اقلام
في الابتدائية كنا نستعمل أقلام الرصاص ، وقد استهلكت الكثير منها عدوني اهلي وقتها ميالا للكتابة والاملاء ، مع اني كنت اكثر من بري القلم كي يصبح " بويزي " - على حد قولنا انذاك - للعلم كان للقلم "محاية" على رأسه ، وقد كنت دقيقا في الكتابة ، كي لا اخطئ وامحي ، "فالمحاية" كانت تزيد الامر سوء . اذ كانت على حد قولنا وقتها " بتوسخ " . لذا كنت احرص على ان لا اخطئ ، بالمقابل كنت احتفظ "بمحاية" من نوع " الأرنب " فيما لو اخطأت .
عندما انتقلت الى الاعدادية ، تحول القلم من رصاص ، الى حبر ، كان نوعي المفضل " البك " – أصلا لم نكن نعرف سواه – وقد استهلكت أيضا الكثير من اقلام الحبر ، اهلي وقتها ظنوا باني " دريس " ، بينما كنت وقتها مولعا بالعشق والحب ، ومشغولا بكتابة الرسائل الغرامية ، على فكرة كانت أقصر رسالة لا تقل عن 13 صفحة .
نعم ... قلم لكل رسالة .
أقرأ الآن خبرا مفاده أن الصين صنعت قلما سحريا ، سحر هذا القلم يكمن بأن حبره يختفي من الورق بعد فترة ما بين ساعة الى أربع أيام من الكتابة وان شكل هذا القلم لا يختلف عما سواه من الاقلام لكن الفرق يكمن في الحبر الخاص به والذي هو من النوع الطيار ، وقد حذرت البنوك المركزية – البنك المركزي الاماراتي – من مخاطر هذا القلم في توقيع العقود والشيكات والاوراق وعدته أسلوبا احتياليا جديدا …ألخ .
قد يحسب هذا الاختراع على سيئاته الى الصينيين ، بابتكار هذا الاختراع ، مع اننا عرفنا هذا الاختراع منذ زمن طويل ، فكل الاتفاقيات الدولية ، والخطط الحكومية ، وقرارات اللجان ، والوعود بتحسين الدخل وتوفير الحياة الكريمة ، والقضاء على الفقر ، والعدالة في التعيينات ، ومكافحة الفساد والقضاء على المحسوبية ، وتخفيض الاسعار والكثير الكثير مما لا يمكن حصره ، كتبت لنا بمثل هذه الاقلام .
على فكرة حتى انا … رسائل الغرام كتبتها بمثل تلك الاقلام .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com