( عودة شاهين مضمونه !! )
يحمل وزير الداخليه السرور طاقه عجيبه في اتقان لغة التبرير والدفاع شاهدناها في المؤتمر الصحفي الاخير حين تم السؤال عن ملابسات خروج خالد شاهين من سجن سلحوب لتلقيه العلاج خارج الاردن في واحده من القضايا التي هزت الرأي العام لدينا واعتبرت مساساً بهيبة الدوله ومصداقيتها لدى الاردنيين , وزير الداخليه الذي ما كان ليملك ادنى تبرير منطقي واخلاقي للحكومه في حال كان ( نائباً ) تمكن بحرفيه عاليه ان ( يعيش الدور ) واسباغ صفة الملائكيه على قرارات الحكومه وأردف قائلاً ( لا فض الله فوه ) بان ما حدث بالزرقاء ايضاً يرقى لمستوى العمل الارهابي ومساساً بهيبة الدوله ضمن التعليق على حادثه استطاعت لفت انظار الرأي العام نسبياً وتقديم خدمه مجانيه للحكومه في تخفيف الظغط الرسمي والشعبي عليها بسبب ذلك .
يدرك وزير الداخليه بان عمله مع بعض زملاؤه في الفريق الوزاري يدور حول ( الترقيع ) امام الرأي العام كلما لاحت بالافق بوادر ازمات وطنيه وهذه من الوظائف المعتاده والمتبقيه لعمل الوزراء لدينا لكن ان تتفرد الاردن بسابقه هجينه عن باقي المحيط العربي ( المتخم بالفساد ) بتسهيل اجراءات تهريب السجناء بحجة تلقي العلاج فهذه سابقه خطيره ومخزيه تحمل في مضمونها الاساءه البالغه لسمعة البلد السياسيه والقضائيه وكافة الجهات الطبيه العامله فيها حينما يتعلق المشهد برجل اعمال ( مليونير ) يقطن في سجن ( خمس نجوم ) وتزكيه الحكومه لقضاء باقي محكوميته كاجازه علاجيه محسوبة المده خارج الاردن بحجة عدم امكانية علاجه فهل تبادر لذهن اصحاب المعالي ( الملهمين ) وسدنة القرار الحكومي وكافة ( زلم الدوله ) كيف ستبدوا سمعة الاردن في قلوب المواطنين وفي الخارج حيال ذلك ؟؟ وهل تبقى للحكومه ادنى مصداقيه وهيبه في قلوب الملايين المطالبين بالاصلاح السياسي ؟؟ , فاذا ارادت الحكومه الحاليه استحداث خدمة ( رجال الاعمال ) للسجناء اسوةً بالملكيه الاردنيه بالنسبه ( للمسافرين ) فما عليها الا تعديل قانون العقوبات النافذ بدلاً من تبريرات وزراء الداخليه والصحه والعدل التي تشكل استخفافاً بعقول الشعب وامتهاناً لمباديء العداله .
لم ينعم علينا وزير الداخليه بالضمانات المعلنه والغير معلنه ( الكافيه بنظره ) التي جعلت الحكومه على ثقه اكيده برجوع خالد شاهين في حال طلبه حينما تفانى في تبرير سفره وبدا وكأنه ( برش على الموت سُكّر ) في محاولات يائسه وعقيمه لخلق القناعات لدى الرأي العام بصدقية قرار الحكومه في حين لم يبقى لدى الرأي العام بعد ذلك اي مبرر مقبول لتصديق الحكومه الحاليه في نيتها الداعيه لتحريك عجلة الاصلاح ومحاربة الفساد المستشري ولا ندري لماذا يتم تغييب وزير الدوله لشؤون الاعلام ( الناطق الرسمي ) قصداً عن جميع المؤتمرات الصحفيه الحكوميه كسؤال مشروع لنا ( وغير بريء ) طبعاً ؟!! .
قضية ( شاهين جيت) وضعت مصداقية الحكومه على المحك فبدت عورتها ولم يكن بمقدور وزير الداخليه مواراتها لافتقاره لاي سبب منطقي يبرر تصرف الحكومه على هذه الكيفيه فاذا اعتبر وزير الداخليه بان احداث الزرقاء ذات صفه ارهابيه فان الرأي العام يرون في نفس الوقت بان تسفير اي سجين على خلفية قضية أمن دوله يعتبر تآمراً على امن الدوله ومساساً بهيبتها واستخفافاً بالدستور الذي يقرر المساواه بين ابناء الشعب وان اية ردة فعل مقبوله شعبياً تقتضي اقالة وزير الداخليه والصحه والعدل وتقديم البعض للمحاكمه بتهمة الاساءه لسمعة الاردن وتقديمها كدوله راعيه للفساد .
Majali78@hotmail.com