قبل أن تحدث المشكلات ، وتتوالد الأزمات ، وتتكاثر الزنقات !!
بقلم : دانا جهاد ـ طالبة جامعية
تقتضي الحكمة عند العقلاء أن يسارعوا في العمل دائما على معالجة أية مشكلة قد تحدث لحظة حدوثها وبأقصى سرعة ممكنة ؛ وقبل أن تتطور دائرة هذه المشكلة ويكبر قطرها و يتسع مداها ، و قبل أن تصبح فيما بعد (زنقـــــة)!!
إذ أنه ليس من الذكاء وليس من المنطق أبدا ؛ أن يظل المسؤولون والمعنيون في أمور الشعوب نائمين في العسل ينتظرون حدوث هذه (الزنقات) إلى أن تحدث !! ثم يقومون بعد ذلك بمحاولة يائسة في البحث عن حلول جذرية لها !!. فالمشكلة ياإخوان إن حدثت ولم يتم حلها مباشرة لحظة تولدها ؛ فإنه سيتولد بعدها أزمات و ( زنقات ) أخرى ربما ستكون أكبر وأكثر تعقيدا منها . وسيليها فيما بعد (زنقات) أخرى أكبر وأكبر وهكذا... .
وبعد فترة قليلة سنجد أن هذه الزنقات والأزمات قد تجمعت سويا مع بعضها البعض ، ثم تبدأ بالتزاوج والتوالد والتكاثر شيئا فشيئا ، والقيام بإنجاب المزيد والمزيد من الأزمات والزنقات الأخرى ، وحينها سيكون من الصعب جدا على المسؤولين لاحقا السيطرة عليها أو الحد منها مهما كانت المحاولات التي ستبذل منهم في سبيل مكافحتها .
وهذا سيؤدي في النهاية إلى أنه سيكون من الصعب جدا التقليل من آثارها ونتائجها على استقرار البلاد، والأهم من ذلك أنه سيكون من الصعب ايضا القدرة على امتصاص غضب العباد !! لأن الأمور في تلك الساعة تكون قد فلتت بالفعل وبدأت بالغليان وأصابها الفلتان !!
فلا تنسوا أن (معظم النار من مستصغر الشرر)، والنار إن اشتعلت في مكان ما وانتشرت فيه ، فإنه سيكون من الإستحالة السيطرة عليها إلا بعد أن تكون قد أكلت الأخضر ،وبعد ان تكون قد قضت على اليابس ، وبعد أن تكون قد ألحقت الكثير من الخسائر والأضرار في الأرواح والممتلكات !! وهذا أمر لانريده أن يحدث عندنا ولا في أي مكان آخر.
آملة من كافة المسؤولين والمعنيين في مختلف المواقع الإنتباه الى هذه النقطة الهامة ، والعمل على معالجة الأمور بحكمة وتعقل وبصيرة قبل تفاقمها واستفحالها ، وقبل فوات الأوان ، وقبل أن نصل الى تلك اللحظة التي سوف لن يفيدنا فيها الندم ، والتي سنكون فيها بلا أدنى شك جميعنا نحن الخاسرون .
dana.jehad@hotmail.com