شخصية البطل
بقلم : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
في حياتنا نمزج بين الأشياء ، ولا نحب تغيير الصور ، لا ، بل نرفض التصديق حتى لا تهتز الصورة ...!!!
وعندما يقوم ممثل ما بدور بطولي يترسخ بالأذهان ، نرفض أن نصدق أن ذلك الفنان أبدع بالدور ، بل نلبس الدور لشخصيته الحقيقية ، ونأبى التصديق بأن الدور لبسه الفنان فأتقنه ، ونأبى عليه تجسيد دور آخر لا يتلائم مع الدور السابق ، فنقوم بسجنه داخل تلك الشخصية ، مما يسبب له الألم كما حبسنا المرحوم حسن ابراهيم في دور مرزوق الدكنجي ، حتى أنه كره تلك الشخصية ، وقد يكون تمنى أن لو لم يمثلها ...!!!
والممثل الكبير الراحل محمود أبو غريب رحمه الله وغفر له ، كان قد حدثني عندما كنت أعد كتابي (بطاقات فنية أردنية) سنة 1978 م ، وكان وقتها زمن المسلسلات البدوية ، وأتقن المرحوم فيها دور الشيخ ، أنه كان يعامل في دول الخليج على أنه شيخ ، ويُدعى بهذه الصفة ، ولا يصدق أحد أنه ممثل أتقن الدور ، ولا يقبل منه أقل من دور الشيخ ، فكيف لو فكر بتجسيد دور الشرير ، كما كان يفعل الفنان الكبير نبيل المشيني ..؟؟!!!
استوقفني يوتيوب لخادمة أسيوية مسكينة تلقت كل صنوف العذاب والتشويه ، تقدم شكوى ضد سامر المصري وزوجته ، وسامر المصري الذي جسد دور العقيد أبو شهاب في باب الحارة بتميز وحرفية شديدتين ، وصارت هذه الشخصية الكريمة الخدومة القوية ، سيف الحق ورمزا لقوة وتضامن الحارة ، والجهاد ضد المستعمر المحتل ، الفرنسي في سوريا ، والأنجليزي في فلسطين ، يرمز أبو شهاب للجهاد السوري ضد الفرنسيين ، ويرمز أبو حسن للجهاد الفلسطيني ضد الأنجليز ، وكلاهما شقيقان تجمعهما بلاد الشام ، أو سوريا الكبرى ، وصار أبو شهاب بطل شعبي ، تجاوز باب الحارة ، ودخل في تفاصيل حياتنا ، مثارا للأعجاب والشهامة ،ولا يذكر الا والأعجاب يحيط به ..!!
فكيف يحطم سامر المصري بيديه هذه الشخصية الفذة ، ويتقاوى على خادمة مسكينة غريبة الأهل والديار ، لا بل يحرمها من أجرها لثلاث سنوات ؟؟
كيف لكل من شاهد هذا التيوب سينظر الى أبي شهاب ؟؟
لا بل قد أسقط باب الحارة بكل أجزائها ، بكل تاريخها وعراقتها ، ولوث الشخصية الشامية النبيلة ...!!!
وقد يكون مفترى عليه من قبل ابن نباتة الذي اعتدى على شخصية قراقوش البطل الأيوبي المظلوم عندما كتب فيه (الفاشوش في حكم قراقوش) فمسخ شخصية قراقوش على مر التاريخ ، ولا زلنا نُكَذب قراقوش ، ونُصَدق ابن نباتة ...!!!
أقول هذا الكلام وفي نفسي أن لا أصدق هذا السقوط المريع لشخصية أبي شهاب ، فقد عشقتها مثل ملايين العرب ولا أريد سقوطها ، وأتمنى أن تكون تلك الخادمة كاذبة ، وأن يكون الصدق حليف أبي شهاب وزوجته ، حفاظا على شخصية البطل ...!!!
للحيققة والصدق ببقاء شخصية البطل أنشر هذين الرابطين ، وأعلن أن الصدفة وحدها هي التي قادتني اليهما .