أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وزير خارجية إسبانيا: نحن لا نبيع أسلحة لإسرائيل إصابتان بنيران مسيرة إسرائيلية بمنطقة المواصي المعارضة السورية تعلن دخولها أول أحياء مدينة حلب الأردن .. مناطق لن تصلها المياه الأسبوع القادم لمدة 72 ساعة غوتيريش: الأمم المتحدة ستواصل التضامن مع الشعب الفلسطيني فيفا يعلن قائمة المرشحين لجوائز (ذا بيست) تراجع مخيف .. هل تعرض مبابي للسحر من بوغبا حقاً؟ الشوبكي يسأل عن ضريبة الكاز تباين‭ ‬في أسعار النفط عالميا الذهب يرتفع عالميا وسط تراجع الدولار الصحة العالمية تحذّر من “نقص حادّ” في المواد الأساسية شمال غزة وكالة الطاقة الذرية: إيران تخطط لتوسع جديد في تخصيب اليورانيوم بريطانيا تتعهد بتقديم 2.5 مليار دولار لصندوق بالبنك الدولي لمساعدة الدول الفقيرة جمعية البنوك: آلية تخفيض الفائدة هي ذاتها المتبعة برفعها الأردن: هل يُمكن أن تتساقط الثلوج بالأيام الأخيرة من الخريف؟ الفاو: الأردن حافظ على معدلات تضخم غذائي منخفضة الأردن .. 49 مليون دينار موازنة وزارة النقل في 2025 قلق إسرائيلي من خطط نتنياهو في غزة بني مصطفى: نعمل لتحسين جودة الحياة للمواطن المعارضة السورية تعلن السيطرة على ريف حلب الغربي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة أحمد ومنذر و شاحنة الدوار

أحمد ومنذر و شاحنة الدوار

21-04-2011 04:39 PM

أحمد الصبيحي، الشرطي المغدور، أزرق العينين، ابن الأمن العام، وضمن مسئولية ابن المجالي، وفي عيوننا هو وإخوانه، اغتالته النيران الصديقة، ويراد لدمه أن يضيع هباءً كالهواء.
منذر، الفتى الوسيم، زرقاوي المنبت، يافع، شاسع الطول والمنطق، صوّرته الجزيرة في مَن صوّرت أثناء تغطيتها لنشامى 15 نيسان الأحرار، واعتقلته العيون الساهرة الكحلاء من حضنه التربوي الأغر، مقيداً، مغبرّاً بعبارات الشتيمة والشماتة، ومديره شارك في المهزلة، قائد العملية التعليمية الهمام.
شاحنة الدوار، زرقاء اللون، تحلق حولها شباب الأردن في مشهد 24 آذار، كأنها قبلتهم، رفعت صوتهم، وظهرت في صورتهم، ثم تحلق حولها البلطجية، وانهالوا عليها كأنها قد دهست لهم عزيزًا، لم يتركوها إلا وهي مقلوبة على جنبها الذي يؤلمها، بعد أن أفسدوا جميع ما فيها.
أحمد ومنذر وشاحنة الدوار، ما كنا لنعرف لهم حكاية لولا الإصرار؛ رفض ذوو أحمد الاعتراف بالرواية الرسمية، رفعوا الصوت، لا ليَرُدُّوا ابنهم، ولكن لِيُرْدُوا من حَرمهم منه وحرمه منهم؛ القاتل المجرم الذي أراد أن يقتل ابنهم مرتين، مرة بإزهاق روحه وأخرى بطمس حقيقة مقتله الأثيم. تعرضوا للابتزاز لكي يصمتوا، لكن هيهات لمثل آل الصبيحي أن يرضوا بالدنيّة، وأن يشاركوا بشهادة زور ضد ابنهم، أنه مات منتحراً! طريقة غبية.
أبو منذر، رأى من ابنه رجولة فائقة، فأبى إلا أن يقال؛ ذاك الشبل من هذا الأسد، وأصرّ أن يظهر قوياً كولده، رفضا التهديد والوعيد إن هما تكلما بكلمة للإعلام أو قاما بنشر الخبر، هذه كانت التعليمات لهما في المخفر، وإلا فإنّ تهمة طعن رجل الأمن " لابسة " وملتصقة بابنه منذر، منذر رأيناه في اعتصام وسط عمان مشهراً عـَلَم الأردن كلاعب أولمبياد، أما الرواية الأمنية فتريده أن يعترف أنه كان يحمل "شبرية"، استطالت من عمان فبلغت بطن رجل أمن في ساحة الزرقاء حيث واقعة السلفية الجهادية! أشد على يدي أبي منذر وأستحلفه بالله العظيم أن لا يتنازل أو يتراخى في تصعيد قصة ابنه على اعتبار أنها قضية وطنية بامتياز، وأنّ الحساب يجب أن يطال الفاعلين كلهم، من مدير المدرسة إلى من يرد ذكره في محضر تقييد منذر في المدرسة أو من أبقاه يومين رهن الاعتقال السخيف.
صاحب شاحنة دوار الداخلية الزرقاء، أراد أن يستعيد جثمان شاحنته المغدورة، بعد كرنفال الانتصار المشترك بين بعض رجال الأمن والبلطجية. قدم له الرسمييون بلباسهم الرسمي في مكان رسمي عرضاً يفوق الخيال؛ نسلمك الشاحنة بشرط أن تـَدّعي على شباب 24 آذار، وتتهمهم بأنهم هم من " طَبَّش " الشاحنة وأفسد لك وسيلتك الوحيدة للترزق وكسب لقمة العيش، تماماً مثل بائع الكعك والشاي الذي فقد عربته بتهمة تقديم التموين اللازم لأصحاب الأجندة الخارجية! صاحب الشاحنة وصاحب العربة رفضا أن يبصقا على جرحهما، وطلبا العوض من الكريم، الله رب العالمين.
هذه المنهجية الكريهة في طمس الحقائق وتزويرها، هل هي محصورة في القصص الثلاثة أعلاه؟ أحمد ومنذر وشاحنة الدوار؟ لا أعتقد، هؤلاء الثلاث ضحايا يشتركون في أمرين؛ الأول أنّ الفاعل واحد، والثاني أنهم رفضوا الرضوخ والتخويف والتنازل عن حقهم، فعرفنا قصتهم، لكن ربما مثلهم عشرات أو مئات من المواطنين الشرفاء، الذين لم يستطيعوا الصمود أمام الضغوط النفسية والجسدية فتنازلوا عن حقهم وقبلوا أن تُقَيَّد مظلمتهم ضد مجهول بدلاً من أن تُقَيَّد ضدهم، فآثروا الانسحاب.
لا يضيع حق وراءه مُطَالِب، من يدّعي الانتماء وحب الوطن والذود عن مصالحه العليا، أدعوه للتضامن مع الثلاثة الأبطال، وأن يتبنى قضيتهم، ولا يتقاعس في المطالبة بمعاقبة الفاعل ( أو الفاعلين )، وإلا فقد تشربُ من نفس الكأس، وتكونَ عنوانَ مقالي القادم؛ "أنت وحَمَد وصاحب القُوّار".
م. جمال أحمد راتب





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع