رمضان الرواشدة - تلعب الثقافة بشكل عام والدراما السينمائية والتلفزيونية بشكل خاص دورا كبيرا في تشكيل الفكر والوعي الوطني والتعبير عن الهوية الوطنية للدول وهو ما دفع كثيرا من دول محيطة بنا الى الاتكأ على اعمال درامية تاريخية للتعبير عن تأصيلهم القومي والفكري .
ونحن نحتفل هذا العام بالمئوية الاولى والعبور للمئوية الثانية للدولة الاردنية احوج ما نكون الى دعم وانتاج اعمال درامية تعبّر عن قومية التأسيس للدول الاردنية وعن التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للاردن في المائة عام الاولى من عمر الدولة وتعبّر ايضا عن الهوية الوطنية الجامعة التي تجمع كافة الاردنيين من شتى المنابت والاصول وتعمل على ترسيخ الوعي بأهمية الحفاظ عليها لدى جيل الشباب والناشئة.
قبل ستة اعوام تقدم المنتج الاردني عصام الحجاوي ممثلا عن اتحاد المنتجين الاردنيين بمشروع فكرة لتأسيس مجلس اعلى للدراما الاردنية مشترك بين الاتحاد ووزارة الثقافة ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون ونقابة الفنانين. وقد اقتنعت وزيرة الثقافة يومها لانا مامكغ بالفكرة وتحمّست لها وتم عقد اجتماعات في وزارة الثقافة برئاستها وحضور نقيب الفنانين ساري الاسعد والحجاوي ممثلا لاتحاد المنتجين وعضويتي وكنت وقتها مديرا عاما لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون. وقد جرى بعد عدة اجتماعات الاتفاق على صيغة لمشروع مجلس اعلى للدراما الاردنية يضمن كافة المهتمين بالعمل الفني والثقافي والدرامي واقتراحنا وقتها طلب تخصيص مبلغ 5 ملايين دينار للمشروع. وقد قامت الوزيرة بمخاطبة الرئاسة للموافقة على المشروع وتخصيص الاموال اللازمة للبدء به . ولكن ما جرى هو ان الوزيرة تغيّرت بعد عدة اسابيع ومن جاء من بعده طوى المشروع ولم نعد نسمع به الى اليوم.
لقد استعانت تركيا منذ 15 عاما بالاعمال الدرامية لغزو الدول المحيطة فكريا وثقافية بما فيها الوطن العربي ووصلت الى حدود الباكستان... وقامت بإنتاج اعمال درامية تمجّد الدولة العثمانية وتاريخ الاتراك ومن اهمها مسلسل ارطغرل الذي دُبلج الى العربية ولغات عديدة وجرى بثه من قبل مئات الفضائيات. وكذلك فعل السوريون عندما انتجوا اعمالا درامية تمجّد سوريا والبيئة الشامية وغيرها ووصل الأمر انهم انتجوا مسلسل (اخوة التراب) عن الثورة العربية الكبرى وصوّروا دور المثقفين والوطنيين السوريين باعتبارهم اهم دعائم الثورة فيما لم يجرِ تصوير حقيقي لدور العشائر الأردنية في دعم الثورة وتبنيها ومن بعد تأسيس الاردن باعتباره احد منتجات الثورة.
نحن في الاردن الأولى ان ننتج مثل هذا الاعمال التي تعطي الحقيقة عن الثورة العربية الكبرى ودور العشائر الاردنية في تبنّيها والالتحاق في ركابها الى ان تأسست الدولة ببعدها العروبي القومي .
مع دخول الاردن حقبة الاحتفال بالمئوية الأولى لتأسيس الدول نحن بحاجة كبيرة الى احياء دور الدراما الاردنية في التعبيرعن مكونات الهوية الاردنية ودور الاردن القومي وخاصة الدور المشرف في معارك الشرف دفاعا عن فلسطين وتسويق هذه الاعمال الدرامية لتكون سفيرا ثقافية للاردن .
ولكن السؤال الآن هو من يعلق الجرس ؟
awsnasam@yahoo.com