عاطف زيد الكيلاني ( الأردن ) الإثنين 25/4/11 م ...
... ولأننا نحبك يا أمنا الرؤوم ، نخاف عليك ... ولأننا نحبك يا أصل الأصول كلها ، نخشى عليك من الضياع الأدميّة ... لم أكن يوما منتميا الى حزب البعث العربي الإشتراكي ، ليتهمني البعض بأني أتعاطف مع سورية بسبب انتمائي الحزبي ... كما أني لست ممن يفطرون في عمان ويتناولون طعام غداءهم في عاصمة الأمويين ويمضون سهرتهم في الطاحونة الحمراء ، كي يقال بأن لي مصلحة في حب سورية ... ولست من تجار البضاشع السورية المنشأ أو من ( البحّارة ) ممن يواظبون على الذهاب والإياب من وإلى سورية كل يوم أو يومين ... كلا ... أنا فقط مواطن عربي أردني ... ولمن قد لا يعجبه قولي ولا تعجبه صراحتي ، فأنا من أصل فلسطيني أيضا ... أحب فلسطين وأعشق الأردن وأهيم بسورية ... أحب كل بلاد العرب ... أخاف على كل قطر عربيّ وكأنه مسقط رأسي ... كل مدينة وقرية عربية أرى فيها ( يعبد ) ، تلك البلدة الوادعة على تلال فلسطين حيث ولدت وترعرعت... وأرى فيها مدينة الزرقاء الأردنية الباسلة والفريدة بتناغم مكوّناتها البشريّة وانسجامها ، حيث شببت وتكوّن فكري السياسي ... من هنا أحب سورية الأرض والشعب ، وأخاف على هذا القطر العربيّ الجميل من مخططات أعداء التقدم وأصدقاء الظلام ...
ماذا يريدون بك يا سورية ؟ وإلى أية هاوية سحيقة يذهبون بك وبتاريخك وبمنجزك الحضاري ؟ وما هي أجندة هؤلاء العابثين والمرتزقة الذين عاثوا وما زالوا بأرضك الطاهرة فسادا وإفسادا ؟ ولحساب من يعمل هؤلاء ؟ وما سر كل هذه الهجمة البربرية على آخر قلاع العربالرافضة للإنصياع للإمبريالية الأمريكية والعدو الصهيوني ؟ وأيّة شرائح اجتماعية وطبقات يمثل هؤلاء ؟ ... وأسئلة كثيرة أخرى ، تجعلني أجوبتها أكثر تعلقا بسورية كآخر القلاع وأحصن الحصون العربية المقاومة ...
الآن ( فقط الآن ) نراهم يتغنّون بالديمقراطية ...! هذه الديمقراطية ( المغتالة ) على يد أسيادهم ومعلّميهم في دول عربية تدفع لهم دون حساب من أموال نفطهم الحرام ... رأوا أن الثورات تجتاح كل الأقطار العربية الرازحة تحت هيمنة الأنظمة الرجعية والفاسدة ومن رهنت بلادها ومستقبل شعوبها لمصلحة الأعداء ... واستنتجوا ( واستنتاجهم صحيح بالمناسبة ) بأن دورهم قادم لا محالة ... فأرادوا العبث بسورية العظيمة ... وبالدورالريادي الذي لعبته وما زالت سورية عبر العقود الماضية في التصدي لكل المخططات الآثمة التي تستهدف حاضر ومستقبل شعوبنا العربية ... ولكن ... ! خاب مسعاهم ... وانكشف مخططهم حتى قبل أن يبدأوا بتنفيذه ... أليسوا هم من حاول العودة بسورية ألف سنة الى الوراء عام 1982 م ؟ أليس بعضهم من المتضررين من المواقف القومية والتقدمية لسورية على الصعيدين القومي والعالمي ؟
سورية الحبيبة ... سورية العظيمة ... سورية أمّنا المعطاءة ... غيمة صيف وستنجلي عمّا قريب ... وستنتصرين على كل الظلاميين والرجعيين وقوى الشد العكسي ... وسيدوس شعبك العظيم على رؤوس كل أعداءك ... مزيدا من التماسك يا أمّنا العزيزة ... مزيدا من الصبر وقوة الإحتمال ... كلنا نحبك ... كلنا نحبك ...
عاطف زيد الكيلاني
رئيس تحرير شبكة " الأردن العربي " الإخبارية الإلكترونية
عضو الأمانة العامة في حركة اليسار الإجتماعي الأردني