كندة علوش: كلنا سوريون مهما إختلفنا
زاد الاردن الاخباري -
يعبر موقف الفنانة السورية المبدعة والمثقفة كندة علوش عن الفئة النادرة من الفنانين أصحاب المواقف الإيجابية والواعية تجاه ما يحدثفي بلدهم، ممن يتنازعهم الخوف من الإنقسام وإراقة الدماء، ويحرصون على أمن وإستقرار البلاد، لكنهم في نفس الوقت يدركون ضرورة التغيير نحو بلد تكفل فيه الحريات، ويلغى فيه قانون الطواريء، ويشعر فيه المواطن بأنه شريك في الوطن، وليس مستعبداً من قبل قلة حاكمة، بلد يخلو من الفساد، ويوفر تكافؤ الفرص لأبناءه، ويكفل لهم العيش الكريم.
هذه الفئة لم تتخلص بعد بشكل كامل من حاجز الخوف، وفي نفس الوقت تقف حائرة تجاه ضبابية الموقف، وعدم وضوح الرؤية لحقيقة ما يجري في الشارع، بسبب التضييق الإعلامي، وتشكيك الإعلام الرسمي بكل ما ينشر من فيديوهات أو صور تظهر بطش القوى الأمنية بالمتظاهرين.
كندة المتواجدة حالياً في مصر تتابع بشكل لحظي ما يجري في بلدها، وتنشط بشكل كبير على الفايس بوك معلقة على الأحداث عبر صفحتها الخاصة من خلال الـ Status حيث طالبت بالأمس بمحاكمة رجال الأمن الذين ظهروا في فيديو إنتشر على الفضائيات وشبكة الإنترنت لرجال أمن يعتدون على ثوار في أحد الساحات السورية، وطالبت بشفافية التحقيق ليفهم الناس حقيقة ما جرى، وعندما بدأ التشكيك من قبل المعلقين في الفيديو على أنه من شمال العراق وأن رجال الأمن فيه هم رجال البيشمركة الأكراد، وسيطر الإنفعال على المعلقين بين مصدق للرواية الرسمية، وآخر مشكك بها، طالبت الجميع بضبط النفس والحوار الحضاري والتحقيق بكل الأحوال في حقيقة الفيديو، وقامت في النهاية بحذف الفيديو إما بسبب ضبابية الموقف ، أو لتضع حداً للإحتداد بين المعلقين.
تعليق آخر لكندة تدعوا فيه مواطنيها للتعقل والوحدة تقول فيه: “يجمعنا دم واحد وتاريخ وأرض مقدسة.. أنا سوري مهما كانت طائفتي أو توجهاتي.. فلنقبل بعض مهما كانت إختلافاتنا لنستمع لبعض دون إلغاء أو تخوين.. لا لإستخدام العبارات الطائفية والتحريضية والعدائية.. لا لسلب حق الحياة أو حرية الرأي أو الكرامة”.
وفي تعليق آخر يظهر حرصها على إقتصاد بلدها تقول: “من المؤسف جداً بأن نسمع بأن الكثير من السوريين وخصوصاً أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة (الوطنيين) يتهافتون على البنوك لسحب أموالهم وتحويلها لدولارات ووضعها في بنوك خارج سوريا.. مما سيضر حتماً بقيمة الليرة السورية وباقتصاد البلد.. حتى أصحاب الحسابات الصغيرة سحبهم لأرصدتهم سيؤثر بشكل سلبي.. بلدنا مسؤوليتنا والوطنية ليست مجرد شعارات وصور..”.
وفي تعليق آخر تنتقد من لا موقف لهم في الشارع السوري حيث تقول: “احترم أن تكون “مع” للأقصى طالما أنك تحترم من هم على الطرف الآخر دون إلغاء أوتخوين، أوأن تكون “ضد” وتعبر عن رأيك بعقلانية محترماً من هم “مع” واضعاً مصلحة البلد فوق كل اعتبار، أوأن تكون في الوسط لم تتضح الصورة بشكل كافٍ بالنسبة لك، أنت مختلف عني، ولست عدوي، يجمعنا كوننا سوريون، يسكننا حبنا للبلد وخوفنا عليها.
لكن ومع اعتذاري للجميع لا أفهم الآن ومع كل هذا الدم المراق من كل الأطراف أن تكون سوري لا “مع”، ولا “ضد” ولا “وسط” غير معني بما يحصل.
panet