خاص - عيسى محارب العجارمة - هروبا من وطأة العمل المنهك والذي لا يسمح لي بممارسة هواياتي المفضلة وعلى رأسها المقالات، فإنني افر للمطالعة بالصحف العربية القديمة لاجمع منها كيف كان يعيشه الناس قبل ١٠٠ عام من الآن.
ففي القطر المصري الشقيق وتحديدا عام ١٩٢٨، كانت الناس على قدر كبير من الثقافة، ولا تعرف لهجة التكفير والحروب الأهلية المدمرة، وتاليا وصف لليلة مصرية شعبية في قرية تسمى ميت غمر ويبدو أنها كشرم الشيخ اليوم.
وانا هدفي ليس الترويج لتلك الايام ولكنا رحمة باعصاب الناس وهروبا بأرواحهم من داركولا كورونا الذي حصد أرواح كثير من البشر، فإنني اسجل هذه المادة الطريفة للتسلية الفكرية وكيف كان يعيش الناس في الريف المصري الجميل بذاك الزمن الجميل.
فقرية ميت غمر كان بها من القهاوي والخمارات درجات على هذا البيان
الدرجة الاولى من المحاشش العال
ورد السرسيه] هذه القهاوي مخصوصة بعمد البلاد
ستيته الخرساء] الحشاشة
ام السعد]
الدرجة الثانية
محمود العدوي] هذه القهاوي لحشاشة ميت
الدقادوس] غمر أي رعاع البلد
شعاع]
الخمارات الدرجة الاولى
خمارة مخالي خاصة العمد المتمدنين أي الذين لا يبالون بالشرب
خمارة الجديدة خاصة العمد الذين يدخلون وعلى روسهم الدفافي والعبي
الدرجة الثانية
خمارة بني خاصة سكارى ميت غمر وبعض الارياف
خمارة امالي خاصة فقراءالسكارى
خمارة بنايوتي خاصة اصحاب الرفايق
والاثمان اجتهادية بحسب الاقتدار وعدمه فمن يمتلك ماية فدان يأخذ الكبايه بافرنك ومن لهُ خمسماية بثلاثة فرنك وهكذا على حسب الثروة وبعض العمد يشرب ما يريد ثم بضع يده في كل ماتيسر يعني ربما شرب كبايتين ودفع عشره جنيه بحسب ما يقتضيه مقامه الجليل طهر الله البلاد منهم
وردت الينا هذه الرسالة فاثبتناها كما هي:
سيدي الفاضل محرر التنكيت والتبكيت
اطلعت على قصيدة بديعة هزلية لاحد شبان تغرنا الادباء وهي غاية في باب (تحصيل الحاصل) ابعث اليكم ببعض ابيات منها قصد نشرها في احد اعداد تنكيتكم الزاهر ترويحاً لافكار قرائه الكرام مطلعها
الارض ارض والسماء سماء ... والماء ماء والهواء هواء
والبحر بحر والجبال رواسخ ... والنور نور والظلام عماء
والحر ضد البرد قول صادق ... والصيف صيف والشتاء شتاء
والروض روض زينته غصونه ... والدوح دال ثم واو حاء
والمسك عطر والجمال محبب ... وجميع اشياء الورى اشياء
والمر مر والحلاوة حلوة ... والنار قيل بانها حمراء
والمشي صعب والركوب نزاهة ... والنوم فيه راحة وهناء
ومنها
كل الرجال على العموم مذكر ... اما النساء فكلهن نساء
والميم غير الجيم جاء مصححاً ... واذا كتبت الحاء فهي الحاء
والباء عين التاء ان صحفتها
ومنها
ان المدام لدى التعاطي مسكر ... وبشربه قد جنت العقلاء
والحرب مهلكة النفوس وانما ... بالجبن تاكل خبزها الجبناء
فيها المهند كالمهند لامع ... ان قد قدا لم ينله شفاء
ومنها
مالي ارى الثقلاء تكره دائماً ... لاشك عندي انهم ثقلاء
وختامها
فاليكَ صاح قصيدة منظومة ... وبمثلها َلم تشعر الشعراء
فازت بحسن السبك في تاريخها ... صاد وهاء ثم غين راء
سنة 1298
فهكذا يكون الشعر وهكذا تكون المعاني ورحم الله من تأمل وعلم