حكمة الوالي ودهاء الأعرابي
يحكى أن أعرابياً ذهب ليحتطب من جوف الصحراء ليفاجئ بقطعة ذهب بريقها أخّاذ فأخذها ليريها لزوجته ،،،فقالت له أذهب بها إلى الوالي واهديها له ليكافئك عليها أضعاف،،،فذهب الرجل إلى الوالي وقدم له قطعة الذهب فأمر الخدم أن يقدموا له صحن من الحساء اللذيذ فهم الرجل بالرحيل وباليوم التالي أعاد الكره ليجد قطعة ذهب أخرى فقام وكما أصرت عليه زوجته بالذهاب إلى الوالي وتقديمها له فقام الوالي بنفس الطلب من الخدم بأن يقدموا له صحن من الحساء اللذيذ،،،
فقد شاهد الوالي الأعرابي بصورة غضب شديد فسأل الوالي الأعرابي ما بك أيها الأعرابي فقال الرجل يا سيدي الوالي أطمع بالعمل لديك فهل لي بهذا فأجاب الوالي باللتو نعم تستطيع أن تصبح (سايس الوالي) إذا شئت فوافق الرجل.
وفي يوم من الأيام جاء للوالي رجلاً ليهديه فرساً أصيلاً فكان الوالي سعيداً بهذه الهدية ليسأل الأعرابي ما رأيك بهذه الفرس الأصيلة فأجاب الأعرابي بأنها جميلة حقاً ولكنها ليست أصيلة وتبدوا كالبقرة فأحضر الوالي الرجل ليحقق معه ويجيب الرجل بأن الفرس بنت أصيلة من أم وأب معروفين وبالنهاية اعترف الرجل بأن الفرس ماتت أمها لتتولى البقرة تربيتها.ليفرح الوالي من فراسته.
وفي أحد الأيام أحضر رجلاً نسراً لا وصف له من شدة جماله الأخاذ فاستدعى الوالي الأعرابي وقال له ما رأيك أيها الأعرابي بهذا النسر فقال له بأنه حقاً جميل ولكن أمه دجاحة فقام الوالي بالاستغراب من الأعرابي وما الذي يقوله فأحضر الرجل ليعترف له بأنه وجد بيضة ووضعها للدجاجة لتحتضنها وفقست فإذا بها نسراً بعد موت أمه فتولت الدجاجة تربيته.
سعد الوالي بحكمة وفطنة هذا الأعرابي ليخبره بأنه ينوي أن يعرف زوجته الحسناء أميرة الزمان لمن تنتمي بالفعل فقام الرجل بالتخبط والتلعثم فقال الوالي للأعرابي عليك الأمان أيها الأعرابي ولا عليك من أحد،،،فأحضر الوالي زوجته واختبأ الأعرابي خلف الستائر فرأى الأميرة تركض بسرعة وتختصر عدد درجات القصر فطلب منها الوالي الجلوس وبعدها أخبرها بأنها تستطيع أن تذهب فقام الوالي باستدعاء الأعرابي ليسأله ما رأيك أيها الرجل بأميرة الزمان فقال الأعرابي يا سيدي الوالي أخاف لو تفوهت فقال الوالي تكلم وعليك الأمان،،،فأجاب الأعرابي بأنها أجمل النساء ولكن أصولها (غجرّية) ولا تنتمي لأسرة مالكة فأحضر أهلها وأصر عليهم قول الحقائق وإلا سينزل عليهم أشد ألوان العقاب،،،فاعترفت الأم بأنهم وجدوها لقيطة بقارعة الطريق وأخذوها لتنشأ بين أبنائهم إلى أن تزوجها الوالي،،، وأصبح الوالي حائراً من هذا الأعرابي وسعيداً منه بنفس الوقت.
فطلب الوالي باليوم التالي من الأعرابي بأن يقول ما رأيه الصريح بالوالي فبدأت على الأعرابي علامات الخوف تظهر على وجهه ليركع على ركبتيه محبةً وتقرباً من الوالي بأن يعفيه من الإجابة التي من الممكن أن تفصل رقبته من على جسده النحيل فأصبح الوالي بحالة هستيرية ليضغط على الأعرابي ليقول الحقيقة وعليه الأمان المطلق،،،لينطق الأعرابي ويقول للوالي سيدي الوالي أنت ابن حرام(ابن زنى) فقال الوالي ماذا تقول أيها الأعرابي ليطلب الوالي من والدته الحضور الفوري ويأمر خدّامه بإحضار قدر كبير بالماء المغلي ليخيف والدته حتى تنطق بالحقيقة فأجابت والدة الوالي بأنه بالفعل حصل بأن الوالي الكبير كان مريض بتلك الأيام ولا يوجد عنده ألقدره على الجنس ولا الحصول على الأولاد من شدة ضعفه الجنسي،،،فكان هناك طبّاخ القصر شاب فتّي لتطلب منه النوم الغير شرعي معها ليصدم الوالي من هذا الأعرابي الذي نطق بكل هذا ومن أين له المعرفة.
وجاء الوالي ليسأل الأعرابي عن كل الأجوبة ومن أين حصل على هذه الفراسة التي ليس لها نظير فأجابه الأعرابي يا سيدي الوالي بالبداية كان الحصان بطنه يشابه البقرة فكان سهلاً على رجل مثلي معرفة أصول هذه الفرس أما النسر فكان جميلا ولكنه كان مثل الدجاجة حينما تأكل تحني رأسها للأرض باحثة عن بقايا قمحة أو شعيرة وبعادة النسور لا تنحني إلا لخالقها ،،،أما أميرة الزمان كانت تتخطى درجات القصر بسرعة وبدون نظام وهذه ليست عادات الأميرات بأن يقفزن درجات القصر بهذه السرعة الجنونية.
أما أنت يا سيدي الوالي عرفت بأنك ابن حرام وبأن أباك طبّاخ القصر لأنك كنت تقدم لي صحن الحساء اللذيذ لي بعد إحضار قطع الذهب التي وجدتها بالصحراء فعرفت لحظتها ابن من تكون،،،
فقام الوالي بوضع هذا الأعرابي مستشاراً له بالقصر برتبة وراتب وزير،،، على أن لا يتفوه بهذه الحقائق لأحد،،، فعرف الأعرابي قيمة نصيحة زوجته له.
قام بسرد هذه القصة
الأعرابي
هاشم برجاق
الموقع الرسمي للكاتب
www.hashem.jordanforum.net