زاد الاردن الاخباري -
بدأت منذ حوالي اسبوع الحملة الوطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا والتي تضم نوعين من المطعوم -فايزر الاميركي وسينوفارم الصيني-، وعلى الرغم من مطالب الجميع بالتسريع في جلب المطعوم الا ان المطعوم يجابه حملة اعلامية مشككة في فعاليته ومأمونيته حتى أن 40 % من الذين سجلوا على المنصة لأخذ المطعوم لم يذهبوا للمراكز التي تم تحديدها لهم رغم تواصل الوزارة وبعث رسالة تذكير.
تعتبر هذه النسبة عالية نسبياً، مع علمنا ان التسجيل على المنصة هو اختياري وليس اجباريا، اي ان الذين سجلوا اسماءهم كانت عندهم النية ومقتنعون في المطعوم ولكن مع ذلك لم يذهبوا لأخذ المطعوم.
المطعوم جابه حملة تشكيك منذ بدأ الحديث عن تصنيعه، فمنهم من طعن في مأمونيته ومنهم من شكك في سرعة اكتشافه وتصنيعه ومنهم من شكك في آلية تصنيعه وخصوصاً مطعوم فايزر، حيث انه لاول مرة يتم تصنيع لقاح بتقنية ما يسمى mRNA.
اما المطعوم الصيني والذي يجابه ايضا تشكيكاً من نوع آخر، حيث لم تعترف به مؤسسة الغذاء والدواء الاميركية ولا الاتحاد الاوروبي ولا حتى منظمة الصحة العالمية، ولكن هذا المطعوم له ميزات غير موجودة في المطعوم الاميركي، حيث ان تقنية صناعته تشبه المطاعيم التي اخذناها بالسابق -فيروس ميت- وحتى اسلوب تخزينه سهل واسلوب اعطائه سهل -كل مطعوم مغلف وحده ويخزن في الثلاجة وحتى حساسيته أقل-.
الاردن من الدول القليلة التي توفر نوعين من المطاعيم -فايزر الاميركي وسينوفارم الصيني-، حيث يعتبر ذلك جيدا من ناحية توفير اكبر عدد ممكن من اللقاحات ومن مصادر مختلفة ولكن في نفس الوقت خلق تشويشا عند بعض الناس من ناحية النوع الافضل والتركيبة الاكثر مأمونية، لذلك لاحظنا تدخل الحكومة وعدم اعطاء الناس اختيار نوع المطعوم وابقاء الخيار حسب اليوم وحسب المتوفر في ذلك الوقت.
نسبة 40 %، تعتبر نسبه مرتفعة، وتدل على التأثير الفعال للحملة المضادة لأخذ المطعوم. كما يلاحظ ايضاً ان نسبه التطعيم في المدن اعلى وفي المحافظات الطرفية اقل نسبياً، ولكن في نفس الوقت ومع توفر المطعوم بدأ الناس بكسر حاجز الخوف من المطعوم لتوفره اولا ومن خلال اخذ المقربين والمعارف له وعدم حصول المضاعفات التي كان يتحدث فيها الاعلام.
المطلوب من الحكومة الآن هو نشر الوعي المجتمعي حول المطعوم ودحض الاشاعات المرافقة له بأسلوب علمي ومنطقي وان يكون الاعلام بكافة انواعه المسموع والمرئي والمقروء (صحف ومواقع) شريكا حقيقيا للمصلحة العامة، ولا ننسى السوشال ميديا والتي هي الآن من تلعب دورا اساسيا في وصول المعلومات للناس ان يكون مرتادوها والذين ينشرون عليها شركاء حقيقين في نشر الوعي المطلوب والمنشود .
اخيراً لن يشعر بما اكتب إلا شخص أُصيبت والدته (او والده) وهي تعاني امامه الآن وممكن ان يفقدها، وكان بيده مطعوم كان ممكن ان يساعد في حمايتهم مما هم فيه الآن.