المستوطنون يحطمون 180 سيارة في الضفة الغربية

زاد الاردن الاخباري -

لليوم الثاني على التوالي هاجم مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة منازل ومركبات المواطنين الفلسطينيين في شمال وجنوب وذلك تحت حماية ورعاية قوات الاحتلال التي وقفت متفرجة وتدخلت لصالح المستوطنين عندما حاول الفلسطينيون الدفاع عن انفسهم.. ففي مدينة نابلس وقرب مخيم بلاطة اعتدت مجموعة مسلحة من المستوطنين على عامل فلسطيني كان يفلح في ارضه وعندما هب اخوانه لمساعدته أطلق الجيش الرصاص الحي باتجاههم ودعا المستوطنين للخروج.

اما قرب مستوطنة "كريات أربع" شرق مدينة الخليل، فدارت مواجهات على مدخل مخيم العروب شمال المدينة حيث حطم المستوطنون زجاج ثلاث سيارات كانت متوقفة امام منازل اصحابها على الطريق العام.

في ذات الوقت نظمت مجموعة من المستوطنين المسلحين جولة في أراضي منطقة "شيوخ العروب" تحت حماية قوات الاحتلال فتصدى لهم الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة مما اوقع 11 اصابة بالغاز السام والرصاص المطاطي بسبب حماية الجيش للمستوطنين. وشهد مخيم العروب مواجهات بين جنود الاحتلال والشبان، تخللتها رشق بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما أطلق الجنود قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع دون وقوع إصابات.

وفي عدوان على مصدر رزق معظم سكان المنطقة حول المستوطنين أنابيب المجاري التابعة للمجمع الاستيطاني الاكبر في جنوب الضفة الغربية المعروف بـ"غوش عصيون " نحو الاراضي الزراعية في بلدة بيت امر الى الشمال من مدينة الخليل والمزروعة بكروم العنب. وقال احد اصحاب الاراضي التي تضررت محمد حسن صبارنة بأنه كان يحرث أرضه بالأمس ولم يكن هناك أي وجود للمياه العادمة، حيث استغل المستوطنون حلول الظلام ليقوموا بارتكاب جريمتهم النكراء ضد أراضي ومزروعات المزارعين ، والذين ينتظرون بفارغ الصبر والأمل قدوم وبداية الموسم الزراعي، باعتباره مصدرا للدخل الحيوي والوحيد لعائلات المزارعين الفلسطينيين.

من جانبه قال عوض أبو صوي مسؤول وحدة مناهضة الجدار والاستيطان، مسؤول الإعلام الجماهيري في وزارة الزراعة لجنوب فلسطين، ان مياه مضخة المجاري قد انسابت إلى أراضي المزارعين لتغطي أكثر من 10 دونمات من الأراضي والمزروعة بكروم العنب، والتي تعود ملكيتها لعائلة صبارنة في بيت امر.

وذكر أبو صوي أن قيام المستوطنين بتسريب مياه المجاري العادمة لأراضي المزارعين الفلسطينيين في منطقة واد شخيت نفذ وفقا لخطط وبرامج ممنهجة ومدروسة، الهدف من ورائها تدمير والقضاء على مقومات الحياة الأساسية للمزارع الفلسطيني، ومحاولة إجبار اكبر شريحة من المزارعين الفلسطينيين لليأس والإحباط، وبالتالي ترك الأراضي الزراعية فريسة سهلة للمستوطنين وقوات الاحتلال لوضع اليد عليها.

ناهيك عن التوقيت الذي يختاره زعران المستوطنين، لانسياب هذه المياه والذي يبدأ مع بداية موسم نمو ورق كروم العنب، وهذا يؤكد أن ما يقوم به المستوطنون هو عملية إرهاب منظم، بغطاء من قوات الاحتلال، ضد الأرض والمزارع الفلسطيني بشكل خاص، وكل ما هو فلسطيني بشكل عام.

وأكد أبو صوي أن هناك المزيد من الأدلة والبراهين التي تؤكد على أن انتهاكات المستوطنين واعتداءاتهم ضد المزارعين ممنهجة ومنظمة من قبل حاخامات متطرفين، يعملون وفقا لبرامج واضحة ويختارون المواسم الزراعية التي يعتمد عليها المزارعون كمصدر دخل أساسي لإعالة أسرهم وسد احتياجات حياتهم اليومية، فهجمات المستوطنين تكثر، ويزدادوا تسلطا وهمجية وعدوانية مع بداية كل موسم زراعي، سواء موسم الزيتون أو العنب.

بدوره حذر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس بأخذ الحيطة والحذر من أي اعتداء قادم من قبل المستوطنين وخاصة على الطرق الالتفافية. وقال ان المستوطنين عمموا على بعضهم البعض عبر الرسائل القصيرة "sms" بتصعيد نوعي ومميز ضد المواطنين الفلسطينيين بعد انتهاء عيدهم اليوم".

واضاف "منذ ساعات ظهيرة امس الاول وحتى منتصف الليل كان هناك تحطيم أكثر من180 سيارة على مفرق حوارة ومفرق بورين وعورتا والمفرق الواصل بين ياسوف وزعترة في نابلس ومفرق جبع بالقرب من رام الله".

أما بخصوص التحقيق الجاري بمقتل المستوطن، يضيف "هناك تقرير يتحدث عن دخول أكثر من 3000 يهودي متطرف قبر يوسف دون تنسيق وبأوامر من الكاهن "بارتسلاف" ما يدلل على أن الرواية الفلسطينية هي الأقرب للحقيقة بما حدث بالامس، والتحقيقات جارية من كبار قيادات الأجهزة الأمنية الفلسطينية وسيتم نشرها عند الانتهاء من التحقيق". وعلَّق مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية على قتل المستوطن بقوله: "يجب ألا نمر مر الكرام على تلك العملية الوحشية، والتي شاركت فيها السلطة الفلسطينية بشكل فعلي، بعدما كانت في الماضي تحرض عليها فقط". وهدد قادة المستوطنين في الضفة الغربية بإرغام الفلسطينيين على دفع ثمن والاستمرار في عملية الانتقام يوميا بعد مقتل المستوطن.
الدستور