بإمكان الإعلام أن يكون ذو تأثير سلبي شديد في عكس حالة الشعوب، للتوضيح هناك ثلاثة أشياء لا يكاد يخلو منها أي فلم مصري، مما يدفعك لاعتقاد خاطئ أن هذا ما يطغى على شعب مصر وهي: راقصة وحشاش ونارجيلة، طبعا يشبه الهبوط بمظلة "مش قابلة تفتح" اجتماع هذا الثالوث، الإعلام المرئي المصري كان يتحدث عن مشاكل الحشيش والمخدرات عموما ولكن بشكل يتعاطف فيه مع الحشاش، ومن شاهد فلم الليمبي بعين بصيرة يدرك رسالة خفيّة أخرى للفلم فحواها "حتى الحشاش بقدر يتجوز وحده حلوة ويكوّن أسرة".
في زيارة لي لمصر جلست في احد المقاهي الشعبية هناك، وطلبت "شيشة"، قام العامل بإحضارها ومعها على ما أذكر خمسة رؤوس معسل وهي موضوعة على صحن قرب النارجيلة، المهم أنهم يتركوك تدخن حتى تنهي ثم يقوم العامل باحتساب الرؤوس التي "حرقتها" وهم يتوقعون منك "حرق" الرؤوس الخمسة على الأقل، ما "حرق راس محسوبكم" هو الحساب فقد صعقت عندما قال لي "2 جنيه يا فندم" طبعا يومها "قبل 6 سنين" الـ 2 جنيه تساوي 16 قرش أردني بعبارة أخرى "ببلاش"، لكن الأشياء الاخرى كانت أسعارها "سياحية"، ناهيك عن انتشار المقاهي، فبين كل مقهى ومقهى يوجد "مقهى"...أما أفران الخبز فيتوجب عليك الوقوف لساعات طوال للحصول على بضعة أرغفة بالسعر المدعوم.
انتشر الحشيش بين أبناء مصر في ظاهرة لم تخفى على أحد، ويتم تعاطيه في أماكن تسمى "الغرز" والحشيش في مصر على ما يبدو في متناول اليد، ربما انه رخيص أيضا فالأوضاع الاقتصادية لا تسمح بانتشار آفة مكلفة، وأنا اعتقد أن سعر الحشيش مدعوم ولم لا فالفساد الذي أجتثه أهل مصر ما كان ليتردد حتى لو تاجر بأعضائهم وهم أحياء، ربما كان من أهم واجبات ذلك النظام الفاسد إبقاء الشعب في حالة "هذيان" من خلال دعم سعر "الحشيش" والمخدرات وتسهيل تهريبها "إن لم تكن تزرع هناك أصلا بدل القطن".
كل هذا الكلام لأني قرأت خبرا مفاده أن المدمنين في مصر بدءوا بالتوجه إلى دور المعالجة من الإدمان بكثرة بعد نجاح الثورة، والأهم أنهم يتوجهون بشكل تلقائي دون أن يطلب أحد منهم ذلك.
من كان ليتخيل مثل هذه الانعكاسات الايجابية للثورة في مصر...؟؟؟!!!
أما بالنسبة لحركة الإصلاح لدينا وما تم إعادته من أموال عن طريق مكافحة الفساد... أرجوكم أرشدوني لـ "غرزة" لأتعاطً فيها الحشيش.
قصــــــــــي النســــــــــــــــور