أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وزير خارجية إسبانيا: نحن لا نبيع أسلحة لإسرائيل إصابتان بنيران مسيرة إسرائيلية بمنطقة المواصي المعارضة السورية تعلن دخولها أول أحياء مدينة حلب الأردن .. مناطق لن تصلها المياه الأسبوع القادم لمدة 72 ساعة غوتيريش: الأمم المتحدة ستواصل التضامن مع الشعب الفلسطيني فيفا يعلن قائمة المرشحين لجوائز (ذا بيست) تراجع مخيف .. هل تعرض مبابي للسحر من بوغبا حقاً؟ الشوبكي يسأل عن ضريبة الكاز تباين‭ ‬في أسعار النفط عالميا الذهب يرتفع عالميا وسط تراجع الدولار الصحة العالمية تحذّر من “نقص حادّ” في المواد الأساسية شمال غزة وكالة الطاقة الذرية: إيران تخطط لتوسع جديد في تخصيب اليورانيوم بريطانيا تتعهد بتقديم 2.5 مليار دولار لصندوق بالبنك الدولي لمساعدة الدول الفقيرة جمعية البنوك: آلية تخفيض الفائدة هي ذاتها المتبعة برفعها الأردن: هل يُمكن أن تتساقط الثلوج بالأيام الأخيرة من الخريف؟ الفاو: الأردن حافظ على معدلات تضخم غذائي منخفضة الأردن .. 49 مليون دينار موازنة وزارة النقل في 2025 قلق إسرائيلي من خطط نتنياهو في غزة بني مصطفى: نعمل لتحسين جودة الحياة للمواطن المعارضة السورية تعلن السيطرة على ريف حلب الغربي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة شباب السلفية في غفلة القيادة

شباب السلفية في غفلة القيادة

17-04-2011 04:22 PM

بعدما انتهت أحداث الزرقاء الدامية, وبدأت تلك الهجمة الرهيبة على الشباب المأسوف على فكره وحياته ممن يسمون أنفسهم السلفيون "التكفيريون", حتى ان هذه الهجمة ولفترات شعرنا انها هي أول شيء تتفق عليه الحكومة والمعارضة بغالبيتها, اتفاق على انه يجب القضاء عليهم ويجب تصفيتهم ويجب منعهم من الظهور مرة اخرى, وهو أمر لا بد ان يعجب السياسة الحكومية كثيرا لانه يتفق مع تخفيف الحمولة الزائدة من الساحة الوطنية او شبه الوطنية مؤخرا, حملا ثقيلا بما اعدوا له هؤلاء المغيبون فكريا وذهنيا, ولكن السؤال الذي يجب ان نبدأ بالتفكير به الان, من أوصلهم الى مثل هذه الحالة وهذه المأساة, من سمح لهم ان يصبحوا هكذا؟ وهل من مزيد منهم من أبنائنا؟؟

في غفلة الحكومات الاردنية المتعاقبة في العقد الأخير, واهتمامها بإنتاج حالات من عدم التوازن السياسي والصراعات الاقتصادية وطمس او تلميع أسماء, في غفلة من تولي رؤساء لحكومات لم نراهم يصلحون لان يتولوا قيادة دراجة هوائية والتاريخ والواقع اثبت لنا عجزهم واثبت لنا أنهم بلاء ابتلينا به, ولعل الحكومة السابقة خير دليل على ذلك, في ظل غفلة الحكومات وجمع الأموال وعقد الصفقات, ولدوا هؤلاء الشباب من رحم الظلم والقهر وسياسة الازدراء, تركوا في الشارع المعتم ليتلقفوهم المشايخ بخاطباتهم الرنانة وأساليب دغدغة المشاعر, بمفاتيح الجنة أمام واقع خال من أي حلم او طموح, واللعب على الأوتار الحساسة, هؤلاء الشباب الذي لا بد يوما انه كان لهم أحلاما وطفولة وأمنيات, تركوا في العراء بلا حماية ولا رعاية, فبين اموال الديسة وأموال موارد وبين صراعات الذهب والعوض على الله( ومن خلفهم), هؤلاء هم الضحايا الحقيقيون, الضحايا الذي يدفعون ثمن أخطاء الغير, كما ندفع نحن الان ثمن نفس الأخطاء ولكن كل على ما ابتلاه به ربه, نفس المعانة ونفس الحرمان ونفس القهر والغل والجوع كافر, وكل اختار طريقا ليعبر بها عن رفضه للواقع المؤسف المخزي الذي أوصلتنا إليه ثلة من مواليد غفلة الرجال الاحرار وانحسار مستوى الرجولة والكرامة والشرف والأمانة بين من تولوا الامر مؤخرا, نفس الواقع الأليم الذي نعيشه نحن ولكنهم ظلموا بان تركوا يسيروا في طريق مختلف عن طريقنا, لم تسخر لهم أية رعاية او توجيهات حتى يحمون ويتمنعون, لم تتوفر لهم أبدا المطاعيم اللازمة لإعطائهم المناعة ضد عمليات غسل الأدمغة وإلغاء العقول, نعم وجودوا في ظل اعدل فترات الحكم الإسلامي سابقا, ولكنهم في ظل هذا الظرف يوجدون ويتوالدون بكثرة وتضخم حتى نخشى ان تشرق شمسا يوما على شعب كله سلفي تكفيري.

لم ينزلوا هؤلاء الى الشوارع صدفة أبدا, لم تطلق لحاهم وتوضع طواقيهم بين ليلة وضحاها, لم يجتمعوا ويتعارفوا ويتفقوا على صفحات الفيس بوك والتويتر, لم تجمعهم مدارس او جامعات, بل جهزوا على مرور سنوات وسنوات, بل تركوا فرائس سهلة و مختارة بعناية, مسؤولية الأهل نعم لا ننكر ذلك, ولكنها مسؤولية الأهل ضمن آلاف المسؤوليات التي تتربع على رأس هرمها وأولى أولوياتها مسؤولية البقاء على قيد الحياة, فبين مسؤولية الوالدين في حماية أبنائهم من الأفكار السوداء وبين توفير أسباب الحياة لهم بأبسط صورها: أكل ومشرب وفقط دون ملبس كثيرا من الأحيان, نرى ان اختيار الحياة سيطغى على اختيار الفكر والمذهب, اما مسؤولية الحكومات والأجهزة الأمنية والشبابية والوطنية الرسمية, أيضا الخيار ليس سهل بين حماية أبناء وشباب الوطن من المعتقدات الخبيثة وبين تأمين تقاعد ممتاز وبين تامين فرصة لعقد صفقة او الانحياز لذلك على ذاك, وبني حماية هذا ولعن ذاك, وهنا ايضا ستطغى الصراعات على الأمنيات, وبالتالي سنجدهم في شوارع الزرقاء وكأنهم في قندهار .

ما حصل حصل وما حدث لن تعيد كلماتنا العجلة الى الوراء,  وان عادت لن نضمن ان تعود الكرة مرة اخرى كما كانت, ولكننا الان أمام واقع اليم واقع مخيف مرعب, يتمثل باتجاهين, الاول هو: هل انتهينا من هؤلاء الشباب ورمينا أوراقهم الى غياهب الظلمات, وان كانوا هم فعلوها بأيديهم ولكنهم لم يختاروا حياتهم بكل أريحية, والاتجاه الثاني من يضمن لي ان ولدي في المدرسة الان لا يتعرض الى عملية غسل دماغ ليكون يوما وفي لحظة سلفي تكفيري, او حاقدا لعانا" يلعن كل شيء", من يضمن لي ان أساليب غسل الدماغ لم تتطور كما تطور كل شيء في حياتنا وبالتالي لن أكون مجهزا وقادرا على كشف أي تغير فكري على عقل ولدي, من يضمن لكم جميعا انه في لحظة وفي اعتصام وانتم على شاشات التلفاز تتابعون, أنكم لن تروا أبنائكم يحملون سيوفا وحرابا بل وحتى عبوات ناسفة؟؟ مسؤولية من الان حماية المستقبل؟ تأمين الحاضر؟ من يعطيني الأسباب ويسلحني بأسلحة هي ابسط حقوق المواطنة البشرية لأتمكن من التفرغ لمتابعة عقيدة ابني وأفكاره, بيت ومأكل ومشرب وحرية, ولكن ما زالت هذه الامور باقية كصراع وتحد أسعى في كل مطلع فجر ان أحققها لأهل بيتي, فلك الله يا ولدي وحماك رب العزة ولا أرانا فيك وفي الوطن مكروه.

هي دعوة الان ليست فقط للحكومة والأجهزة الرسمية بل ايضا لكل الشعب ان نبدأ بحملة توعية وإصلاح, لنبدأ بهؤلاء المغرر بهم من أتباع السلفية التكفيرية, لنجهز لهم حملة توعية, لنحاول بكل جهد ومحبة ان ننير لهم دربهم,لنحضر الأخصائيين رجال العلم والدين الخبراء لكي يتحاوروا معهم علهم ينالون منهم خيرا, علنا نكسب منهم واحدا فنثبت الأمل في ان نضم غيره, لنبذل جهدا مضاعفا في عملية مساعدتهم على أنفسهم وعلى واقعهم بدلا من إضاعة الوقت في لعنهم وسبهم والدعوة الى القضاء عليهم, فكلما زادت حدة الكره والإقصاء لهم كلما زادت أعدادهم  وتقوت قياداتهم بهم علينا, دعوة مع عمل من اجل هداية الآخرين خير من لعنة لا تتجاوز الحناجر, الباب مفتوح والمجال واسع من اجل الاردن ان نعمل ونسعى لتقوية عقول أبنائنا وإعطائهم مطعوم الحرية والكرامة والفخر في أردنهم مع التأكيد على زيادة روح التحد والمنافسة من اجل تحقيق الغايات والأهداف المرجوة بعيدا عن البحث عن الجنة بديلا للفقر والذلة, الجنة طرقها وأبوابها كثيرة متنوعة, ولكن ان تركناهم يقدمون لأبنائنا بابا واحدا وطريقا واحد للجنة مغلق معنون بالزيف والجهل, فلنلعن أنفسنا معهم ولنلعن من كان سببا في كونهم هكذا من غير مشايخهم, فألف شيخ سلفي لن يجدي نفعا في كسب شاب واحد في ظل قيادة ورعاية واهتمام ومتابعة رسمية, ونصف شيخ سلفي قادر على تجنيد ألف شاب في غفلة مسؤول او قائد او رحلة عمل بلا عمل.

اللـهم هل بلغت اللهم فاشهد

حازم عواد المجالي

Hazmaj1@gmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع