أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بحث التعاون بين وزارة الشباب وسلطة العقبة الخاصة بتوجيهات ملكية .. العيسوي يستقبل الحاجة وضحى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي الى 44,363 شهيدًا و105,070 إصابة الغاء فعاليات ثقافية وفنية بمهرجان الزيتون مشعل رمزي يعلن نفسه “ملك جمال الأردن الجديد” بعد رحيل أيمن العلي إصابة 9 إسرائيليين في إطلاق نار قرب مستوطنة أرئيل بالضفة الاوقاف تنتقد الاستهزاء من الدعوة لصلاة الاستستقاء استقالة وزيرة النقل البريطانية بعد الكشف عن إدانتها في قضية احتيال وفاة طفلتين وسيدة أمام مخبز بغزة بسبب الازدحامات وزير خارجية إسبانيا: نحن لا نبيع أسلحة لإسرائيل إصابتان بنيران مسيرة إسرائيلية بمنطقة المواصي المعارضة السورية تعلن دخولها أول أحياء مدينة حلب الأردن .. مناطق لن تصلها المياه الأسبوع القادم لمدة 72 ساعة غوتيريش: الأمم المتحدة ستواصل التضامن مع الشعب الفلسطيني فيفا يعلن قائمة المرشحين لجوائز (ذا بيست) تراجع مخيف .. هل تعرض مبابي للسحر من بوغبا حقاً؟ الشوبكي يسأل عن ضريبة الكاز تباين‭ ‬في أسعار النفط عالميا الذهب يرتفع عالميا وسط تراجع الدولار الصحة العالمية تحذّر من “نقص حادّ” في المواد الأساسية شمال غزة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الوحدة الوطنية،،،في الحوار الوطني

الوحدة الوطنية،،،في الحوار الوطني

23-04-2011 11:28 PM

الوحدة الوطنية ،،، في الحوار الوطني

د.بسام البطوش*
في ظل ما تشهده البلاد من حراك سياسي كبير انفتح الحديث على المستوى الوطني حول مجمل القضايا الوطنية في جوانبها المختلفة،سعيا لتحقيق توافق وطني عام حول برنامج وطني للاصلاح يقود البلاد نحو آفاق جديدة، وفي ثنايا هذا الحراك تظهر مسألة الوحدة الوطنية وما يتصل بها من مخاوف حول الهوية الوطنية الأردنية والدولة البديلة والوطن البديل في خلفية المشهد، إن لم تكن ظاهرة في مقدمته بشكل دائم .
ونجد مسألة صون الوحدة الوطنية،والمخاوف من مؤامرة الوطن البديل مثارة بقوة في زحمة الحراك السياسي ،فبعد الاعلان عن مباديء ما يسمى حركة 24 آذار وخاصة فيما يتصل بمسألة إعادة بناء المشهد السياسي الأردني القادم وفقا لمعيار الكثافة السكانية،ونجدها مثارة بقوة عند تحليل مضمون مايسمى المبادرة الوطنية الساعية لتحقيق الملكية الدستورية مقترنة بإعادة بناء الشراكة الأردنية- الفلسطينية على أسس جديدة ! كما نجدها مثارة عند محاولة تصنيف المواقف السياسية والمطلبية للقوى والتيارات الحزبية الناشطة على الساحة الأردنية،كما في مسألة تصنيف ارتباطات هذه التيارات والتدقيق في مرجعياتها ،كما أثيرت مسألة الوحدة الوطنية بعد محاولات البعض "اختطاف المخيمات " بحسب تعبير الصديق ماهر أبو طير، عبر محاولات مجنونة لتوريط المخيمات في معركة لا ناقة لها فيها ولا جمل، والمثال "التكفيري الجهادي" في الزرقاء ،ومحاولة إعادة إنتاج المشهد في مخيم البقعة مازال ماثلا في الأذهان . والمسألة مثارة اليوم في خلفية عملية الحوار الوطني، وما ستنتجه من قوانين متعلقة بصلب الحياة السياسية ؛كقانوني الانتخابات والأحزاب،وما يتصل بمجمل العملية الاصلاحية المنشودة.
الحراك الوطني العام كشف أن البعض فقد بوصلته،وأن البعض غرق في التفاصيل، وأن أناسا انغمسوا في حالة من الجدل العقيم ،وأن البعض راح ينبش في ملفات تفوح منها رائحة الكراهية، وأن البعض بدأت نفسه تحدثه بالاستقواء لنيل مكاسب وتحقيق صفقات! كما أن البعض صدمنا بافتقاده لأبجديات الخطاب السياسي والاعلامي وهو يتصدى للقضايا الوطنية عالية الحساسية،كما ثبت بالوجه القاطع أن شعبنا بمنابته وأصوله ومكوناته كلها كان أكثر وعيا من النخب السياسية والفكرية والثقافية المؤهلة للمقايضات في بعض اللحظات.وأثبت شعبنا بكل تلاوينه حرصه على أمن البلد واستقراره، وتشكلت قاعدة وطنية عريضة بمقدار رفضها للاستقواء والعبث والتقليد الثوري الأعمى، فإنها تتطلع الى اصلاح شامل يسهم بداية في اجتثاث الفساد والمفسدين.
وفي الأحوال كلها، فإن حماية الوحدة الوطنية ومقاومة الوطن البديل بحاجة لبرنامج وطني وحالة من التوافق الرسمي والشعبي،ومن المؤكد أن الدفاع عن الهوية الوطنية الأردنية شيء مختلف تماما عن العبث بالنسيج الوطني الأردني،وإذا كان التكوين السياسي والاجتماعي والاقتصادي الأردني هو نتاج لظروف فرضت علينا جميعا؛فينبغي أن نعرف اليوم كيف نتعامل مع هذه المعادلات القائمة بوعي، وكيف نمنع الظروف الراهنة والمستقبلية من فرض وقائع جديدة، ضارة بالمصلحة الوطنية،هذا هو بيت القصيد فيما أعتقد،وهذا هو جوهر البرنامج الوطني المنشود.
وإذا ما اتفقنا بأن مؤامرة الوطن البديل هي حلم صهيوني بحت لم يطرحه ولم يؤمن به الفلسطينيون ولا يتحملون وزره،ولا يرتضونه،علينا أن نتساءل كيف يمكن للأردنيين جميعا من كافة المنابت والأصول أن يتكاتفوا لإسقاط المؤامرة ،وكيف ينجحون في بناء الهوية الوطنية الأردنية الجامعة؟ وكيف للأردنيين جميعا أن يشتقوا برنامجا يواجه هذه المؤامرة دون حساسيات تتسبب بانشقاق داخلي ؟! وكيف يتمكن الأردنيون جميعا من إنجاز عملية اصلاحية وطنية بعيدا عن الفرز على أساس من موضوعة المنابت والأصول، ودون التورط في جريمة التشكيك في النوايا والخبايا؟! والسؤال الأهم؛ ما هو السبيل الذي يعين الدولة الأردنية على تعزيز المواطنة وتحقيق متطلباتها في ظل حالة اللاحسم في مسألة الهوية؟!!
علينا أن ندرك بأن هناك حالة من الخصوصية في العلاقة بين الشعبين الأردني والفلسطيني، وهذه الخصوصية هي التي تجعل الفلسطيني في الأردن يستهجن بشاعة السياسات العنصرية التي يذوق الفلسطينيون ويلاتها في دنيا العرب! وهذه الخصوصية هي التي تسمح للأردني من أصول فلسطينية أن يحمل في قلبه وعقله ووجدانه الهوية الفلسطينية،وأن يحمل في عقله وقلبه ووجدانه الهوية الأردنية،في اللحظة نفسها، ولو بحثنا في كل القواميس السياسية والدستورية والقانونية عن تعريف لهذه الحالة الفريدة لما وجدنا ! وهذه الخصوصية لا يمكن التعاطي معها الا وفقا لرؤى ومقاربات خاصة وخاصة جدا،وفي ظني أن كثيرا ممن يتسيدون المشهد السياسي الأردني اليوم لا يتقنون فهم مثل هذه الرؤى أو صياغة مثل هذه المقاربات! وللأسف فإن من كنا نظن انهم الأكثر حرصا على الوحدة الوطنية خانتهم اللغة الحماسية في اللحظة الحاسمة!
نحن اليوم بحاجة لاعادة تعريف مفاهيم أساسية في العمل الوطني والسياسي ،وفك رموز رسائل مشفرة تحط دون سابق استئذان في تجاويف أرواحنا وضمائرنا قبل أن تحط في صناديق بريدنا! نحن اليوم بحاجة لحكمة الحكماء، وعقلانية العقلاء، واخلاص المخلصين،ونحن مطالبون بالالتفاف حول الثوابت الأساسية الواردة في الرسائل الملكية التي عبر عنها جلالة الملك خلال زيارته لمخيم الوحدات، وكذلك المعاني والدلالات التي تضمنها خطاب دولة الرئيس في مخيم البقعة، وأجد أن من حقنا جميعا أن نتطلع إلى حالة من الحوار الوطني التوافقي الرصين تشهدها لجنة الحوار الوطني حول مسألة حماية الوحدة الوطنية،وحماية الأردن من مخاطر الوطن البديل كسلة واحدة متكاملة،ومن حقنا أن نأمل من لجنة الحوار أن تفيد من خلاصات لجنة الميثاق الوطني حول العلاقة الأردنية- الفلسطينية، وأن تنتج صيغة إصلاحية وطنية توافقية تحفظ علينا سلامة وطننا ووحدة مجتمعنا،وبالشكل الذي يجعل تناقضنا الأساس مع المؤامرة الصهيونية،ويجمعنا على كلمة سواء،وينظمنا في صف وطني موحد يحمي الأردن ويدافع عن فلسطين، ويحفظ حق العودة، ويرفض الانعزالية والمحاصصة والاستقواء،ويجعل من مجمل القوانين والتعديلات الدستورية المقترحة تصب في نهر التراص المجتمعي،والتماسك الوطني،وبما يوجه الجهد الوطني العام لإسناد الرؤى الملكية للتصدي للتحديات الكبرى التي تواجه الوطن؛وتؤهلنا للعبور بالأردن من هذه اللحظة الحرجة بأقل الخسائر وأعظم المكاسب والمنجزات،وقديما علمنا الكبار أن الأوطان تبنى بحكمة العقود والقرون، لكنها تهدم لا قدر الله بطيش الدقائق والساعات !!
*استاذ التاريخ المعاصر بجامعة الزرقاء





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع