"""الإضراب عن الإضراب"""
أن يصرح وزير الداخلية بأنه نفذ خلال الأربع اشهر المنصرمة من هذا العام حوالي 1076 إضرابا ومسيرة واعتصام بواقع 9 إضرابات أو مسيرات أو اعتصامات يوميا بخسارة للوطن بأكثر من 56 مليون دينار خلال نفس الفترة أدخلتنا في موسوعة جينس للأرقام القياسية . يدعي البعض أن هذا نتاج للديموقراطية ونقول أن هذا نتاج الفوضى والترهل والفشل الإداري فالدول الأكثر ديموقراطية من "حضرتنا" لم تسجل مثل هذه الأرقام لان الديموقراطية عندنا هي تشجيع الفوضى وإفساح المجال " للزعران". للاعتداء على المواطنين ورجال الأمن.
إذا "جاز" تبرير بعض الإضرابات والتي قد لا يكون لأي منها تأثيرا مباشرا على حياة المواطنين فلا يمكن بأي حال تبرير وقف الخدمة الصحية عن كل محتاج لها بحجة أن الأطباء في حالة امتناع عن تقديم الخدمة من اجل تحقيق مطالبهم . نسي هؤلاء أن الخدمة الصحية هي خدمة إنسانية بالدرجة الأولى لتأثيرها المباشر على حياة المواطنين . .
مع الأسف الشديد نقابة الأطباء تدعي أنها تعمل لصالح تطوير الخدمة ومن ملامح إنجازاتها في ذلك مثلا :
ü معارضة وتعطيل بل وقتل مشروع قانون المساءلة الطبية الذي لو طبق لتميز الغث من السمين في خدماتنا الصحية والمأساة الأكبر أن وزير الصحة السابق وافقهم على ذلك ولا ندري حتى الآن ما هو رأي وزير الصحة الحالي الدكتور الحسبان !!! طبعا قانون المسالة الطبية " اشتعل الرأس به شيبا " من كثرة ما سار ذهابا وإيابا بين مكاتب وزراء الصحة ونقابة الأطباء ولمدة اكثر من ثمانية أعوام عجاف !!!
ü التحريض والمشاركة في تنفيذ إضرابات وتعطيل عمل الخدمات الصحية بحجة تحسين الأوضاع المعيشية للأطباء وهي أول من يعرف أن الدولة ممثلة بوزارة الصحة تعمل جهدها ا في هذا الاتجاه !!! لكنها يبدوا أنها استراتيجية ناجعة لتسجيل مواقف لضمان فوز في انتخابات قادمة !! !!
ü نقابة الأطباء أول من يعرف أن سقف المطالب العالية لن تستطيع وزارة الصحة أن تحققها لمحدودبة الامكانيات وحتى لو كانت النقابة صاحبة القرار الأخير في موضوع تحسين أوضاع الأطباء فلن تأتى بأكثر مما يمكن أن تأتى به وزارة الصحة.
ü حسب ما نشر فان وزير الصحة طلب اكثر من مرة من النقابة إجراء حوارات هادفة وبناءة تخرج بنتائج مفيدة للجميع وبالدرجة الأولى الطرف الثالث وهم المرضى ولضمان استمرارية علاجهم ولكن اعتبارات النقابة الانتخابية أملت عليها مواقف أضرت بالمرضى وحادة عن أمانة ومسؤولية مهنة الطب.!!
ü نؤكد أن مهنة الطب هي مهنة إنسانية بالدرجة الأولى ونحن مع تحسين أوضاع الأطباء والمهن الطبية الأخرى ولكن ليس على حساب حياة المريض فإذا كان تحسين ظروف حياة الطبيب خطا احمر فان حياة المريض خطا داكن الحمرة !!! نقول إن إضراب المهن الطبية تشكل ضررا جسيما على الوطن والمواطن وهي عدوان سافر على حياة المريض ونذكر القائمين على الإضراب بان حجب الرعاية الصحية هي جريمة يشارك بها من "ران على قلبه " وتخلى عن إنسانيته فهناك وسائل لإيصال رسالة المهن الطبية للجهات المعنية إلا الإضراب لأنه اسواء أساليب التعبير ومضر بالجميع!!!
ü ما جرى ويجري في الوطن اصبح يثير الاشمئزاز للمواطنين ونؤكد أن ما لم يتم تحقيقه بالحوارات لن يتم تحقيقه بالإضرابات ويد الدولة قوية وقادرة على وضع الأمور في نصابها والإضرار بالوطن والمواطن مرفوض مهما كانت الأسباب طالما أن قنوات الحوار مفتوحة
ü ما يعنينا بالدرجة الأولى هو المريض الذي اصبح "كاليتيم"" تنهشه شركات التامين وتنأى بوجهها عنه المؤسسات الصحية وتنتقم منه جهات مزودة الخدمة الصحية وهو لا حول له ولا قوة " أليس فيكم رجل رشيد " وتصبحون على خير !!!!
دكتور خضر الصيفي
اختصاصي إدارة مستشفيات