زاد الاردن الاخباري -
يستغل ممتهنو ما يُسمى بـ“التسول الإلكتروني“ في اليمن، عواطف الناس باستخدام أدوات بسيطة لا تتعدى منصة إلكترونية عليها إقبال كبير من الجمهور، تنشر مقطع فيديو قصيرا، أو عبارات مقتضبة تتحدث عن المعاناة والفقر والجوع، وتنتهي بطلب مساعدة مالية.
ويقول الباحث الاجتماعي في جامعة صنعاء مروان المخلافي، إن استغلال التواجد الكبير للناس على منصات التواصل الاجتماعي وسهولة التواصل، حولا التسول إلى ظاهرة مقلقة للمجتمع خاصة عندما يتم عرض القضايا، التي تجد تعاطفًا من الناس وفي نهاية المطاف تذهب تبرعات الناس إلى الأيدي الخطأ.
وأكد الباحث الاجتماعي اليمني لـ“إرم نيوز“، أن التسول الإلكتروني يتم استغلاله من قبل ضعاف النفوس والذين يريدون التكسب على حساب مشاعر الآخرين وسمعه اليمنيين، لافتًا إلى أن الأمر بات منظمًا، إذ يتم النشر على نطاق واسع لاصطياد المتبرعين سواء من داخل اليمن أو خارجه، وغالبًا يستهدفون الجمهور الخارجي.
وينشر المستغلون رسائلهم، التي تطلب المساعدة المالية، عبر الكثير من المنصات الإلكترونية، مثل ”يوتيوب، فيسبوك، تويتر، واتس آب“ ومختلف تطبيقات الدردشة، وحتى غرف الدردشات في الألعاب، والتعليقات في الموقع الإخبارية العربية.
بدوره أكد المدون اليمني علي حمد الأهدل، لـ“إرم نيوز“، أنه وجد رسالة في أكثر من 30 منشورًا على صفحات مختلفة بموقع ”فيسبوك“، وكذلك في منصات الدردشات لبعض المدونين على ”اليوتيوب“، وكانت تهدف لطلب مساعدة لفتاة قالت إنها مهددة بالطرد من المنزل بسبب تراكم الإيجارات.
وأضاف الأهدل أن الانتشار الواسع لتلك الرسالة أثار فضوله للاستفسار عن الأمر، حيثُ أخبره صديقه أن هناك عصابات منظمة تعمل حالياً على استغلال رواد منصات التواصل الاجتماعي خاصة من العرب في دول الخليج.
وبث ”اليوتوبر“ اليمني أحمد غازي النظاري، مقطع فيديو تحدث فيه عن ما أسماه بـ“عصابات التسول الإلكتروني“، حيثُ أكد أنه تتبع منشورات لطلب المساعدة كانت تضاف إلى صندوق التعليقات في بعض الفيديوهات التي يبثها، ليكتشف أن هناك العشرات من اليمنيين ينشرون منشورات تطلب المساعدة.
وأضاف أنه عند البحث والاتصال من أرقام متعددة بأصحاب الرسائل، اكتشف أنها عصابة واحدة تدار من قبل مجموعة أشخاص، ويتم تصوير فتيات وأطفال لنشرهم عبر المنصات الإلكترونية للعالم بهدف طلب المساعدة.
ولا تقتصر ظاهرة ”التسول الإلكتروني“ على النشر للحصول على مساعدات من قبل البعض، بل تجاوز الأمر إلى افتعال قضايا من قبل مدونين بهدف الحصول على مساعدات عن طريقهم لتلك الحالات.
وقال الناشط اليمني محمد سالم الحاج، إن بعض المدونين استطاعوا الحصول على مبالغ كبيرة من متبرعين من خارج البلد من خلال ”قصص كاذبة وتقارير طبية مزورة“.
وأوضح لـ“إرم نيوز“، أن تسويق الفقر والجوع والحاجة عبر منصات التواصل الاجتماعي، واستغلال تعاطف الآخرين مع اليمنيين، اسهما كثيراً في ذهاب مئات الملايين من المساعدات إلى جيوب النصابين.
ولفت الحاج إلى أن المحتاجين في الغالب بسبب الفقر لا يستطيعون استخدام منصات التواصل الاجتماعي، ويشعرون بحرج كبير في نشر معاناتهم بهدف الحصول على المساعدات.
ودعا المتبرعين من داخل اليمن وخارجه إلى ”التبرع عبر مؤسسات خيرية أو عن طريق أقارب المحتاجين ومعارفهم، وعدم الركون إلى مقاطع فيديو أو منشورات استعطاف“.
وتُحذّر تقارير أممية بشكل دوري من حدوث مجاعة في اليمن، حيثُ قالت الأمم المتحدة في أحد تقاريرها إن ”نحو 10 ملايين شخص في اليمن أصبحوا الآن على بعد خطوة واحدة من المجاعة“.
وتشير تقارير صادرة عن منظمات أممية عاملة في اليمن إلى وجود أكثر من 19 مليون يمني يعيشون تحت خط الفقر، ويزيد الأمر سوءًا ”حرمان نحو مليون موظف حكومي“ من رواتبهم منذُ العام 2016.