زاد الاردن الاخباري -
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، الساسة اللبنانيين إلى تشكيل حكومة من "شخصيات مؤهلة"، معربا عن "قلقه للغاية" من الوضع الراهن.
جاء ذلك في رسالة تهنئة بعثها ماكرون إلى نظيره ميشال عون، بمناسبة الذكرى الـ77 لاستقلال لبنان عن الاستعمار الفرنسي في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1943.
وبحسب فحوى الرسالة التي نشرها موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية، أكد ماكرون أن "فرنسا تقف اليوم، كما في كل وقت، إلى جانب لبنان وشعبه".
وقال إنه "قلق للغاية" نتيجة الوضع الراهن في لبنان، وأنه "مدرك للصعوبات المتزايدة التي تواجه المواطنين في يومياتهم".
وتمنى على الرئيس عون، "دعوة كافة القوى السياسية بقوة لأن تضع جانبا مصالحها الشخصية والطائفية والفئوية من أجل مصلحة لبنان العليا والشعب".
وأضاف أن اللبنانيين "بمقدورهم أن يعتمدوا على دعم فرنسا في تلبية حاجاتهم (المعيشية) الملحّة"، لافتا إلى أن باريس تعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة وشركاء آخرين من أجل "عقد مؤتمر دولي" لدعم بيروت.
واعتبر ماكرون أن "الحلول (للأزمات) معروفة وتكمن بوجوب وضع خريطة الطريق التي التزمت بها كافة الأطراف السياسية في الأول من (سبتمبر) أيلول موضع التنفيذ".
وقال إن "العجلة تقتضي تشكيل حكومة من شخصيات مؤهلة، تكون موضع ثقة وقادرة على تطبيق كافة هذه الإجراءات (ضمن خريطة الطريق)".
ويقصد ماكرون بخريطة الطريق، "المبادرة الفرنسية" التي أطلقها مع قادة الأحزاب الأساسية في البلاد، عقب زيارته بيروت بعد أيام قليلة على وقوع انفجار المرفأ.
وفي أغسطس/ آب الماضي، أطلق ماكرون "مبادرة" بلهجة تهديد وإعطاء تعليمات، غير أن بعض القوى في لبنان اعتبرتها تدخلا في شؤون بلدهم.
وتنص "المبادرة" على تشكيل حكومة جديدة من "مستقلين" (غير تابعين لأحزاب)، على أن تتبع ذلك إصلاحات إدارية ومصرفية، إلا أن خبراء يعتبرون أن "المبادرة" فشلت حتى اليوم، وتواجه صعوبات كبيرة داخليا وخارجيا.
وستحل الحكومة المقبلة محل حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، التي استقالت بعد 6 أيام من انفجار المرفأ، وكلف بهذه المهمة سعد الحريري في 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي 4 أغسطس الماضي، وقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت أدى إلى مصرع أكثر من 200 شخص، وإصابة ما يزيد على 6 آلاف آخرين، بجانب دمار مادي هائل في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية.
ويعاني لبنان، منذ شهور، أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية، بينها فرنسا.