زاد الاردن الاخباري -
يُقال إنّ الحلم في حدّ ذاته هو حق مشروع.
بناءً على ذلك، هل يمكن للمرأة العربية ان تصبح رئيسة جمهورية، بعد أن أصبحت سفيرة ووزيرة؟
علماً بأنّ الأدوار، التي تقوم بها داخل بيتها وأسرتها، لا تَقلّ أهمية ولا تشريفاً عن تَولّي رئاسة دولة.
- ملهمة وخلاقة:
الفريق الأوّل من السيدات، يرى أن تطلُّع المرأة العربية إلى أعلى مستويات المسؤولية وصنع القرار، لم يعُد حلماً، بل يجب التعامل معه بإعتباره حقاً مشروعاً سبقتها إليه شخصيات نسائية بارزة، تركت بصماتها على صفحات التاريخ، ما يؤكد أنّ المرأة في المجتمعات العربية سبقت عصرها بمراحل، وأثبتت أنها جديرة بما وصلت إليه من مناصب رفيعة. من صاحبات هذا الرأي، سفيرة ذوي الإحتياجات الخاصة، هدى العلي، التي تؤكد أن طموح المرأة العربية ليس له سقف مُحدّد"، لافتة إلى أنّ "الإنجازات التي حققتها المرأة العربية على أرض الواقع، تمنحها حق التطلّع إلى تَولّي سدّة الرئاسة، خصوصاً، أنّ التاريخ عرف ملكات سبقنها إلى هذا المجال، مثل ملكة سبأ وشجرة الدر، وغيرهنّ من النساء اللواتي أثبتن أنّ المرأة العربية ذكية وخلاّقة، وقادرة على صنع المعجزات متى ما توافر لها المناخ المناسب". وفي سياق متّصل، تشير العلي إلى أنّ "المرأة العربية لا تشعر بأنّها أقلّ شأناً من المرأة في الدول الغربية، لاسيّما في وجود إحصاءات عديدة تؤكد تفوّقها على الرجل في كثير من المجالات".
- حق:
من ناحيتها، تؤكد ماجدة جميل (موظفة)، "أنّ من حق المرأة العربية أن تطمَح بالوصول إلى أرفع المناصب". وهي ترى أنّ "هذا الطموح هو نتاج طبيعي للتحولات الجذرية التي تشهدها المجتمعات العربية، التي جعلتها أكثر تقديراً وترحيباً بأدوار أخرى للمرأة عدا عن دورها الطبيعي كزوجة وأُم". وتدعو جميل المرأة العربية إلى "استنهاض همّتها وتكثيف جهودها في سبيل إستثمار هذا التحول الإيجابي، وترجمته على أرض الواقع، في صورة مشاركة فاعلة وإنجازات حقيقية في مختلف الميادين". تضيف: "بما أننا نتحدث عن تولي المرأة العربية منصب الرئاسة، فلا أعتقد أنّ هناك عائقاً فعلياً يمكن أن يحول دون تحقُّق ذلك، على الأقل من ناحية المرأة، في حال أرادت هي ذلك بالفعل".
- إنجازات ونجاحات:
"وصول المرأة العربية إلى مراكز صناعة القرار لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة إنجازات ونجاحات حقّقتها المرأة على مدى سنوات طويلة"، حسب ما تقول الإعلامية، منى سليمان السويدي، التي ثمّنت عمل المرأة كقاضية وطبيبة ومجنّدة وسفيرة ووزيرة، "الأمر الذي يؤكد قدرتها على الوصول إلى كرسي الرئاسة" بحسب ما تقول. من جانب آخر، تشير السويدي إلى أن "نظرة العالم إلى المرأة تغيّرت خلال المئة سنة الأخيرة، حيث أصبحت أكثر تقبّلاً لفكرة المرأة الرئيسة". تقول: "صحيح أنّ هذه النظرة لم تصل إلى العالم العربي بعد، إلا أنها في حالة مَدّ مُتزايدة نحو مجتمعات لا تزال تنظر إلى المرأة الرئيسة بشيء من الشك".
- الرأي الآخر:
على الرغم من الإعتراف والتقدير، الذي حظيت به المرأة العربية، في ما يتعلق بقُدراتها وإمكاناتها التي لم تعُد موضع شك، غير أنّ البعض يرى أن تطلّعها إلى الوصول إلى كرسي الرئاسة هو أمر صعب المنال. وفي هذا السياق، تؤكد مصممة المجوهرات منى المنصوري، أنّ "المرأة العربية أثبتت وجودها بجدارة في جميع الميادين، غير أن وصولها إلى سدة الرئاسة يبدو أمراً غير متوقَّع لأسباب عديدة، أوّلها وأكثرها أهمية على الإطلاق، أنّ المرأة العربية متمسكة بأدوارها الإجتماعية التقليدية كأُم وزوجة، وتعتبرها هي الأساس، وهي وإن كانت قد خرجت إلى العمل، فهي تصنّف عملها في المرتبة الثانية دائماً، ضمن مهام أولوياتها بعد كونها أماً وزوجة". وتخلص المنصوري، إلى أنّ "العائق الذي يحول بين المرأة العربية وهذا الحلم، لا يرتبط بما تملك من مهارات وإمكانات، بقدر إرتباطه بحقيقة أن تولي المناصب الرفيعة يستوجب تفرّغاً كاملاً، وإستحواذاً تاماً على الفكر والجهد، وكلاهما عسير المنال في وجود مسؤوليات وأطراف أخرى، تستقطب وقت المرأة العربية وتفكيرها".
- الرجل هو العائق:
من ناحيتها، تؤكد سيدة الأعمال إنصاف العبد الله، أنّ "المرأة العربية قادرة ومؤهلة لتولي أرفع المناصب، بدليل النجاحات والإنجازات التي تحققها كل يوم في مختلف المجالات، ومشاركتها الفاعلة والمشرقة في مختلف مستويات وميادين صنع القرار". تضيف العبد الله: "صحيح أنّ المرأة العربية أثبتت كفاءَتها، من خلال نجاحها في شغل كثير من المناصب الرفيعة، إذ أصبحت وزيرة وسفيرة وقاضية. إلا أن وصولها إلى سدة الرئاسة يبقى حلماً صعب المنال، ليس لعيب فيها، إنّما لأنّ الرجل لا يسمح لها بذلك. فالرجل العربي لا يزال ينظر إلى تولي المناصب الرفيعة بمقياس الذكر والأنثى". تقول: "إلى حين قيام الرجل العربي بمراجعة أسلوب تفكيره، وتعديل هذه النظرة القائمة على تمييز غير منطقي، عدا عن كونه مُجحفاً في حق المرأة، يبقى الرجال أصحاب تلك النظرة، هم العقبة التي تقف في طريق تحقيق هذا الحلم".
- مجتمع ذكوري:
وتشير الكاتبة الشيماء خالد، إلى أنّ "المرأة تتقدّم وتتطور بسرعة فائقة"، غير إنها تقول، إنها لا تتوقع أن تصل المرأة العربية يوماً ما إلى منصب رئاسة دولة، ذلك لأنها ترى أنّه "حتى مع التسليم جدلاً، بأن لدى المرأة خبرات ومهارات وأدوات تؤهلها لتولي هذا المنصب، فلا شك في أن هناك أكثر من رجل لديه مهارات مماثلة، وإذا وُضع الاثنان في موضع مقارنة، بهدف إختيار أيهما يتولى هذا المنصب، فلا شك في أنّ الرجل سيحظى بقبول وتأييد مجتمَعي أكبر". تقول: "إلى حين ظهور المرأة الـ"سوبر"، التي تتفوق على الرجل في المهارات والإمكانات، يبقى موضوع تولي المرأة العربية منصب الرئاسة مجرّد حلم بعيد إنّ لم يكن صعب المنال".
- لا تصلح:
بدورها، تؤكد منى الدهب "مُعدَّدة برامج"، أنّ "حلم المرأة العربية بالوصول إلى سدة الرئاسة حق مشروع وطموح جائز، خصوصاً أنّ مشاركات المرأة في مختلف الميادين أصبحت ذات ثقل لا يصح تجاهله". إلا أنّ الدهب تعود لتستدرك قائلة: "على الرغم من ذلك فهناك مَن يرى أنّ المرأة ربّما تكون ليست مؤهلة من الناحية النفسية، لتحمُّل مسؤولية ضخمة في حجم رئاسة دولة". تضيف: "أنا أتفق مع هؤلاء بشأن وجهة نظرهم تلك، ذلك أن أسلوب تفكير المرأة يميل إلى أن يأخذ منحى إنفعالياً مرتبطاً بالإنطباعات والمشاعر، أكثر من إرتباطاً بالمنطق والعقلانية، ومن البديهي أن هذا النوع من التفكير، لا يصلح للقيام بمسؤوليات الرئاسة".
- مجال غير جاذب:
من جانب آخر، تقول مصممة المجوهرات عزة القبيسي: "لقد اعتادت المرأة العربية النظر إلى ميدان العمل السياسي عموماً، بإعتباره مجالاً غير جاذب"، لافتة إلى أنّه "بغض النظر عمّا إذا كانت هذه النظرة صائبة أم لا، إلا أنها وراء تفضيل المرأة المشاركة في العمل السياسي بأدوار أخرى، مثل العمل كسفيرة، أو وزير، أو برلمانية". وتشير القبيسي، إلى أنّ "المرأة، وعلى الرغم من عدم إنجذابها إلى ميدان العمل السياسي، إلا أنها أثبتت للجميع أنها صاحبة رؤية ثاقبة وهمّة عالية وقدرة فائقة على الإنجاز والإسهام في ميادين التنمية كافة". تقول: "لذا، نتمنّى أن تتواصل برامج التمكين كافّة، الخاصة بالمرأة، وأن تتضافر الجهود في سبيل تذليل العقبات التي يمكن أن تعترض طريقها".
- المجتمع متهم:
وتضم الشاعرة نجاة فارس صوتها إلى الأصوات، التي اعتبرت أنّ وصول المرأة العربية يوماً ما إلى منصب الرئاسة، يُعتبر من الأمنيات مستحيلة التحقيق، لافتة إلى أنّ "المجتمعات العربية، مازالت حتى الآن لا تثق بمهارات وكفاءات المرأة، بما يكفي تَولّي كثير من المناصب الحسّاسة". إلا أن فارس لا تعفي المرأة من المسؤولية، فهي تأخذ على المرأة العربية أنها "لا تعمل على تطوير مهاراتها بالدرجة التي تؤهلها إلى هذا المنصب، وربّما يعود ذلك إلى محدوديّة طموحها وعدم تطلعها إلى تولي أدوار غير تقليدية". تستطرد لافتة، إلى أنّ "المرأة العربية درجت على أن تهتم بالأسرة والبيت، أكثر من إهتمامها بالعمل".
- ملكة:
"إنّها ملكة بالفعل، ولكن داخل بيتها" بهذه العبارة، تُعبّر سلوى سيسي، (موظفة) عن رأيها، وتتابع قائلة: "صحيح أنّ المرأة العربية، والمسلمة على وجه الخصوص، تتمتع بحقوق ومزايا مساوية لتلك التي يتمتع بها الرجل، لكن فكرة أن تتولى منصب رئيسة دولة، تبدو غير مستساغة من جانب مجتمع، اعتاد أن يدلّل المرأة وأن يعاملها بإعتبارها كائناً رقيقاً وحسّاساً، وفي حاجة مستمرة إلى العناية والرعاية من جانب الرجل". تقول: "صحيح أنّ هذه النظرة قد يحلو للبعض تفسيرها، على أنها تقليل من شأن المرأة ونقصان من أهليتها وكفاءَتها، إلا أنها في واقع الأمر تُعلي من شأنها وترفع من قيمتها، وتضمن لها معاملة خاصة ومزايا عديدة داخل بيتها وأسرتها ومجتمعها ووطنها، ربّما تفوق تلك التي تحصل عليها رئيسات الدول".
- أقوى من الرجل:
إستناداً إلى ما تَقدَّم من آراء ووجهات نظر، هل المرأة العربية مؤهلة نفسياً وبيولوجيا لتكون رئيسة دولة؟ تؤكد أخصائية الطب النفسي، الدكتورة دوللي حبال، أنّ "التكوين البيولوجي والسيكولوجي للمرأة، يسمح لها بأن تكون قائدة بكل ما تحمل الكلمة من مَعانٍ". وتشير إلى أنّه "وبحسب النظريات الحديثة، فإنّ التكوين الدماغي للمرأة، يسمح لها بأن تكون متعدّدة المهام، أي أنّها قادرة على عمل مهام عديدة، أو أشياء، في آن واحد، بينما نجد الرجل على العكس من ذلك تماماً، إذ إنّه لا يستطيع التعامل إلا مع مهمة واحدة، وعندما ينتهي منها ينتقل إلى الأخرى". تضيف: "هذا من الناحية البيولوجية. أمّا من الناحية السيكولوجية، فالمرأة تستطيع أن تجمَع بين صفات الحنان والأنوثة، وأن تكون في الوقت ذاته إمرأة خارقة تؤكد ذاتها في مواقف عديدة، وهذا لا يعني مطلقاً أنها مسترجلة، أو فاقدة لأنوثتها". وفي سياق متصل، تؤكد د. دوللي أنّ "الواقع المعيش، أثبت أنّ المرأة تتميّز بالمهارات والقدرات اللازمة كافّة، لتحمّل المسؤوليات على انواعها، بما في ذلك مسؤوليات العمل السياسي. والدليل على ذلك وجود كثير من التجارب الناجحة على مستوى العالم، ومن الأمثلة على ذلك: وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون، التي هي أُم وزوجة قبل ان تكون قائدة سياسية، ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر، ورئيسة وزراء الهند الراحلة أنديرا غاندي، ورئيسة وزراء باكستان الراحلة بنازير بوتو".