زاد الاردن الاخباري -
حذر البطريرك الماروني في لبنان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الجمعة، مما وصفه بـ"انهيار كامل" في البلاد، جراء عرقلة تشكيل الحكومة "لأجل حسابات آنية ومستقبلية".
جاء ذلك في عظة ألقاها الراعي خلال ترؤسه قداس رأس السنة في كنيسة "السيدة" في بكركي شمالي بيروت، بثتها قنوات محلية.
وقال الراعي: "لا يحق لأحد أو لأي فريق من الجماعة السياسية، أكانوا معنيين مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، أن يعرقلوا تشكيل الحكومة من أجل حسابات ومصالح آنية أو مستقبلية (دون توضيح أكثر)"، .
وأضاف "مضى أكثر من 70 يوما على تكليف تشكيل الحكومة، فيما يسير لبنان سريعا نحو الانهيار الكامل والإفلاس".
ويعجز لبنان عن تشكيل حكومة جديدة منذ أن استقالت حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت، في 4 أغسطس/ آب الماضي.
وفي 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة، عقب اعتذار سلفه مصطفى أديب، لتعثر مهمته بتأليفها.
وأردف الراعي: "يا لها (عرقلة تشكيل الحكومة) من مسؤولية تدميرية أقوى وأشمل من تدمير مرفأ بيروت، وهدم نصف العاصمة، والتسبب بمئات الضحايا البريئة وآلاف العائلات المشردة، لأن دمارها يطال الشعب كله وحياة الدولة بكاملها".
ورأى أنه "من المعيب حقا أن تبدأ السنة الجديدة من دون أن تكون الحكومة مؤلفة ومنكبة على العمل. ومعيب أيضا على المعطلين التعاطي بالشأن اللبناني كأنه حجر من أحجار شطرنج الشرق الأوسط أو الدول الكبرى".
وكان الراعي قد انتقد في 25 ديسمبر /كانون الأول الماضي خلال قداس عيد الميلاد "ارتباط تأليف حكومة لبنان بصراعات المنطقة والعالم"، وأشار حينها الى "نوايا خفية وخبيثة لإعاقة تشكيل حكومة اختصاص (من خارج الأحزاب السياسية)".
وفي 9 ديسمبر، أعلن الحريري أنه قدم إلى عون "تشكيلة حكومية من 18 وزيرا من أصحاب الاختصاص، بعيدا عن الانتماء الحزبي".
إلا أن عون أعلن في وقت لاحق، اعتراضه على ما قال إنه "تفرد" الحريري بـ"تسمية الوزراء، خصوصا المسيحيين، دون الاتفاق مع رئاسة الجمهورية".
ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية تعد الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 – 1990) ادت الى تدهور قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار، وتراجع قياسي لاحتياط العملات الاجنبية في المصرف المركزي.
وفاقم المعاناة انفجار مرفأ بيروت الذي أدى إلى مقتل 200 شخص وإصابة 6 آلاف آخرين إضافة إلى دمار مادي هائل في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية.