة نموذجا في مواجهة الجائحة منذ بداياتها.

بدأ الأردن منذ مطلع تشرين أول/ أكتوبر بتسجيل آلاف الحالات اليومية بفيروس كورونا، مع معدل وفيات مرتفع مقارنة بدول مجاورة بعد أن استطاع قبل ذلك التاريخ تسطيح المنحنى الوبائي وتسجيل صفر حالة يوميا الى أن المملكة وجدت نفسها في قلب الجائحة بعد أن تسربت الاصابات من الحدود البرية التي لم تحكم السيطرة عليها.

الأرقام في ارتفاع

ارقام وزارة الصحة الأردنية حتى مساء يوم الخميس تشير إلى أن إجمالي عدد حالات الإصابة في المملكة منذ آذار الماضي (95,864) حالة.الى جانب (1,069) وفاة بينما يبلغ إجمالي عدد الحالات التي تتلقّى العلاج في المستشفيات حاليّاً (1,590) حالة، منهم (323) حالة على أسرّة العناية الحثيثة.

وفقد الأردن في اقل من اسبوع 9 أطباء في الجائحة بينهم استشاري امراض صدرية مما أصاب الاردنيين قلق شديد، لا سيما مع تحذيرات غير مسبوقة من خطر انهيار النظام الصحي وانتشار صور على شبكات التواصل الاجتماعي لمرضى يفترشون ممرات المستشفيات الحكومية لعدم توفر اسرة.

الطبيب أحمد الشناق، وهو أيضا أمين عام الحزب الوطني الدستوري، طالب الحكومة الأردنية بالشفافية والمصارحة حول الواقع الوبائي، "أطالب بلجنة إعلامية للكشف على واقع عدد اجهزة الأكسجين و العناية الحثيثة نفتقد لوجود أخصائيي أجهزة تنفس وأطباء عناية حثيثة. قطاعنا الطبي ينهار.. وتم اختراق خط الدفاع الأول عندما سقط كبار الأطباء، الآن مطلوب مكاشفة صارحونا بالحقيقة".

وانتقد الشناق إصرار السلطات الأردنية على إجراء الانتخابات النيابية في الثلاثاء, 10 تشرين الثاني في ظل تفشي فيروس كورونا، قائلا: "يوم الانتخابات سيكون صعبا لا نريد كربلاء اردنية ، يجب تأجيل يوم الاقتراع لمدة شهر لكسر سلسلة كورونا، منذ متى كان البرلمان يقر سياسة في البلد؟ الأولوية رقم واحد الآن إنقاذ الأنفس في المستشفيات التي لم تعد تستوعب. لا يوجد كوادر الطبية.. لا حل غير الحظر الشامل لقطع السلسلة".

الحكومة الاردنية أبقت على الانتخابات النيابية في موعدها العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، كما أعلن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة في المؤتمر الصحفي 1 نوفمبر

واعتبر وزير التنمية السياسية موسى المعايطة، في المؤتمر الصحفي، أن "الخطر ليس من إجراء الانتخابات يوم الاقتراع بسبب الإجراءات الوقائية، لكن الخوف من الاحتفالات بعد إجراء الانتخابات، لذا فقد قررت الحكومة فرض حظر تجول شامل لمدة ثلاثة أيام بعد نتائج الانتخابات وسيتم التشديد بعدم إجراء أي تجمعات".

انباء عن علاج مسؤول أردني في إسرائيل

ومن بين الاطباء الاردنيين الذين أصيبوا بكورنا العميد الطبيب عادل الوهادنة مدير الخدمات الطبية الاردنية

ونقل الإعلام الإسرائيليّ، الخميس، التقارير التي أكّدت أنّ مسؤولاً أردنيًا وصل بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى هداسا في القدس، مساء الأربعاء، بعد تشخيص إصابته بفيروس كورونا، الحكومة الاردنية لم تعلق على نقل المسؤول للعلاج في إسرائيل إلى ان حالة من الانتقاد والقلق عبر شبكات التواصل وتساؤلات حول قدرة القطاع الصحي الاردني على علاج مصابي كورونا من هم في حالة خطرة.

الأردن في عين العاصفة

رئيس لجنة الصحة في المركز الوطني لحقوق الإنسان، النائب السابق الدكتور إبراهيم البدور، يقول "اتخذنا في الأردن في بداية الجائحة اجراءات جيدة وهذا جعلنا نعتقد أن الفيروس لن يصلن لذا لم نستعد للمرحلة التي وصلنا اليها من التفشي المجتمعي، لن نستطيع اغلاق الحدود للابد نحن أجلنا دخول الفيروس فقط لكن لم نستعد لم ندرب كوادرنا الطبية على استخدام اجهزة التنفس، نحن في عين العاصفة الان أرقام الإصابات ترتفع".

"نحن في الأشهر الماضية كانت امورنا جيدة لم نحضر للقادم، نخشى من ارتفاع الاصابات لدرجة لا يستوعبها النظام الصحي، قطاعنا الصحي على المحك الآن، نحن بحاجة الى اسرة واجهزة تنفس صناعي وأيدي ماهرة، هنالك 70 اخصائي صدرية فقط في الاردن مصاب منهم 10 تقريبا، لا يوجد لدينا تخصص غرف إنعاش".

"يحزني جدا نقل مسؤول أردني للعلاج في هداسا بغض النظر عن هوية هذا المسؤول، الثقة اهتزت في القطاع الطبي، الاردن رائد ومحج يقصده العرب للعلاج، لماذا ليس لدينا اجهزة رئة صناعية في الاردن، الجميع شعر بالحزب عندما قرأ خبر نقل مسؤول اردني للعلاج في اسرائيل لماذا وصلنا الى هذا الحال".

مسؤول ملف كورونا في المملكة الطبيب وائل الهياجنة، قال في مؤتمر صحفي "الحكومة قامت بتحديث الخطة العلاجية وبروتوكولات الوقاية للكوادر الصحية، وقامت بشراء خدمات لعدد من الكوادر الصحية للعمل في المستشفيات الحكومية والميدانية، وسيتم إقامة 3 مستشفيات ميدانية في الأقاليم الثلاثة، الشمال والوسط والجنوب، بعد أن وصلت الزيادة في نسبة الفحوصات الإيجابية إلى 16% من نسبة الفحوصات التي تجرى يوميا".
التقرير الأصلي

---