رمضان الرواشدة - الأتصال الهاتفي الذي جرى بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن يؤشر على علاقة قوية بين الطرفين ويؤسس لمزيد من الشراكة استرتيجية وتقوية العلاقات بين الاردن وامريكا لما فيه مصلحة البلدين ودعم الامن والاستقرار في المنطقة ويجيء الاتصال باعتباره من الاتصالات القليلة التي اجرها بايدن بزعماء من العالم نظرا لاهمية الاردن بالنسبة لواشنطن في المنطقة وبالذات في القضية الفلسطينية.
حملة بايدن وعلى لسان مسؤول فيها صرح لصحيفة واشنطن بوست الامريكية بعد المكالمة الهاتفية ان بايدن بحث مع جلالة الملك اهمية التوصل الى حل للقضية الفلسطينية يقوم على مبدأ حل الدولتين التي طالما تحدث بها الاردن والتي يعتبر بايدن من المؤيدين لهذا المبدأ على خلاف الرئيس دونالد ترامب الذي طرح خطته للسلام المسماة " صفقة القرن".
لا يخفي الرئيس المنتخب بايدن رفضه لصفقة القرن وتأييدة لحل الدولتين للقضية الفلسطينية وهو بالتالي يسير باتجاه لطالما تحدث به جلالة الملك خاصة ان الملك التقى بايدن اكثر من مرة منها واحدة في الاردن عام 2014 عندما كان نائبا للرئيس الامريكي السابق باراك اوباما.
العلاقة الاردنية الامريكية ليست مرهونة بالعلاقة مع الرئيس الامريكي فقط بل هنالك علاقات مهمة نسجها خلالة السنوات العشرين الماضية جلالة الملك مع المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب الامريكي ومع اطراف نافذه في الادارة الامريكية والاجهزة الامنية والبنتاغون وغيرها لذلك بقيت العلاقة وطيدة رغم رفض الاردن وتحفظه على صفقة القرن التي اعلنها ترامب.
وفي هذا الاطار والسياق السياسي تأتي القمة الاردنية الفلسطينية التي عقدت بداية الاسبوع بين جلالة الملك والرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي صدر عنها بيان مشترك اكد توابت الطرفين بالالتزام بحل الدولتين الذي يفضي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس كما رفض البيان اي طروحات لها علاقة بالمس بالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس او اي طرح يتعلق بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى وهو ما يقطع الطريق على اطراف عديدة تسعى الى هذا التقسيم او الى مزاحمة الاردن على الوصاية على المقدسات .
الملك الذي حمل الهمّ الفلسطيني منذ توليه العرش وحتى الآن ما زال مؤمنا بأهمية حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وخاصة بناء الدولة وعاصمتها القدس وحق العودة المقدس للاجئين الفلسطينيين لما لذلك من اهمية كبيرة للامن القومي والوطني الاردني واستقرار المنطقة والتعايش السلمي بين الاطراف كافة .
العلاقة الاردنية الامريكية علاقة استراتيجية يوظّفها الأردن لخدمة القضايا العربية وفي المقدم منها القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا في الوطن العربي والملك يحمل في كل زياراته لواشنطن ولقاءاته مع الرؤساء الامريكيين هموم العرب وقضاياهم لاحساسه بالمسؤولية القومية الملقاة على عاتقه خاصة انه يحظى بمكانة قوية ومرموقة عند الغرب ويعرف كيف يخاطبهم بلغتهم ويوصل لهم الرسائل السياسية.
awsnasam@yahoo.com