وزارة الصحة والوزراء الكرام؟؟؟؟
غريب أمر وزارة الصحة, حتى عندما تقرر القضاء على الفساد- عفوا محاربته فقط فالقضاء علية أمر مستحيل - تبقي الأمر سرا وبين الإدراج مدة طويلة وتخفيه عن الأنظار والإسماع,وكأن الأمر سرا ولا يجوز البوح به,لذلك يبرز السؤال الذي يدور بأذهان الجميع ,إذا كان الأمر إصلاحا فما سبب الإخفاء؟؟؟ كلنا نعرف أن أي وزير يأتي للوزارة هو في الغالب من خارج الوزارة أي بمعنى أوضح ليس من العاملين فيها, وهذه من أهم المصاعب التي تواجه الوزير والموظفين بنفس الوقت,فالوزير القادم للوزارة هو بكل ما لدية من علم وخبرة وذكاء ونظرة ثاقبة ,ينقصه الكثير من المعرفة عن الوزارة بأقسامها ومديرياتها وتفرعاتها وواجباتها الرئيسية والفرعية والتداخلات بينها وبين الوزارات الأخرى والكثير مما لايتسع المجال لذكره هنا لكثرته وتشعبه ,لذلك يبقى الوزير في بداية وزارة حذرا ويقضا ومنتبها ومضطرا للاستماع والاستعانة بمن حوله من المدراء وفي معظمهم من لايعرف الكثير عن الصحة أصلا ليقدم النصيحة الحقيقية والتي تخدم الصالح العام,ومن هنا على الوزير إن يمضي مدة لأتقل عن ستة شهور ليستطيع على الأقل إن يتخذ قرارا لايندم علية كما هو الحال في معظم القرارات التي اتخذها من تولية المنصب ,وعليه ما إن تتعمق معرفة بالوزارة وأمورها حتى نجد حكومة حكومة جديدة تؤدي اليمين إمام الملك,ولتبدأ القصة من جديد مع وزيرا أخر,وعليكم إن تتخيلوا حجم المأساة التي تعانيها الصحة من كثرة الوزراء وبالتالي كثرة القرارات,القرارات التي أصبحنا نسميها باسم الوزير,وأصبح الأمر يتداول بين الموظفين كالطرفة والدعابة,فما إن يخرج وزير بتعديل جديد أو هيكلة للوزارة كما يسموها حتى يأتي أخر لايعجبة التعديل أو الهيكلة ليخرج لنا هيكلة أخرى أجد ,بل إنني اذكر إن احد الوزراء خرج بهيكلة للوزارة عبقرية ولامثيل لها لا مع الأولين ولا مع الآخرين-هذا ما قيل وقتها طبعا-تضمنت إلغاء المديريات بالألوية على أساس خفض النفقات,واذكر تحديدا مديرية صحة الأغوار الجنوبية,الملفت للأمر إن تلك العبقرية التي خرجت علينا بحل وشطب مسمى المديرية لم توجد بديلا لا للاسم ولا للمهمات ولا كيفية التعامل مع كثير من الأمور,منها مثلا اللجان الطبية سواء اللوائية أو المركزية حيث يلزم توقيع مدير الصحة للتصديق عليها,وكون المديرية الجديدة تبعد حوالي مائة وعشرون كيلو مترا ذهابا وإيابا,اقتضى الأمر تجميعها لإرسالها مرة واحدة بالأسبوع .
مثال أخر الأختام الموجودة والتي تحمل اسم المديرية الملغاة أو المشطوبة,والتي أصبحت في حكم المنتهية الصلاحية,وكون أية معاملات تجري ابتداء بالوصفة الطبية والطلبيات الطبية واللوازم والكثير من الأمور التي تتوجب وجود ختم رسمي,
وبدون ذلك الختم لايمكن انجاز شي نهائيا,هنا انتظرنا الإجابة للسؤال
سؤال بقي مدة لأتقل عن سنة كاملة دون إجابة, أتعرفون لماذا لان النظام العبقري الذي الغي المديرية لم يأتي بمسمى بديل على أساسة نستطيع إصدار أختام جديدة بالمسمى الجديد, هنا عليكم إن تتخيلوا حجم الفوضى التي كانت واستمرت مدة طويلة
وقيس هذا الأمر على باقي المديريات بالألوية الأخرى ,هنا يبرز السؤال كيف يمكن لشخص بغض النظر وزيرا كان أم لا إن يغير وزارة بكاملها ويقلبها رأسا على عقب دون مشورة أو مرجعية,فقط لاقناعة بهذا النظام على الرغم من كونه جديد عهد بالوزارة وأمورها وخباياها هذا غيض من فيض وفي جعبتي الكثير مما ساو ردة على شكل حلقات والله الموفق
الدكتور عامر البطوش
20/04/2011