زاد الاردن الاخباري -
يبدو التفاؤل الحكومي مشوبا بالحذر، تجاه انخفاض الاصابات والوفيات بين المواطنين جراء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
هذا الحذر، حدا بالحكومة للتريث في اتخاذ مزيد من اجراءات تخفيف القيود على المواطنين وفتح المنشآت الاقتصادية، في وقت اتسعت فيه النقاشات بهذا الاتجاه، بهدف المحافظة على انجاز الحكومة في السيطرة على الواقع الوبائي وتسطيح المنحنى.
وقد بدا واضحا استقرار الاصابات دون حاجز الالفي اصابة، وانخفاض الوفيات دون حاجز العشرين، والتأكيد على ان الجانب الصحي الوقائي يسمو على غيره من مشاغل الحكومة، الى حين وصول اللقاحات وبدء حملات التلقيح.
ويبدو ان الحكومة، تراهن على عامل الوقت للحفاظ على الواقع الوبائي، واستمرار المواطنين بتنفيذ الاجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، بينما تخشى من الزائر الجديد "كوفيد الابن” المتحور، وما قد يسببه من إصابات بين المواطنين، بعد وصول حالتي إصابة به الى المملكة، عن طريق مواطنين قادمين من بريطانيا التي اكتشف فيها، بينما يشتبه بإصابتين جديدتين به.
وبالمجمل، كانت خيارات الحكومة كما عبر عنها وزير الدولة محمود الخرابشة عندما اشار الى النية بفتح قطاعات اقتصادية كالمسابح ومراكز اللياقة البدنية، وربما محلات الكوفي شوب، مرهونة لبروتكولات صحية مشددة.
وتنظر الحكومة لإعادة فتح المدارس، بخاصة الصفوف الاساسية، بأنها أضحت ضرورة ملحة، بيد ان شح المعلومات عن "كوفيد الابن”، جعلها مترددة في تحرير مزيد من القيود المفروضة على المواطنين والمنشآت، واخذ مزيد من التحوطات في هذا الشأن، عبر عنها وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات بقوله "ما يزال الوضع قيد التقييم والمراجعة لاسبوعين”.
فعقارات كورونا، مثل فايزر وربما الاستازنيكا والمطعوم الروسي الاماراتي (سينافارم) وجونسون اند جونسون واستحقاقات كوفكس للاردن، ستأتي تباعا الى المملكة الشهر المقبل والذي يليه، وهو زمن قياسي اذا ما بوشر بتلقيح المواطنين وفق خطة وطنية اعدتها وزارة الصحة، بالتعاون مع الجهات المختصة بعد تدقيق اسماء المتقدمين للمنصة المخصصة للمطعوم، وبيان احقية كل متقدم بالاولوية باخذه.
اذن، الرهان على الوقت، بخاصة في ظل تأكيدات الوزير عبيدات من ان الوضع الوبائي تحت السيطرة، وألا خشية من ذروة جديدة له او انتكاسة منه في نهاية الشهر الحالي او بداية الشهر المقبل، فضلا عن طرح المطعوم بكميات تجارية في كثير من الدول بعد قرب اجازة ما لا يقل عن خمسة مطاعيم اساسية مجربة منها.
الحكومة كانت تستعد لسلسة اجراءات، بينها عودة موظفي القطاع العام للعمل بكامل الطاقة الانتاجية بدلا من 50 %، او العمل وفق نظام التداور او عن بعد، غير ان انتشار "كوفيد الابن” وما اتخذته دول العالم والجوار من اجراءات، كمصر واسرائيل والخليج، حدا بالحكومة للتريث والتوقف مليا، لانتظار ما ستسفر عنه، ولكن دون اللجوء لاية اغلاقات جديدة.
فتلميحات الحكومة بشأن دراسة ما ستسفر عنه الاجراءات خلال مدى منظور قوامه اسبوعين، يمكنه توضيح طبيعة الحالة الوبائية، وحقيقة المخاوف الحكومية قبيل بدء موسم المدارس الذي سيعلن عن تطبيقه وجاهيا، اذا ما استمر منحنى الاوضاع الوبائي بالتسطح، وزالت الشكوك تجاه "كوفيد الابن”.
كما ويتوقع الخبراء اصابة اكثر من مليوني مواطن بالفيروس وتلقيح عدد مماثل، ما يعتبر انفراجة في الواقع الوبائي، وتحقيق مناعة مجتمعية، ليصار بعدها الى تلقيح العدد المتبقي من المواطنين، وهذا ايضا رهن بزوال المخاوف من "كوفيد الابن”.
عموما ينتظر مسؤولون، ما سيسفر عنه الاسبوعان المقبلان، لاتخاذ اجراءات عديدة بينها الغاء حظر يوم الجمعة الذي اصبح مطلبا للمواطنين بمختلف فئاتهم.
الغد - محمود الطراونة