زاد الاردن الاخباري -
أعلن مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، أن بعثة فلسطين بصدد تحضير مذكرات لمجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس الجمعية العامة، لتوثيق وإدانة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها محاولة إحراق كنيسة “الجثمانية” في القدس المحتلة.
وأشار السفير الفلسطيني إلى أن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته بهذا الشأن، على قاعدة القانون الدولي والإنساني، وملاحقة المجرمين الذين يرتكبون هذه الجرائم.
وقال في تصريحات للإذاعة الفلسطينية، حين تطرق للتصويت على قرارات متعلقة بفلسطين خلال الفترة المقبلة، إن تلك العملية “روتينية” وسيتم اعتمادها بنفس الوتيرة السابقة لصالح فلسطين.
وأكد أنه بالرغم من الهجمة الشرسة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على القضية الفلسطينية، إلا أنها لم تغير شيئا من موقف المجتمع الدولي المساند لها، خاصة القضايا السياسية الأساسية والحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا.
وشدد على أن هذه المواقف المساندة “جاءت بفضل الشعب الفلسطيني، والتفافه حول القيادة والتفاف العالم وأصدقاء فلسطين، وحول القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
وكان مستوطن إسرائيلي حاول الجمعة، إحراق كنيسة “الجثمانيّة” قرب جبل الزيتون في القدس المحتلة، قبل أن يحبطها أهالي المنطقة، حيث ذكر شهود عيان أن المستوطن اقتحم الكنيسة التاريخيّة وسكب وقودا وحاول إضرام النيران في بعض المقاعد الموجودة، إلا أن أهالي المنطقة تدخلوا وأفشلوا محاولته.
وهذا المستوطن الإسرائيلي المتطرف هو من سكان القدس، ويبلغ من العمر (49 عامًا)، وحسب تقارير عبرية، فقد قام هذا المستوطن بأعمال مماثلة، فيما تتجه شرطة الاحتلال لإعلان الحادثة بعد اعتقال المستوطن على أنها جنائية وليست إرهابية.
وقد أدانت الرئاسة الفلسطينيّة المحاولة، وطالبت المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وأماكنه المقدسة المسيحية والإسلامية، وحملت الحكومة الإسرائيلية مسؤولية استمرار اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، وقالت: “هذه الاعتداءات المتكررة على الأماكن الدينية المسيحية والإسلامية، دليل على همجية ووحشية المستوطنين، الذين يمارسون الإرهاب بأبشع صوره، تحت بصر وسمع قوات الاحتلال الإسرائيلي”.
كذلك أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس في مدينة القدس المحتلة المطران عطا الله حنا، أن الاعتداء على كنيسة الجثمانية، ومحاولة إحراقها من مستوطن متطرف، “يدل على عقلية عنصرية غاشمة”، وقال: “إن سلطات الاحتلال تتحمل المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة، لأنها تتواجد في منطقة حساسة ومقابلة للمسجد الأقصى ويتواجد بها دائما قوات كبيرة من الشرطة”، محملها أيضا المسؤولية عن الاعتداء والجرائم التي تطال المساجد والكنائس.
وقال إن قيام شابين مقدسيين مسلمين بالدفاع عن الكنيسة وتصديهما لمحاولة حرقها دليل على الوحدة الوطنية الفلسطينية والتسامح الديني.
وأشار إلى أن المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية جيش الاحتلال، ويتطاولون على المقدسات الإسلامية هم أنفسهم الذين يتطاولون أيضا على المقدسات المسيحية ويحاولون إحراقها، مؤكدا أن مدينة القدس الآن في خطر حقيقي نتيجة لما تتعرض له من إجراءات تهدف للقضاء على تاريخها الحضاري.
وناشد حنا الكنائس في مختلف أنحاء العالم بأن تلتفت إلى فلسطين الأرض المقدسة التي ولد بها السيد المسيح عليه السلام، قائلاً: من واجب العالم المسيحي والكنائس أن تنصر هذا الشعب المظلوم.
وقال: “الاحتلال يستهدف الشخصيات والمرجعيات الوطنية والدينية في القدس المحتلة لتهميش الحضور الفلسطيني”، مشيرا إلى أن المستوطنين لديهم “حقد وضغينة” ويعتبرون الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين “حشرات يجب رميهم في البحر”، مؤكدا استمرار الرباط في المدينة والصمود في وجه سلطات الاحتلال.