في كتابه " الثالوث المحرم " يشير الكاتب السوري بوعلي ياسين إلى دراسة تم إجراؤها في سوريا – يا حبيبتي – حول نسبة الطلاق بين المتزوجين من فتيات متعلمات مقارنة بنسبته بين المتزوجين من نساء "أميات"، حيث خلصت الدراسة إلى أنه كلما ارتفع مستوى تعليم المرأة ازدادت نسبة الطلاق. وفي الوقت الذي اعتبر فيه "مشايخ السلطة" أن هذه الدراسة تدلل على أن تعليم المرأة يعمل على تمزيق الروابط الأسرية وتفكيكها، رأى علماء الإجتماع أن السبب يعود إلى أن الفتاة المتعلمة أكثر وعياً بحقوقها وغالباً ما تكون عاملة الأمر الذي يعطيها استقلالاً مالياً، فيما المرأة الأمية تعتبر أن السلطة المطلقة للرجل هي جزء أساسي من حقوقه، وأن ضرب الزوج لزوجته هو مهمة وطنية تساهم في ترسيخ الروابط الأسرية.
هنا في الأردن، طلعت علينا مديرية الأمن العام بدراسة خلصت إلى أن أحد أهم أسباب العنف المجتمعي هو منظمات حقوق الإنسان، ويبدو أن الحكومة ستعتمد على هذه الدراسة لتقول لنا أن اطّلاع المواطن ومعرفته بحقوقه تساهم في ازدياد العنف المجتمعي، وأن المواطن الأردني لا يحتاج إلى معرفة حقوقه لأنه باختصار مواطن مبسوط في حياته تماماً كالمرأة الأمية اللي مفكرة إنو زوجها إذا ضربها في اليوم بس مرتين فهذا يدلل على مدى حنّيّته ورقة مشاعره ..
نعم عزيزي المواطن، انسى "حموم الإنسان" –على رأي اللمبي- ، وخلينا مبسوطين بجهلنا لأنو إذا صرنا نفهم بجيبولنا البلطجية وبيزيد العنف وطبعاً كلوا ولا يزيد العنف. وعلى رأي ستي "اتصبّح بضريبة واتمسّى بضريبة .. ولا تتصبح بضريبة وتتمسى بضربة" .. والحق يفهم.
هذا المقال ومقالات أخرى للكاتب على الرابط التالي :
http://fakherdaas.wordpress.com/
فاخر دعاس