قانونيا،يعاقب كل من يحرق العلم الأردني،ويشهر به على رؤوس الأشهاد،كونه اقترف أمراً عظيما.
في غضون توالي الأحداث،يترك من يحرق الأردن قلبا وعقلا، طلقاء، من غير سؤال، يترك من يسرق البلد إرضاء لنزواته وشهواته، وتعظيما لثروته وسطوته.
القانون يقول:إن كل من يهدد كيان الدولة يخضع للعقاب،لكن لما يطبق القانون على الأمور البسيطة،ويصاب بالخرس عند الأمور العظيمة.لصالح من يحابي القانون،ويفرق بين هذا وذلك.
منطق القول،ينبئنا أن تصرف الثاني أعظم وأكثر كارثية من تصرف الأول،حرق العلم تصرف خطئ قد ينتج بسبب ضغط نفسي لا يمكن إخراجه الا بإشعال النار بقطعة قماش تمثل له سببا للفت الانتباه الى قضيته التي يراها مشروعة.
النتيجة،بهدلة ومسح الأرض بكرامة من يقوم بهذا الفعل،بل قد يتعرض لصنوف شتى من الحرب الموجهة ضده نفسيا وجسديا.
فعل من يحرق العلم الأردني يلقى تنديدا واستنكارا من عموم الشعب،كون التصرف سيئ أخلاقيا وقانونيا،لذا لابد من إسقاط أشد العقاب على الفاعل.
لكن،في الصورة الثانية يترك الفاعل"الحرامية"،ويبقى المفعول به"الاردن"يعاني الأمرين،فبدل العقاب،يكافئ الحرامية بالامتيازات،والسيارات،والأرقام الثلاثية،والعطاءات،والتغاضي عن الضرائب،يترك هؤلاء طلقين أحرارا،دون عقاب.
تشحن النفوس وكافة أجهزة الدولة ضد من يحرق العلم الأردني،متغير قد يتغيرا استبدلا أو تعديلا في أي لحظة بمجرد جرة قلم.
لكن الأجهزة،وتلك النفوس الميالة لحماية الفساد،تصمت ضد من يحرق الاردن،فسادا وسرقة.
امعانا في العهر وقلة الحياء،يطل علينا بعض مسؤولينا ليعطونا دروسا في المواطنة والانتماء والولاء،هذه الدروس لا تأتي الا في حال وقف الشعب مطالبا بعقاب المسؤولين،عن الفساد المؤسسي.
منذ متى صار مطلب معاقبة الفساد المؤسسي يصطدم بالانتماء والولاء،أليس الانتماء الوطني للتراب الأردني يقول لنا بضرورة إسقاط الفاسدين واستعادة ما نهب من الاردن . أم هل للحكومة رأي أخر ؟؟
ماساتنا أننا نحاول فهم طبيعة الفساد المؤسسي،نخر عقل وجسد الدولة،لكن نكتشف كلما تقدمت الأيام بأننا لا نفقة شيئا،كل يوم تتكشف حقيقة قوة الفساد المؤسسي،الذي يسيطر على مفاصل الدولة.فساد لم يترك شيئا من شره،حتى المؤسسة الوطنية التي يعتز بها كل أردني،وهي الجيش العربي، الذي امتدت يد هؤلاء اليه،ولم تتركه مافيا الفساد بحاله.
يا ترى،أين وصلت التحقيقات في شركة"موارد العملاقة"وهل تم استدعاء كافة المسؤولين عن رائحتها العفنة؟؟
التخوف لطرف والصمت عن طرف اليوم،هو سمة المرحلة،فان حرق الإنسان الأردني نفسه،وكفر بكل شي يمثله الوطن،وشق الثوب،و باع أولادة وتاجر بأعضائه يعاقب ويتهم بالخيانة ،فأي عدل في ذلك،هل يلام الشعب أن سرق أو انفجر أو خرج للشارع "زقا" هل يلام؟!
لكن،الذي يسرق الملايين لا بل المليارات يترك، يُسفر للخارج،مع ملايينه،بحجة حق الحياة!!
من الأهمية بمكان،إعادة النظر في طرائق تعامل الحكومة مع ملفات الفساد ورموزه،بحيث لا تترك أحدا مهما ارتفع شانه،أو كثرت كلاب الحراسة حوله،فالإبقاء على هؤلاء يقول بالبنط العريض لنا،إن الدولة الأردنية بكل ما تمثل شعبا وعرشا باتت تقترب أكثراً فأكثر،من الانهيار.
إن مناورات الحكومة العكسية اليوم، أضحت تحمي أوكار الفساد لا حدود أو سقف لها،هذه التصرفات ستنتج كارثة تجر الاردن الى منحدرات الانهيار،أن لم توقف عند حدها. أن ارضاء الحرامية لا يكون على حساب الوطن والشعب والقيادة.
أليست استعادة الدولة من يد هؤلاء،مطلب جماهيري،لن يتم بواسطة المماطلة الحكومة الفردية،بل لابد له من يد فولاذية تشاركيه شعبية حكومية،تضرب بقوة راس هؤلاء،يد يشترك الجميع فيها،تتوزع فيها الجهود بين قبائل الوجود الأردني.
حرق العلم الأردني مشكلة لا ننكر،لكن حرق لأردن مصيبة كارثة لا يمكن السكوت عليها.
نساءل – مجرد سؤال – لدولة رئيس الوزراء أن كان متابعا...هل حرق العلم يستوجب العقاب،أكثر من حرق الاردن؟؟
الله يرحمنا برحمته ... سلام على أردننا الهاشمي،من الله وبركه.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com