زاد الاردن الاخباري -
د. سمر الشديفات - أكد رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور فواز العبدالحق الزبون خلال المجلس العلمي لطلبة دكتوراه اللغة العربية في مساق "الأدب والعلوم الإنسانية" أهمية الاستفادة من تقاطع وتداخل العلوم المختلفة خاصة علوم اللغة والأدب والعلوم الأخرى من العلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية والهندسة والطب وغيرها في التدريس وإجراء البحوث وإعداد أطروحات الدكتورة ورسائل الماجستير.
ودعا خلال المجلس العلمي للمساق الذي يستضيف نخبة من العلماء في شتى العلوم وبادر بعقده الأستاذ الدكتور عمر فجاوي إلى تقديم أطروحات دكتوراه ترتكز على الدراسات المتداخلة في التخصصات والدراسات المتعددة التخصصات فهي أرضية خصبة للإضافات المعرفية والعلمية مؤكداً أن العلاقة التداخلية والتكاملية هي السمة البارزة والغالبة الحديثة في مختلف العلوم، وأضاف أن تسير ضمن أرض بكر.
وأكد أن برنامج الدكتوراه في اللغة العربية في الجامعة الهاشمية سبّاق في تنفيذ هذه الفكرة الإبداعية مشيراً إلى أن المعارف والعلوم ليست جزرًا معزولة بل كل العلوم تتكامل بهدف خدمة الإنسان وتحقيق أهدافه وطموحاته والوصول بالبحوث إلى آفاق رحبة.
وتحدث الدكتور الزبون في المجلس العلمي حول دور التخطيط اللغوي في خدمة اللغة العربية والنهوض بها موضحا أن لتخطيط اللغوي الذي بدأ استخدامه العام 1957 يُعدُ فرعًا من علوم اللغويات الاجتماعية التي تعنى بدراسة علاقة اللغة بالمجتمع ومدى تأثر كل منهما بالآخر. وأضاف أن علم التخطيط اللغوي هو نتاج تضافر جهود علماء الاجتماع، والتربية، والإنسان، والاقتصاد، واللغة، والسياسة، فهو علم يقوم على نظام تكاملي (Interdisciplinary) تشترك فيه جل العلوم الإنسانية، لأنه يتعامل مع اللغة، واللغة إرث الجميع وليست ملكاً لأحد، وهكذا فلا بدّ من تضافر علوم شتى وتعاونها لإنجاح مهمات المخطط اللغوي.
وناقش الدكتور الزبون مع طلبة الدكتوراه التحديات التي تواجه العربية من تنافس اللغات الأجنبية وظهور لهجات محلية محكية تستعمل للتداول اليومي، وظهور اللهجات الهجين، و الاتجاهات السلبية نحو استعمال العربية الفصيحة في التخاطب اليومي وفي مختلف المجالات المختلفة، وانصراف الشباب إلى اللهجات الهجين واللهجات المحلية وعدم تفضيلهم للعربية الفصيحة، وعسر مناهج اللغة العربية في المدارس.
وحول دور التخطيط اللغوي في خدمة اللغة العربية قال إن اللغة العربية مصدر رئيس من مصادر الدخل القومي ومقومات وجود الأمة العربية الإسلامية، وأن السياسة اللغوية العربية تقدر عالياً دور اللغات الأجنبية لا طغيانها على اللغة العربية وأنها في وضع تكاملي لا تنافسي. وأكد إن العربية لغة وجود ورمز هوية وعامل توحيد ولغة تخاطب عالمي وأن قوة شخصية الفرد من قوة لغته.
وأشار إلى أنه بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف الثامن عشر من الشهر الجاري مستدركا ان كل الأيام للعربية؛ فيجب علينا أن نعظم العربية في النفوس وتقدم العربية وعلومها بطريقة يسره وسهلة وبلغة واضحة حديثة معاصرة قريبة إلى قلوب طلبتنا، لتأخذ من قلوبهم مكاناً ومن فكرهم حيزاً، وأن من ملك العربية ملك خيراً كثيراً.
وقال الدكتور الزبون إن التخطيط للغة هو التخطيط للجميع وإذا أردت تخطيطاً لغوياً ناجحاً فعليك بالتخطيط لكل المجتمع، فإذا أحكمت هذه الخطة الإستراتيجية وتسلّحت بالإدارة الرشيدة والإلمام بعلم التسويق وآلية صنع القرارات ورافقتها إدارة السياسيين، فإن المشروع النهضوي سوف يكتب له النجاح، كما نجحت تجارب التخطيط اللغوي في البلاد المختلفة.
وقال الأستاذ الدكتور عمر فجاوي أستاذ الأدب في الجامعة/أستاذ مساق "الأدب والعلوم الإنسانية" لطلبة الدكتوراه أننا بادرنا بعقد هذا المجلس العلمي في هذا المساق للوصول إلى التكامل المعرفي فقد استضفنا في كل مجلس علمي علمًا وعالمًا في تخصصه وكنا نحرص على أن الضيف ذا معرفة واهتمام.
وأوضح الدكتور الفجاوي ضرورة أن ينفتح الأستاذ الجامعي على التخصصات الأخرى التي تزيد في غناء بحثه العلمي، فقدماء العلماء العرب أبدعوا في التكامل المعرفي فكثيرًا من علمائنا في العلوم كلها كانوا قد أتقنوا علوم عصرهم وربما صنفّوا فيها المصنفات فلم يكون يحصرون أنفسهم في سياق واحد بل سياق شامل واسع منفتح.
وفي نهاية المجلس دار نقاش موسع مع طلبة الدكتوراه حول ما تضمنه المجلس من أفكار وأطروحات.