الفلسطينيون هل فعلوا ما يجب ؟؟؟؟
بينما تموج الساحات العربية بالمسيرات والإعتصامات والمظاهرات تطالب بالتغيير والإصلاحات من حكامها في كثير من الدول العربية وبعضها محيط بالارض الفلسطينية فماذا فعلوا الفلسطينيون في جناحيها المكسورين .
إذا كان المواطنون الفلسطينيون متأكدون من زعماؤهم انه لا ينفع معهم مظاهرات أومسيرات نتيجة القمع المتوقع في غزّة والضفّة الغربية أو أن تلك الفعاليات ستلهيهم عن حياتهم المريحة التي يعيشونها في أجواء حرب باردة مفعّلة من جهة واحدة هي التي يُسمح لها بالقتل والتشريد للشعب الفلسطيني بينما السلطة وحماس وبقيّة المنظمات ساكتة بحجّة عدم إعطاء ذريعة لإسرائيل للهجوم على الفلسطينيين في الجناحين المكسورين لفلسطين الموعودة .
قد تكون فلسطين المحتلة بحكامها الحاليين هم اكثر الناس فسادا بعد العراق على جميع المستويات الإقتصادية والإجتماعية والتعيينات والإستثمارات وغيرها وما أصعب عذاب سارق اليتيم والفقير .
ألا يستطيع الشعب الفلسطيني بترتيب من سلطته وثواره وفدائييه أن يتجمعوا في لحظة غضب جمعوية للهجوم على مقرات الحدود في الجانب الغربي لنهر الأردن ومعابر إيريز وكرم ابو سالم وأن ينغصوا على الجهاز اليهودي في تلك المعابر ويجلسوا محلهم وان لا يهابوا الجوع والعوز والموت عندها ستلتحم معهم الشعوب العربية وقد يجبروا حكامهم على مساعدة الفلسطينيون ماليا بديلا عن المساعدة الأمريكية التي يدفعون منها الرواتب ويعتاشون منها ويستغنون عن أمريكا الظالمة في المنطقة .
وبالرغم من كثر الفساد والفضائح التي حاكت بالمسؤولين الفلسطينيين إلاّ اننا لم نجد حراكا جدًيا على مستوى ذلك الفساد فبينما كانت الفضائح بمستوى الخيانة للقضية الوطنية كانت التغطية والطبطبة مثلما حدث في موضوع تقرير غولدستون وقضية تسريب اوراق المفاوضات واغتيال المرحوم ابو عمار وحرب غزه وإغتيال بعض القادة العسكريين و........
إنّ أكبر خطأ إرتكبه الفلسطينيون هو سلخ مسؤولية تحرير فلسطين عن الساحة العربية وإلصاقها فقط بالفلسطينيين وذلك عندما سُمًيت منظمة التحرير الفلسطينية وليس منظمة تحرير فلسطين وكان من السهل على إسرائيل وامريكا تدجين الفلسطينيين وحدهم وترويضهم ليسيروا مع الخط الأمريكي في حل القضية بما يرضي إسرائيل فقط وانتزاع تنازل يليه الآخر من الفلسطينيين حتى نصل إلى ما نحن فيه الآن .
شعب لاه في الدنيا وقادة منقسمون بين منتفع وعميل وعنيد وطريد
فهل كُتب على هذه القضية ان تضيع على يد اصحاب الأرض وتضيع معها الأرض ومقدّراتها وهل كُتب على هذا الشعب أن يبقى مشردا وأن تلد نسائه خارج البيت وأن يبقى شبابه صبيانا وصبايا لاهون يدرّسون تاريخ المحرقة قبل اكثر من سبعون عاما وهم ما زالوا يحترقون بنار الصهاينة حتى الآن . وهل بات على زعمائهم أن يبقوا يبحثون عن فتات الخبز للقضية أو يجمعون المال لجيوبهم وتنتفخ كروشهم بما هو ليس حلالا .
بينما الشعوب العربية مشغولة في انتزاع حريّاتها والمحافظة على مكتسباتها ومواردها بينما زعماؤها محوقون في الدفاع عن انفسهم في الساحات أو المحاكم ايها اقرب سبيلا.
رحمك الله ايها الشعب الفلسطيني ورحم قادتك العظام اللذين قضوا في سبيل الله ورحمك الله ايتها الأرض الفلسطينية ورحم زيتونتك التي تذكرنا بقدسية ترابك وأقصاك وقيامتك وصخرتك .
فهي صرخة وحرقة لشباب فلسطين أن يستغلّوا هبّة الشباب العربي ليهبّوا ضد المحتل في أماكن وجوده وحيثما يستطيعون وكان الله في عونهم ما دام العبد في عون اخيه .
{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ }صدق الله العظيم
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 17/4/2011