لقد حرصت المملكة الأردنية الهاشمية –منذ زمن بعيد- على إبراز الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام الحنيف، وذلك ببيان سماحة الإسلام وخصائصه ومميزاته، وإظهار عدله واعتداله، والتأكيد على رحمته، وأهليته لإصلاح البشرية والنهوض بها.
كما وحرصت المملكة الأردنية الهاشمية على وقف التجنّي على الإسلام، ورد الهجمات والافتراءات عنه وذلك من خلال الوسائل التالية:
1. الرد على الافتراءات والاتهامات بالحجج والبراهين العقلية والتاريخية والشرعية.
2. مخاطبة الآخر بلغته والتحاور معه، وكشف شبهاته حول الإسلام، على أساس من الاحترام المتبادل، والحوار الهادئ المثمر.
3. ضبط النفس وعدم الوقوع في شرك الاستفزاز وردود الأفعال، والعواطف العاصفة.
4. الصبر على ذلك، وطول المدى، وسعة الأفق، وعدم اليأس.
5. فهم عقلية الآخر، ودراسة ثقافته، ومعرفة حاجاته، ومحاولة الاستفادة من ذلك في طرح الإسلام والكشف عن حقيقته المشرقة.
6. الالتزام بخط الاعتدال والوسطية، وعدم الإفراط أو التفريط أو الذوبان.
تبنت المملكة الأردنية الهاشمية هذا النهج المبارك، وامتازت به، وذلك بحكم المسؤولية الروحية والتاريخية والشرعية الموروثة التي تحملها القيادة الهاشمية الموصولة بالنبي الهاشمي الأمين محمد بن عبد الله –صلى الله عليه وسلم-.
وقد ابتدأ هذا النهج المبارك جلالة الملك الحسين بن طلال –رحمه الله رحمة واسعة- وذلك من خلال الجهود الحثيثة، التي بذلها جلالته في هذا المضمار الصعب على مدى خمسة عقود ماضية.
ثم واصل ذلك من بعده، بكل عزم وتصميم وإيمان وشجاعة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين –وفقه الله ورعاه- منذ أن تسلّم الراية وذلك خدمة للإسلام الحنيف ودفاعاً عن أتباعه في مشارق الأرض ومغاربها.
ولقد حرص جلالته –حفظه الله- على وحدة الأمة، وتعزيز التضامن والتعاون بين المسلمين جميعا. وذلك درءاً لتهميشهم أو عزلهم عن حركة المجتمع الإنساني الذي يشكّلون خُمُسَه.
ومؤكدا جلالته في كل المحافل والميادين على أهمية دور المسلمين في بناء الحضارة الإنسانية، والمشاركة في تقدمها والنهوض بها في هذا العصر.
واصل جلالته –حفظه الله ورعاه- هذا النهج المبارك بعمل دؤوب وجهد موصول، وذلك لإيمانه الراسخ بالإسلام ومبادئه، وثقته بهذه الأمة الإسلامية وحضارتها الرائدة العظيمة.
حيث قام جلالته بزيارات وجولات لكثير من البلاد والأمصار مبيِّناً بكل ثقة وشجاعة سماحة الإسلام وحقيقته المشرقة الناصعة.
وهكذا شارك جلالته في مؤتمرات وندوات ومحاضرات عالمية يصارح فيها الإنسانية كلها بحقيقة الإسلام المشرقة، وصورته السمحة المعتدلة، ومنافحاً عن هذه الأمة الحرّة الكريمة، ومبيناً براءة الإسلام من الإرهاب والإجرام وكاشفاً للأباطيل والافتراءات التي تثار حول الإسلام وأتباعه.
وهذا غيض من فيض والحقيقة أكبر من ذلك فجزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين.
أفلا يحق لنا بعد ذلك نحن الأردنيين الأحرار أن نفتخر بهذه القيادة الهاشمية الراشدة والحكيمة؟
ألا يحق لناأن نلتف جميعا حول ولي أمرنا جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله وأيده بنصره؟
ما يمكن أن أقوله هنا أيه الأردنيون الأحرار أنَّ إسلامناالحنيف,وأخلاقنا الكريمة يجب أن تجعل منا ناصرين لوليّ أمرنا,وملتفين حوله,وناصحين له,ومخلصين لهذه القيادة الحكيمة الكريمة,ونحن كذلك بحمد الله تعالى.
ألا فليهنأ الأردنيون الأحرار بهذه القيادة التي لا نظير لها اليوم على وجه الأرض,وستعلمون أيها الأردنيون الأكارم ما أقول لكم ولو بعد حين,وأفوض أمري إلى الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين.