أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بحث التعاون بين وزارة الشباب وسلطة العقبة الخاصة بتوجيهات ملكية .. العيسوي يستقبل الحاجة وضحى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي الى 44,363 شهيدًا و105,070 إصابة الغاء فعاليات ثقافية وفنية بمهرجان الزيتون مشعل رمزي يعلن نفسه “ملك جمال الأردن الجديد” بعد رحيل أيمن العلي إصابة 9 إسرائيليين في إطلاق نار قرب مستوطنة أرئيل بالضفة الاوقاف تنتقد الاستهزاء من الدعوة لصلاة الاستستقاء استقالة وزيرة النقل البريطانية بعد الكشف عن إدانتها في قضية احتيال وفاة طفلتين وسيدة أمام مخبز بغزة بسبب الازدحامات وزير خارجية إسبانيا: نحن لا نبيع أسلحة لإسرائيل إصابتان بنيران مسيرة إسرائيلية بمنطقة المواصي المعارضة السورية تعلن دخولها أول أحياء مدينة حلب الأردن .. مناطق لن تصلها المياه الأسبوع القادم لمدة 72 ساعة غوتيريش: الأمم المتحدة ستواصل التضامن مع الشعب الفلسطيني فيفا يعلن قائمة المرشحين لجوائز (ذا بيست) تراجع مخيف .. هل تعرض مبابي للسحر من بوغبا حقاً؟ الشوبكي يسأل عن ضريبة الكاز تباين‭ ‬في أسعار النفط عالميا الذهب يرتفع عالميا وسط تراجع الدولار الصحة العالمية تحذّر من “نقص حادّ” في المواد الأساسية شمال غزة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ما الذي تحقق نتيجة الحراك الشعبي .. ؟ (2)

ما الذي تحقق نتيجة الحراك الشعبي .. ؟ (2)

26-04-2011 01:49 AM

ما الذي تحقق نتيجة الحراك الشعبي..؟ (2)

حسان الرواد
الرسالة الثانية:
إن وجود أحزاب وطنية معارضة لديها رؤى وبرامج مقنعة وواضحة وتمثل كافة شرائح المجتمع الأردني في كافة مناطقه الجغرافية هو من غير شك يدعم بشكل إيجابي جهود الإصلاح السياسي, كما أن غياب هذه الأحزاب الفاعلة هو ما يفسر حالة (الفوضى والتشتت) في الحراك الشعبي التي نشهدها وسبق أن أشرت لها في الرسالة الأولى.
ثالثا: أحزاب المعارضة, وأخص حزب جبهة العمل الإسلامي, آملا أن يحظى نقدي هذا باهتمام قياداتهم لمراجعة سياسات الحزب, ومعالجة الهفوات التي تقلل من شعبيته من دون شك... والعتب على قدر المحبة, والمرحلة التي نعيشها تحتم عليكم ذلك, كما أن التحديات الكبيرة التي تمر بها الجهود الوطنية الصادقة المنادية بالإصلاحات تزيد من مسؤولياتكم, والأهم من كل ذلك وحدتنا الوطنية الراسخة والتي نريد لها أن تكون راسخة رسوخ الجبال حيث تتعرض للنخر والتفتيت والتخوين والتشكيك من أعداء الإصلاح السياسي جهارا نهارا, للتلبيس على المواطنين من أجل إشغالنا, وإدخال بلدنا بخلافات وأزمات وهمية مصطنعة نحن في غنى عنها, فهي نقطة قوتهم الوحيدة التي يراهنون عليها, كما إن نجحوا لا قدر الله تكون نقطة ضعفنا الوحيدة ومقتلنا الأكيدة, وضمان استمرار الفساد وغياب العدالة.
من هنا يتوجب على الجميع الحرص على عدم تقديم خدمات مجانية من تصريحات أو شعارات لإعطاء المبررات لهم ليبنوا عليها كذبهم وتضليلهم, من أجل أن يقنعوا المواطن الأردني الغيور بأن مصدر الخطر الوحيد الذي يهددكم هم نصفكم الآخر ولا شيء غيره؛ وهو التضليل بعينه...
آملا أن تُقرأ رسالتي بعيدا عن سوء الظن ووساوس الأنس والجن...من مبدأ لا خير فيَّ إن لم أقلها..ولا خير فيكم إن لم تسمعوها...
لا أحد ينكر بأن حزب جبهة العمل الإسلامي هو من أهم وأكبر وأقدم التنظيمات والأحزاب السياسية في الأردن؛ في المقابل لا تعني بالضرورة هذه الأهمية حجم المنتسبين إلى صفوفه من الشارع الأردني, بل النسبة هنا مقارنة مع حجم وتأثير الأحزاب الأردنية الأخرى التي تتسم بقلة العدد وقلة التأثير مقارنة مع حزب جبهة العمل الإسلامي؛ بما يعني في النهاية أن نسبة المنتسبين رسميا لهذه الأحزاب جميعها بما فيها حزب جبهة العمل الإسلامي لا تتجاوز الواحد في المائة من عدد سكان المملكة, هذه النسبة لا تشمل المناصرين والمؤيدين غير المنتسبين رسميا لهذه الأحزاب والذين قد تصل أعدادهم إلى أضعاف هذا الرقم خاصة بالنسبة لحزب جبهة العمل الإسلامي ذو الطابع الديني.
من هنا وفي جميع الأحوال وبعيدا عن حسبة هذه النسب, فحزب جبهة العمل الإسلامي من دون شك يحظى بالشعبية الأكبر لدى الشارع الأردني مقارنة مع جميع الأحزاب الأخرى, وبالتالي كانت رسالتي هذه, ونقدي للسلبيات من منطلق الحرص والغيرة وتصحيح الأمور آملا أن يتم استلامها بحسن النية.
أولا: سأبدأ من حيث لا أحب أن أبدأ, من يمثل هذا الحزب..؟ والفكرة هنا من وجهة نظر الشارع الأردني, تماما كما هي من وجهة نظر بعض قيادات الحزب, فمن يمثل هذا الحزب؟ سؤال برئ وغيور ومن أجل قطع الطريق على من يستغل هذه الورقة في التضييق على الحزب, ومحاربته والتأليب عليه وعلى قياداته, لدرجة قيام البعض بشتم أمينه العام الشيخ حمزة منصور الذي أكن له الاحترام والتقدير, ومهاجمته, أو التهديد بالاعتداء عليه, أو محاولة طرده من بلدات معينة كما حصل مؤخرا...
عندما تم اختيار الشيخ حمزة منصور أمينا عاما للحزب, أجرت معه إذاعة حياة أف أم مقابلة بعد عدة أيام, وقبل بدء المقابلة تم بث تقرير عن تاريخ حزب جبهة العمل الإسلامي ومشاركاته السياسية, وما لفت انتباهي واستوقفني عبارة ذُكرت في التقرير تقول: بأن حزب جبهة العمل الإسلامي يمثل المجتمع الفلسطيني في الأردن. وقد توقعت بعد بدء المقابلة أن ينكر الشيخ حمزة منصور ما ذكرته مقدمة التقرير ليقول بأن حزب جبهة العمل الإسلامي يمثل كل المجتمع الأردني وليس فقط من هم من أصول فلسطينية, لكن هذا لم يحدث, وكان يجب أن يكون أول حديث الشيخ إن كان قد سمع التقرير, آخذين بحسن النوايا, كما أن تعمد صياغة التقرير بهذا الشكل فيه ما فيه من نبرة التقسيم, ولتحسب بعد ذلك كنقطة سلبية ضد الحزب, ولكم مراجعة الحلقة إن تم تسجيلها في ذلك الوقت. وللتوضيح أكثر ولمن يعرفني شخصيا, أو من خلال ما أكتب؛ فإنه يعلم تماما بأني من أكثر المحاربين للعنصرية المأفونة, ولدعاتها المرضى بداء عفن القلوب, من أي قطب أو ملة كانوا, وأحمد الله على أني لم أكن ولن أكون إلا من دعاة الوحدة والتوفيق من منطلق عقيدتي التي لا تدفعني لغير ذلك.
لكني لا أقول ذلك إلا للنصيحة ومن أجل عدم إعطاء الفرصة للمتربصين بوحدتنا الوطنية, كما وأنه من المهم أيضا أن يشعر كل الأردنيين بأن هذا الحزب هو أردني ولكل الأردنيين ومنطلقه إسلامي لا جهوي, فتعود له الشعبية التي حظي بها في 89 عندما حقق مرشحو الحزب (الأخوان) أعلى النسب في أكثر المحافظات الأردنية من الشمال إلى أقصى الجنوب لسبب واحد ورئيسي وهو المنطلق الإسلامي للحزب .. الديانة الرسمية للأردنيين..؟
ثانيا: هذه الشعبية من دون شك قد انخفضت كثيرا, ليس بسبب تزوير الانتخابات, رغم اعتقادي بأنه لو لم يتم تزوير انتخابات 2007 لما وصل عدد الفائزين إلى ما وصل في 89 , أو حتى 93 , وهذه الحقيقة تدركها نفس قيادات الحزب وكوادره, من هنا على المعنيين عمل مراجعة شاملة لسياسة الحزب والتجديد في أساليبه التقليدية, ومعرفة الأسباب التي أدت لانخفاض شعبية الحزب كون الحزب يعتمد بالأساس على تأييد الشارع له, أكثر من اعتماده على أعضائه المنتسبين إليه... فإذا ما فقد هذا الدعم والتأييد فإنه لن يتعدى بعد ذلك الأحزاب الأخرى..هذه المراجعة يجب أن تشمل لغة الخطاب ومن نخاطب, إضافة إلى مراجعة المنهجية, وتقديم القيادات الشبابية الجديدة التي تحظى بالقبول من أعضاء الحزب والشارع الأردني على حد سواء, وقبل ذلك وبعده اهتمام الحزب بالشأن الداخلي كأولوية إصلاحية, فالمجتمع الأردني الموحد القوي هو الداعم الرئيس للقضية الفلسطينية؛ لسبب أساسي يرتبط بعقيدتنا ومصيرنا المشترك.
ثالثا: القيادات والرموز وهشاشة المبدأ وسوء الاختيار من وجهة نظر المواطن الأردني, وفي هذا ملاحظتان:
الأولى: وتتضمن تنازل القيادات في الحزب ومن هم في الصف الأول, الذين رفعوا عاليا وطويلا شعارات الحزب, هؤلاء تنازلوا بكل بساطة عن مبادئ حزبهم ونهجه لمجرد أن عرضت عليهم أحدى الحقائب الوزارية, أو منصب ما, ضاربين بعرض الحائط تاريخهم الحزبي الطويل, ولم أكن لأذكر ذلك لو كان الأمر متعلق بحادثة واحدة أو اثنتين, وإنما زاد عن ذلك بكثير, لدرجة أن يصل تفكير البعض بأن الوصول للمناصب العليا يمر من خلال الحزب, وليس بالتوريث فقط, وهذا ما أدى أيضا إلى انخفاض شعبية الحزب ونقص المؤيدين له عما كان في السابق.
أما الثانية: فتكمن في شخصية قيادية بارزة في الحزب, سبق لها أن تقلدت منصب الأمين العام, هنا وبعيدا عن شخصنة الأمور فهذا القيادي وتصريحاته الكثيرة المثيرة للجدل, ما زال يتحدث باسم الحزب وبالتالي هو يمثل صورة الحزب في الداخل والخارج, والمراقب لتصريحاته الحادة التي تخرج في كثير من الأحيان عن أصول المعارضة بغض النظر عن سلوك الحكومات, فالمعارضة كما ذكرت رصيدها وقوتها تستمدها من الشعب, في حين أن الحكومات تستمد قوتها من السلطة والنفوذ, وشتان بين أن نصفق للحكومة خوفا, أو نصفق للمعارضة حبا, ومن غير شك أن سلطة الشعب أقوى بكل تأكيد من قوة وسلطة أي حكومة, من هنا فنحن عندما ننتقد الحكومة الحالية مثلا, فلا ننتقد معروف البخيت لشخصه ومن غير الأدب واللباقة أن ننتقده لشخصه كمعروف البخيت, لكننا ننتقد سياسة رئيس الحكومة وقراراتها, ليس للنقد والمعارضة فحسب وإنما من أجل التغيير والإصلاح, يعني يمكن للمعارض مثلا أن يثني على قرار حكومي صائب, كما ينتقد في نفس الوقت قرارا حكوميا خاطئا... وأنا على يقين بأن هنالك من هم في داخل الحزب نفسه لديهم اعتراضات على تصريحات وانتقادات تلك الشخصية القيادية في الحزب التي تخرج عن حدود وأصول المعارضة, وقد باتت هذه الشخصية تستنزف شيئا فشيئا شعبية هذا الحزب.
رابعا: إن المجتمع الأردني هو مجتمع مسلم محافظ بطبعه, وهذه فطرته التي تجعله يندفع نحو أي مظهر إسلامي سليما كان أم منحرفا؛ وهذا ليس غريبا عليه؛ فقد يصوت من لا يصلي قط لمرشح ما فقط لأنه إسلامي, لكن ما أود قوله أننا نريد حزبا مدنيا مقنعا وجاذبا, ليس في إطاره الديني المعتمد على العاطفة والفطرة كوسيلة جذب فقط, وإنما ببرامجه الواضحة والواقعية التي تقنع ابن البادية والقرى والمدن والمخيمات على حد سواء... وليس من العيب أو النقص أن نتعلم من تجربة حزب العدالة والتنمية التركي كأنموذج إسلامي راقٍ.
وأخيرا فمن غير شك أن المناخ السياسي الأردني العام يختلف بنسبة ما عن الدول العربية المجاورة والبعيدة عنا, ممالك كانت تلك الدول أو جمهوريات, فالمناخ السياسي الأردني وإن لم يصل للمستوى المطلوب الذي نريده, إلا أن له الأفضلية على تلك الدول على الأقل, لكننا نطمح أن تكون لنا ميزة التفوق من خلال معالجة أبرز الجوانب السلبية التي تعيق تطورنا؛ وهي الجدية في محاربة الفساد والإطاحة برموزه, والإصلاح السياسي الحقيقي لنصل من خلاله لدولة مدنية أساسها سيادة القانون و العدالة الاجتماعية حيث أن الانتماء الحقيقي لا يتحقق إلا بهما, فتولد عندها المواطنة الصالحة البعيدة عن كل ألوان النفاق السياسي والاجتماعي الذي يعيق التطور والتقدم الذي نطمح إليه.
rawwad2010@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع