عارف سمور
الحكمة تقول ,,, العلم في الصغـر كالنقــــش بالحجر !!
يبدأ الإنســـــان حياته طفلاً يتعلم النطق على يدي والديه وأســرته , ومن بعد تبدأ الحياة في الحي ومن ثمّ في رياض الأطفال إذا كان من أبناء الميســـورين والأغنياء , وبعدها لا بدّ من الإلتحاق بالمدرسـة , ففي كلّ مرحلة يكتــسب معلومة تفيـده في مقبل الأيام وتعينه على تخطـّي الصعاب وما يعترض طريق حياته من مشــاكل قد تكون بحاجة إلى خبرة ودراية بكيفية التعامل معها وكيفية حلـّــها كذلك , لذلك لا بـدّ من نقـــش الأنتماء للوطن على القلوب الصغار ؟ فالحياة مدرســـة يديرها الزمن ونحن تلاميذها , لذلك تعلـّمنا منها الكثير في طفولتنا وأكثر ما تعلـّــمناه على يدي الآباء حب الوطن والإنتماء له والوفاء والولاء للملك .
في زمن لم يكن هناك وســـــائل إعلام على اختلاف أنواعها تصل إلى قرانا , حتـّى الراديـو لم يكن موجوداً ولم نكن نعرفه في بداية المشـــــوارالطويل وحتـّى ســـــنين خلت لم نكن نحظى بسماعه , ســوى ما يتاح لنا من فرصة للتســلـّق على شــــبابيك بيوت الأغنياء الذين يمتلكونه بحيث كنـّا نســترق الســمع لشئ نجهله , ولم نســتطع تصديقه ونحتار كيف بصندوق خشــــبي أن يغنـّي وكيف لشــخص أن يدخله و يقرأ القرآن .
لذلك لم نكن نســمع من قبل بشــيء إســـــمه التعبئه الوطنيه في طفولتنا إلاّ بعد أن التحق البعض بالقـوّات الأردنية المســــلحه وتعلمـــوا هذه المعلومه في معســكرات التدريب على يدي مدرّبيهم الشــــرفاء المخلصين للوطن والغيورين عليه , وطنيـّـون وعلى علم تام بكيفية إيصال هذه الرســــاله للمتلقين لمثل هذه العلوم التي تســمّى ( التوجيه المعنوي ) بحيث أنّها تزرع في فئة الشـــباب حب الوطن والإنتماء له والتضحية من أجل حمايته واســتقلاله , وكذلك ترســـيخ الولاء للعرش والوفاء للملك ؟
إنّ ما دفعني للكتابة عن الوطنية والإنتماء للوطن والوفاء والولاء للملك هو ما نسـمعه صباح كلّ يوم على أثيـر إذاعاتنا الأردنية , وبالتحديد تلك التعبئه الوطنية العالية المســــــــتوى والأداء الوطني الذي يثير الهمـّة عند الشــــباب ويعلـّمهم الإنتماء الحقيقي للوطن ويحثـّهم على التفاني بالعطاء مهما كان الثمن فداءً لوطن نعيش على ترابه ونأكل من خيراته ونشــرب ماءه عذباً , ويعلّمهم الولاء المطلق لقائد المسيره الذي يجمع الكل على حبـّـه والوفاء له والســــــير خلف قيادته الحكيمة والرشـــــيده التي يمضي بها نحو الغد المشــرق الذي ينتظره الشــباب ؟
لم أجد ومن خلال ما يتاح لي من وقت كلّ صباح لســماع إذاعة ( روتانا ) أكثر إحسـاساً بالإنتماء للوطن والولاء لقيادته أكثر مما أســمعه من خلال صوت ( محمد الوكيل ) هذا الأردني الشــّاب الوفي لوطنه ومليكه , الذي يحفــّز كلّ من يســــمع صوته الجهـــــور ونبراته الصادقه بأن يحب الوطن وينتمي له بكلّ جوارحه , كما أنـّه أصبح مدرســة للتعبئة الوطنية الحقه بعيــداً عن النفاق والرياء والتزلف , كما أصبح معلّماً وباعثاً لبثّ الروح المعنوية عند أبنـــاء الوطن , وأعتقد أنّ كثيراً منهم كان لا يعيش مثل هذا الإحساس بالإنتماء قبل ظهور هذا الإعلامي الشاب ( محمد الوكيل ) الذي أدار دفــّّة التوجيه الوطني في إذاعاتنــــا الأردنيـه بمهنية عاليه .
لا أشـــك ولو للحظه بأنّ جميع شـباب الأردن والوطن العربي الموجوديــن على أرض الأردن لا يســــتمعون له , لا بل ينتظرون برنامجه المحبب صباح كل يـوم ويتمنّون أن يتحلـّوا بصفاتــــه الوطنيه ؟ ولا بدّ من الاعتراف بأنّه صاحب الفضل في إنشــاء هذه المدرسـة الوطنيه هنا يطيب لي أن أسمي هذا الجيل جيل محمد الوكيل لأنهم تعلمواالوطنية وعشق الوطن من خلال برنامجه المحبب , فعـذراً إن كنت أســأت الإختياربالتسميه , لكنّ هذه هي الحقيقه التي لا ينكرها ســـوى حاســــد لئيم أو ناكر للجميل ؟ فهنيئاً للوطن رجاله الأوفياء ومليكه المفدّى .