رمضان الرواشدة - مع نهاية كل عام وبداية عام جديد يتمنى الناس ان يكون اكثر فرحا ويتفاءلوا بالقادم رغم ما تخبئه الايام وما لا يعرفه الناس في القدر لكن هناك مؤشرات قوية وكثيرة تجعلنا اكثر حذرا من التفاؤل بالعام الجديد ومؤشرات لا تسر الخاطر لكن يجب التنبيه لها حتى يكون المواطن اكثر حذرا.
من يعتقد ان مشكلاتنا الاقتصادية والمالية والسياسية والاجتماعية والصحية ستكون افضل من العام المنصرم فهو مخطىء بشكل كبير حيث لا يلوح في الافق اي تباشير تبشّرنا بزوال هذه المشكلات .
فعلى الصعيد السياسي ورغم ان بلدنا الاردن الحبيب ينعم بالأمن والآمان والاستقرار النسبي حيث اجرينا انتخابات نيابية في اوضاع صعبة من تفشي فيروس الكورونا ولدينا حكومة جديدة تعمل ان يكون هنالك تعاون وثيق بينها وبين المجلس النيابي من اجل حل المشكلات الاقتصادية المؤرقة وخاصة ارتفاع المديونية الى ارقام مخيفة حسب ما يقول الاقتصاديون وحيث عجز الموازنة وصل لهذا العام حسب المعلومات الى رقم كبير . وهذا يلقي بظلال كبيرة على اداء الحكومة والمجلس وما لم يتم اجتراح مقترحات حقيقية تخرجنا من ازمتنا الاقتصادية فسوف تكون السنة الحالية مثل سابقتها. ويسجل لجلالة الملك عبدالله الثاني حركته السياسية الدؤوبة خارجيا على مستوى الاقليم والعالم من اجل توفير الدعم الاقتصادي للمملكة من الاشقاء والاصدقاء لكن العالم تغير واصبح الاعتماد على الذات سمة رئيسية في اقتصادات العالم وتراجع دور المنح الخارجية وهذا ما يجب على الحكومة ان تعمل بمنهجه .
وعلى الصعيد الصحي فان وباء كورونا سيلازمنا ويعبر معنا الى عام قادم نظرا لظهور سلالات جديدة وتخفيف القيود المفروضة ومحدودية الارقام التي تعلن عنها وزارة الصحة بالنسبة للمطعوم. فالتصريحات الرسمية تتحدث عن 500الف جرعة من لقاح فايزر وهذا لا يكفي سوى 5 بالمائة من السكان وعلى فرض الارقام الرسمية مضروبة بضعفها من الحالات التي لم تكتشف فهناك 10 بالمائة من المصابين الآخرين من السكان مما يعني بقاء اكثر من 85 بالمائة دون تطعيم او توفير اللقاح لهم هذا السنة. والغريب ان تصريحات مسؤولي الصحة والاوبئة كانت تتحدث عن ارقام اكبر من المطاعيم ولا نعرف لماذا لا تلجأ الوزارة الى الشركات العديدة التي اعلنت نجاح لقاحاتها مثل اللقاح الصيني ولقاح استرازينيكا اوكسفورد.
كل هذا يعني ان على المواطنيين ان يعتادوا على لبس الكمامة للوقاية من المرض وعلى التباعد الاجتماعي وعلى تغيير العادات الاجتماعية وعدم التجمع في الافراح والاتراح حتى يأتي اليوم الموعود وينالهم نصيب من اللقاح والمرانة هنا على وعي المواطن .
الحياة الاجتماعية يجب ان تتغير مع الاوضاع الاقتصادية الصعبة للناس ومع انتشار وباء كورونا فلا مجال للاسراف ولا مجال سوى تحصين النفس وان يتحمل كل شخص مسؤوليته الشخصية والعائلية الى ان تتوفر الوسائل التي تحمي الناس من الوباء وهو وقت ليس قريبا جدا لذا فإن الحذر واجب وحماية النفس اولوية قصوى.
awsnasam@yahoo.com