اعتصام المتقاعدين العسكريين ....عدالة المطالب وخطا التوقيت
الأحد الفائت اعتصم ثلة خيرة من الإخوة المتقاعدين العسكريين ضباطا وإفرادا أمام الديوان الملكي مطالبين بحقوق عادله جراء الغبن الذي لحق بهم وزملائهم من قرار 1حزيران 2010 ,لا يختلف اثنان على أن ما جاءوا لأجله هو العدل بعينه لان من كانوا خلف القرار مارسوا ظلما جائر بحق من تقاعد قبل ذلك ولو بأيام قليلة لان الفروق خيالية والمسمى واحد فلا يقبل عاقل او من في قلبه ذرة رحمة ان يعامل من افنوا عمرهم في خدمة هذا الوطن وفي كل المواقع ولازالوا بيوت خبرة بهذا الشكل ,ليوجد ضغينة بين القديم والجديد في ذنب ليس صنيعهم وكان الأجدى بمن كان خلف هذا القرار ان يكن له بعد نظر ويجعلها مناصفة بين الطرفين ليرضي الجميع فلا الجديد كان يحلم بما أتاه والقديم سيكون كله شكر وثناء لمن أنصفه ولن يكن هناك من داعي لكل هذا الحراك .
وان كنا نجل ونحترم أشقائنا في كل خطوة يخطونها في هذا لأنها في صالح الجميع ,لكننا نجد ان هناك خطا ارتكب في توقيت مثل هذا الموقف وان كنا كلجنة إنصاف المتقاعدين قد اتخذنا على أنفسنا عهدا ان نبقى نسلك الحوار طريقا وان وجدنا الجفاء من الحكومة ونعلم علم اليقين أن الحكومة لا تسمع الصوت الهادي بل تكن سريعة في الاستجابة لمن يعلو صوته ,قد جمدنا نشاطنا في هذا الوقت العصيب لان هناك ما هو أهم من كل ذلك انه الوطن الذي تكالبت علية الخطوب من كل حدب وصوب ,نعم الوطن أغلى من كل شيء, لنا جراح دامية ولكن تسامينا عليها لان الوطن الذي بذلنا له الغالي والنفيس أجدر بان نضعه أولوية كما كان على الدوام ونترك خصوصياتنا وان كانت عادلة لكن ليس هذا وقتها ,اعلم علم اليقين ان كل الإخوة الذين شاركوا في الاعتصام هم من جبلوا على حب الوطن ويفدونه بالمهج والأرواح لكن هي التفسيرات التي قد تفهم أنها استغلال فرص وما هم بذلك .
ان أي عمل كان فلابد قبل القيام به ان يخضع للدراسة والتمحيص ووضع الأولويات والتنبؤ بالنتائج وحجم المشاركة والية المطالبة والوقت الزمني للمكوث خلفها لتحقيق النتائج ,فلا الوقت هو الوقت ولا الأولويات هذه هي من تكون , ولم يكن للتنبؤ طريقا سلك ولم تكن حجم المشاركة هي من تحقق الهدف ولا الإلية هي من تحقق الغاية .
مرت على الوطن في أيامه وشهوره التي مضت أيام عصيبة بات فيها الحليم حيران فلا الولاء عرف كيف يدار, والحقد وجد طريقه مشرعة, أقول هذا وإنا أرى الإعلام تتناثر في الشوارع غير أبهين بها من علقوها فمكانها ليس هنا حتى أنها أصبحت موضة تقليد ,فالوطن والعلم والجيش والأمن والشعب وقائدهم مكانهم سويداء القلب لا أجنحة السيارات ,في خضم كل هذا وحين خرجت علينا جماعات وجماعات ما عرفنا منها من قلبه على الوطن ومن بقلبه غل عليه, لان المنتمي ما عرف كيف يوصل الرسالة والحاقد وجد بها فرصة ينفث سمومه .
فقد خرجت علينا شرذمة لا تعرف للدين حرمة ولا للوطن قيمة تبحث عن جر الوطن للهاوية واعني بهم من حملوا السيوف ليطعنوا بها الوطن ورجالاته لكن هذا بعيد المنال عنهم ,لان للوطن رجال يعرفون كيف يدحرونهم ليعيدوهم للجحور التي خرجوا منها وسيبقى الوطن عصيا برجالته وعلى رأسهم قيادته التي ستوصله لبر الأمان ,سيقف الأردن عاليا شامخا مرفوع الهامة فقد مر بمحن اشد مضاضه من هذه وخرج منها اشد قوة وشكيمة من ذي قبل .
أقول هذا غير ملقي باللائمة على زملائنا لنا لكنني رأيت الوقت غير مناسب لأنه وفي هذه الظروف الحالكة الوطن أحوج من أي شيء فلنتسامى على الجراح لان هناك ما هو أغلى منها .
وفي هذا المقام فأنني أقول ما يدور بخلد المتقاعدين فأنني ارفع اكف الضراعة ان يحمي الله هذا البلد وقيادته التي نلوذ بها لان تنظر للمتقاعد بعين العطف الذي اعتدنا عليه من لدنها ,لان ما ارتكب بحقهم هو من أخطاء الماضي الذي يجب ان يعالج وهذا لب رسالتكم مولاي للحكومة التي ما وجد المتقاعد له نصيب في أجندتها فنحن ومنذ أشهر طويلة نحث الخطى لنوصلها الرسالة وهي ترفض ان تسمع, لنقول لها هذا على الطاولة ونرفض قوله في الشارع ولكنها تصر على ان تدفعنا إليه .
مولاي :المتقاعدين هم لكم وللوطن جندكم الذين لا يهابون المنايا أن ادلهمت الخطوب لا سمح الله سيكونون صخرة تتحطم عليها كل السهام المصوبة للوطن فهم الأصل والرديف ,هم من تقطعت بهم السبل من تعنت الحكومة ما وجدوا بعد الله ألا انتم ليكن أنصافها منكم وهذا ديدن تعودنا عليه من بيت ورث العدالة كابرا عن كابر .
حمى الله الأردن ...وأبقى قيادته ذخرا ..تداوي جراح مظلومة وتكن خيمة عز تقيه حر الرمضاء وزمهرير الشتاء ...انه نعم المجيب