زاد الاردن الاخباري -
استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم الثلاثاء، بالقصر الملكي بالرباط، الوفد الأمريكي الإسرائيلي الذي وصل البلاد في وقت سابق من نفس اليوم.
ويضم الوفد الذي وصل إلى الرباط على متن أول رحلة طيران تجارية مباشرة من إسرائيل، كلا من جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومئير بن شبات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، وأفراهام بيركوفيتش، مساعد ترامب الخاص المكلف بالمفاوضات الدولية.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، اتفاق المغرب وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما. وفي اليوم نفسه، أعلنت الرباط عزمها استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل "في أقرب الآجال".
وتقول الرباط إن الأمر ليس تطبيعا، وإنما استئناف لعلاقات رسمية تم تجميدها عام 2002.
كما أعلن ترامب، في اليوم نفسه، اعتراف بلاده بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة في الإقليم المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو"، المدعومة من الجزائر.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي المغربي إن الملك أعرب خلال اللقاء عن ارتياحه العميق لنتائج الاتصال مع ترامب، إذ “يشكل المرسوم الرئاسي الذي يعترف بمغربية الصحراء، إضافة إلى التدابير المعلن عنها من أجل استئناف آليات التعاون مع إسرائيل، تطورات كبرى في سبيل تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي”.
وأضاف البيان “تهم هذه التدابير الترخيص لشركات الطيران الإسرائيلية بنقل أفراد الجالية اليهودية المغربية والسياح الإسرائيليين إلى المغرب، والاستئناف الكامل للاتصالات والعلاقات الدبلوماسية والرسمية مع إسرائيل على المستوى المناسب، وتشجيع تعاون اقتصادي ثنائي دينامي وخلاق، والعمل من أجل إعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب”.
وأكد الملك، في معرض حديثه إلى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، “على الروابط الخاصة مع الجالية اليهودية المغربية، ولاسيما أفرادها الذين يشغلون مناصب مسؤولية في إسرائيل”، وفق البيان.
وأكد البيان على “موقف المملكة المغربية الثابت بشأن القضية الفلسطينية، والقائم على حل الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمان؛ وعلى المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كسبيل وحيد للتوصل إلى تسوية شاملة ونهائية؛ وكذا التزام جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، بالحفاظ على الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة”.
وأشار البيان إلى أنه في ختام هذا اللقاء تم التوقيع على إعلان مشترك بين الرباط وواشنطن وتل أبيب، وقعه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وكوشنر وبن شبات.
وفي 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن ترامب اتفاق إسرائيل والمغرب على تطبيع علاقاتهما، وهو ما يجعل المغرب رابع دولة عربية تنحي جانبا معاداة إسرائيل خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وفي إطار هذا الاتفاق أعلن ترامب أيضا اعترافه بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية الذي يشهد نزاعا إقليميا منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وهي حركة انفصالية تسعى لإقامة دولة مستقلة في الإقليم.
*تبادل بعثات
الى ذلك، اعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الثلاثاء، إن بلاده تعتزم فتح مكتب اتصال مع إسرائيل في غضون الأسبوعين المقبلين.
وقال بوريطة في مؤتمر صحفي مشترك مع كوشنير وبن شبات إن بلاده أكدت أن فتح مكتب الاتصال مع إسرائيل سيتم خلال الأسبوعين المقبلين.
وأضاف أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل على "الالتزام الكامل بالعناصر المتضمنة في هذا الإعلان والنهوض بها والدفاع عنها".
وشدد على أن الاتفاق ينص على "قيام كل طرف بالتنفيذ للكامل لالتزاماته وتحديد المزيد من الخطوات وذلك قبل نهاية يناير المقبل".
وأكد بوريطة أن الاتفاق تضمن "الاستئناف الفوري للاتصالات الكاملة بين المسؤولين الإسرائيليين ونظرائهم المغاربة وإقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة".
وأشار بوريطة إلى أن الاتفاق المبرم بين الأطراف الثلاثة وقعه عن المملكة المغربية رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وكوشنر، وشبات.
وبدأ المغرب علاقات مع إسرائيل على مستوى منخفض عام 1993، بعد توقيع اتفاقية "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وتل أبيب، لكن الرباط جمدت تلك العلاقات عام 2002، في أعقاب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى).
وأصبح المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل، وهو ما يعتبره مراقبون اختراقا إسرائيليا لافتا لمنطقة المغرب العربي، التي تضم أيضا الجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا.
كما أصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل، خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان.
ومن قبل تلك الدول العربية، يرتبط الأردن ومصر باتفاقيتي سلام مع إسرائيل، منذ 1994 و1979 على الترتيب.