الشرطي الصبيحي ..
ما سر رسالته ليلة وفاته ... من انتزع وحذف بيانات هاتفه ليلة وفاته ... هل حقاً تشاجر ومع من ولماذا ... لماذا رفض المستشفى علاجه ...مع من كان يتحدث ليلة وفاته وعن ماذا ... من كان بالمركبة ليلة مقتله ... لماذا لم تعمل لجنة والده .... كيف ينتحر بمسدس وهو يحمل رشاشاً .... هل حقاً شوهدت علامات الضرب على المرحوم ... كيف ينتحر الانسان بسلاح دخولاً من أعلى الظهر ... من يجيب الرأي العام بشفافية
حسان علي عبندة
مأسوف على شبابه، مجروح في قلبه، حبيسة أحزانها، ذاك هم أحمد الصبيحي ووالده ووالدته.
يؤشر التاريخ على يوم من المفروض أن يكون سعيداً للمرحوم أحمد وهو عيد زواجه، هذا اليوم تحول الى يوم حزن بعد أن فقدت الأسرة بكرها الغالي، وحاولت أمه المكلومة حرق نفسها احتجاجاً على شعورها بالظلم .
رغم التقارير التي تحدثت عن انتحار المرحوم إلا أن إصرار والده على وجود شبهة جنائية في وفاة ابنه وقيامه بالاعتصام مرة تلو المرة والمخاطبات ورقة تلو الاخرى، والإجتماعات والأحاديث، بات هذا الاصرار يفرض على المعنيين تقديم اجابة شافية له وللرأي العام المحلي والخارجي.
بيان الأمن العام تلخص أن لا شبهة جنائية في وفاة المرحوم، وأن سبب الوفاة هو النزف الدموي إثر عيار ناري، وعدم وجود آثار ضربات وكدمات على الجثة، وأنه لم يتشاجر مع أحد، وأن وفاته وقعت أثناء تواجده لوحده في مكان وظيفته، وإسعافه تم في أسرع وقت، وأنه كتب ما يفيد أنه لا يحمل أحداً مسؤولية ما سيفعل.
مقابل هذا البيان يصر الوالد على وجود شبهة جنائية في وفاة ابنه، ويؤكد أنه تشاجر مع أحدهم بسبب وجود هاتف معه تم انتزاعه من (محاشمه)، وأن آثار الضرب بادية على جثته، وأن الطلقة اخترقت ظهره دخولاً من أعلى الظهر، وأن الوفاة حصلت في وقت أبكر من المعلن، وأنه بعث برسالة تفيد أنه سيعاود الحديث بعد نوبة التفتيش عليه، وأن إبنه توفي بمسدس بدم بارد ولم ينتحر بدليل آثار الطلقة عند المدخل والمخرج، وأن مستشفى السلط رفض علاجه حتى فقد كمية كبيرة من الدماء التي أدت لوفاته.
بيان الأمن العام المعزز بالوثائق وتقارير الخبرة والصور (التي لم يسمح لوالده بالإطلاع عليها) يقابله ظمأ الأب الشديد في كشف تفاصيل هذه القضية، وتيقن والدته أن الحقيقة ستعم بيتهم يوماً ما.
الحقيقة لا يمكن أن يملكها شخص واحد وهي موزعة على الكثير من الناس، وما نتمناه أن يتم الكشف قريباً عن تفاصيل وفاة الشرطي أحمد الصبيحي حتى يرتاح في مرقده، ويروى ظمأ والده المتقاعد من الأمن العام ووالدته التي أكدت أنها لن تتسامح في دم إبنها مهما طال الزمن.
Hassan_abanda@yahoo.com