الإنسان بمنظومته الاجتماعية المعقدة، يغرق في معطيات حياته اليومية بدواماتها الكثيرة، ونتيجة ذلك تبلد كبير في الإحساس البشري بالأشياء الأمر الذي يجعل النظرة إلى الحياة نظرة غير سليمة بالضرورة.
وبحسب التعبيرات المجازية فإن النفس قد تتعرض للعطب بسبب تلك التفاصيل اليومية، وبالتالي يصعب أو يستحيل أن تبدو الصورة واضحة في الأذهان والقلوب .
وبسبب ذلك تصير الحياة ـ بما فيها حياتنا نحن ـ مجرد تفاصيل \"كتبت بماء\" على رأي الشاعر الراحل جبران خليل جبران في ديوانه المواكب: \"إنما الناس سطور,,, كتبت لكن بماء\"..
. ولكن أخطر ما في الأمر هو تبلد الإحساس تجاه الضغوط والمشاعر والمسؤوليات ، وهناك تجربة معروفة في علم النفس بـ «الفئران المحبوسة» التي يحبس فيها عدد من الفئران داخل قفص ويتعرضون للصعق ويشعرون بالألم الشديد في البداية، ثم لا تلبث أن تتبلد أحاسيسهم ويصبح الأمر عاديا، فهكذا هو الوضع الآن» .
ومن هنا أبدأ لتحدث عن ظاهرة اللقطاء التي تعكس ما ورائيات بعض انواع الشخصيات في المجتمع ومنها الاضطراب النفسي اولا كتفسير عند الإقدام لإنها خطوة تتخذها الام إما هي أو هو ( الطفل ) , صراع نفسي مشوب بالتوتر مما يوقف غزيرة الامومة لتمتد نحو غزيرة البقاء والحفاظ على الحياة فالمجتمعات العربية تدينها باقوى انواع العقوبة ولذا تبادر لمعاقبة طفلها ولو لاشعوريا فترميه دون اكتراث وهذا ينقلنا الى حالة التبلد بالأحاسيس ويخرجنا من مسلمات ان الام لايمكن ان تضحي بابنها لنتوقف ونتأمل خبرات النفس البشرية ولا نعمم في مسلماتنا . وحالة التبلد للإحاسيس تنشأ من كثرة المرارة او من كثرة الرفاهية كلاهما قطبي يساهمان في تبلور الحالة او ربما حالات الإكتئاب الممزوجة بالإحباط للخيانة الذكورية والتهرب من المسؤولية تجعل قرارات الفتاة الام قرارت غير سليمة وربما الجنوح في مشاهدة الأفلام الإباحية ثم تطبيق السلوك الخطا الذي اثمر عن طفل لا ذنب له سوى قرار الإلتقاء زاد من معدل التوتر النفسي والإكتئاب لعدم وجود حل لمشكلتها او مازقها . ففي دراسة أسترالية حديثة تبين أن الشباب الذين يمضون ساعات طويلة في
الإباحية، تظهر عندهم أعراض الاكتئاب أكثر من غيرهم ومصابين بدرجات مختلفة من التوتر النفسي اما الطفل اللقيط الذي قد ينجو من الموت لان طبيعة هذا الجرم ان يلف بحرام ليختنق او ضمن كيس او يلقى في حاويات النظافة مهما كان الجو بارد بنية انتهاء حياته . فما هي نظرة المجتمع لنرى ما تقوله الديب ؛.د. أميرة الديب أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر
صورة الشخص عن نفسه تتكون من خلال اتجاهين.. الأسرة من خلال مكانة الطفل وأهميته عن نفسه ومن نظرة المجتمع فالأسرة والمجتمع هما مرآة الطفل.. وهي أشياء لا يعرفها الطفل المستغل فيفقد قيمته وهويته
ويقلل من قيمة نفسه.. فإذا كان الفرد بلا قيمة فإنه يتحول إلي شخص بلا هوية سهل القيادة مما يسهل انحرافه واستغلاله .
إذن ربما يعرض الأطفال لحالات فقدان هويته والصراع من أنا ولماذا أنا وكيف اتكيف مع مجتمع يوصمني بالعار وابن العار حتى لو تبت فالمجتمع يمارس عقوبته النفسية الطويلة المدى ولا ينسى بالتالي قد يبدا لديه نظرة
الحقد الإجتماعي وتدمير الذات والأخرين في سلوكيات سلبية ومنها الإدمان والسرقة والعنف وكراهية الذات . لإنه بداية كان منبوذ من أقرب الناس له كما يفترض والأن كبر حجم وعدد من ينبذه ؟؟؟ فاليتيم ربما أمانه المعنوي يأتي من هويته بالنسب اما هذا فهو ضياع لنسبه ولوجوده واستغلال نتيجة متعة مؤقتة او نزوة .
الكاتبة والسيكولوجية وفاء عبد الكريم الزاغة
wafaaza@gmail.com